تونس –افريكان مانجر
يُدلي أكثر من 5 ملايين ناخب تونسي اليوم الأحد 26 أكتوبر 2014 بأصواتهم لإختيار 217 نائبا سيمثلون البرلمان المقبل في ثاني انتخابات بعد ثورة 14 جانفي.
وقد انطلقت عمليات التصويت للانتخابات التشريعية في حدود السابعة صباحا وسط تعزيزات أمنية مشدّدة في كامل أنحاء الجمهورية.
ويبلغ عدد القائمات المترشحة للانتخابات التشريعية 1329 قائمة حزبية وائتلافية ومستقلة موزعة على 33 دائرة انتخابية منها 27 دائرة داخل تونس و6 دوائر في الخارج.
انطلاقة متعثرة في بعض المكاتب
وفي متابعة أولية لسير عمليات الاقتراع، أكد عدد من رؤساء الدوائر الانتخابية والمراقبيين إنّ نسب الإقبال في مجملها طيّبة مع توقع ارتفاع النسب خلال الساعات المقبلة.
وقد سُجل خلال الساعات الأولى لفتح مكاتب الإقتراع عدد من الإخلالات والتجاوزات من ذلك غلق مكتب اقتراع بمعتمدية تاكلسية التابعة لدائرة نابل 2 على اثر التفطن لوجود مطبوعات على ذمة الناخبين غير المطبوعات الرسمية وقد تم الانتباه إلى ذلك بعد قيام 56 ناخبا بعملية الاقتراع.
وفي القصرين قامت المصالح الامنية بإيقاف امرأة والتحقيق معها على خلفية التفطن لها وهي بصدد محاولة توجيه الناخبين المتواجدين بمركز الاقتراع “حي الكرمة 1” وحثهم على التصويت لقائمة حزبية معينة. كما تم التفطن في مركز الاقتراع بمدرسة “حي النور” بالجهة إلى مجموعة من رؤساء القائمات كانوا بصدد توجيه الناخبين للتصويت لقائماتهم، الأمر الذي حتم طردهم على الفور من المركز وفقا لما ذكرته تقارير إخبارية.
واستنادا إلى ما علمه “افريكان مانجر” فقد تمّ إيقاف شخص في أحد الدوائر الانتخابية بقلعة الاندلس التابعة لولاية أريانة وبحوزته نحو 100 بطاقة تعريف وطنية، كان سيعتمدها للإدلاء بأصواتهم لأطراف سياسية معينة.
هيئة الانتخابات في قفص الاتهام
وفي جانب آخر أصدرت اليوم الاحد منظمة 23/10 لدعم مسار الانتقال الديمقراطي بيانا تضمن مجموعة من الملاحظات، أبرزها أنّها عاينت انعدام أية محاولات جدية من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بحدّ قولها للحد من التجاوزات والاخلالات سيما اثناء عمليات تصويت التونسيين بالخارج إذ انعكس ضعف الكفاءة وسوء الإدارة على أدائها حسب ما ورد في ذات البلاغ.
غلق لأسباب أمنية
وفي سياق متصل أكّد الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال التوجاني في أنّ مركز الاقتراع بجدليان من ولاية القصرين لم يفتح خلال الساعات الأولى من صباح اليوم بأمر من الجيش الوطني لأسباب أمنية.
وأشار المصدر ذاته أنّ الهيئة ستدرس إمكانية التمديد في فترة الاقتراع بالنسبة للمراكز التي شهدت تأخيرا في فتح مكاتبها على غرار المدرسة الابتدائية حي النجاح بقمرت.
وقال كمال التوجاني انّه سيتم تقديم النسب الأولية للمشاركة في الانتخابات التشريعية بصفة دورية اليوم.
احتياطات أمنية
وقد شهدت انطلاقة الانتخابات التشريعية تواجدا أمنيّا مكثفا، حيث خصص لهذه المناسبة نحو 80 ألف من قوات الأمن الداخلي، بمختلف الاختصاصات من شرطة وحرس وحماية مدنية وقوات من الجيش الوطني والديوانية والسجون والإصلاح. سيما وقد كشفت تقارير استخباراتية عن وجود تهديدات ارهابية حقيقية تستهدف الاستحقاقات الانتخابية التونسية على غرار احباط مخططات لتفجير مؤسسات سيادية و دوريات أمنية فضلا عن احباط مخططات لاغتيال شخصيات سياسية معروفة.
وقد سبق لرئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة إلى أن اشار الى ان هناك جماعات تونسية وغير تونسية تقيم بليبيا وأنّ هذه الجماعات تمثل تهديدا جديّا وأنه لذلك رأت الحكومة أنه من المجدي غلق الحدود مع ليبيا بصفة مؤقتة لضمان سلامة سير الانتخابات وتوقي أي مخاطر قد تأتي من الحدود.