تونس- أفريكان مانجر
تشهد جزيرة جربة تعزيزات أمنية مكثفة استعدادا لانطلاق موسم زيارة اليهود من مختلف دول العالم إلى كنيس الغريبة بهذه الجزيرة السياحية، فيما يتوقع أن يواكب هذا الحدث وزيرا السياحة والشؤون الدينية وبعض الشخصيات الأجنبية وعلى رأسها سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى تونس.
وقد تم اليوم الثلاثاء 13 ماي 2014 الاعلان رسميا عن انطلاق موسم الغريبة لليهود بمدينة جربة من ولاية مدنين.
بن جدو يتحادث مع بيريز الطرابلسي
وتزامنا مع هذه الاستعدادات، أدى وزير الداخلية لطفي بن جدو زيارة رسمية إلى جزيرة جربة لتفقد الاستعدادات الأمنية الخاصة بهذه المناسبة والاشراف على اجتماع أمني رفيع المستوى والذي يعد هو الأول من نوعه على مستوى وزارة الداخلية التي تعودت على عقد بمثل هذه الاجتماعات بمقر الوزارة المركزي.
وقد اكد بن جدو في تصريحات إذاعية اليوم أن هذه التظاهرة الدينية تونسية وأن “المسلم لا يكون مسلما إلا بإيمانه بالنبي موسى”، وفق تعبيره.
العروي: حجوزات اليهود ارتفعت
بدوره، أكد محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية لوكالة الأنباء الفرنسية ان الوزارة نشرت “تعزيزات امنية هامة” و”اتخذت احتياطات امنية استثنائية” في جزيرة جربة لتأمين الحج اليهودي إلى كنيس الغريبة.
وأضاف أن وزير الداخلية لطفي بن جدو “تحادث” مع بيريز الطرابلسي رئيس كنيس الغريبة لدى تحوله اليوم الثلاثاء الى جربة حيث تفقّد بنفسه الاجراءات والاحتياطات الامنية الخاصة بالحج اليهودي.
ووفق شهود عيان، تتولى وحدات أمنية وعسكرية تأمين الجزيرة جوا وبرا وبحرا والسهر على مداخلها ونقاط عبورها، بتركيز نقاط تفتيش ودوريات أمنية طيلة أيام موسم الزيارة من 13 إلى 18 مايو الحالي. ويتذمر عادة أهالي جربة من هذه الاستعدادات الأمنية التي تتسبب في تعطيلهم.
من جانبه، توقع رئيس الجالية اليهودية بتونس بيريز الطرابلسي، زيادة الزوار اليهود لمعبد الغريبة مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية، متوقعا أن يصل عددهم 1500 سائح ديني.
وفي ذات الصدد قال المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية محمد علي العروي، إن الحجوزات الخاصة بحج هذا العام الى الغريبة “ارتفعت مقارنة بالسنة الماضية” رافضا اعطاء احصائيات حول العدد.
بيض وشموع
وتتتم فعليا طقوس هذا الحج اليهودي السنوي إلى كنيس “الغريبة” ما بين 16 إلى 18 ماي الحالي. وتتمثل مراسم الحج في إضاءة شموع ووضع البيض داخل الكنيس وإقامة صلوات وأدعية داخل كنيس الغريبة والحصول على “بركات” حاخامات الكنيس.
السفير الأميركي أبرز الضيوف
وقال الطرابلسي إن ممثلين عن الحكومة التونسية سيواكبون الاحتفال بموسم الزيارة حيث ستكون وزيرة السياحة آمال كربول حاضرة وكذلك وزير الشؤون الدينية منير التليلي في اشارة لتسامح الأديان في تونس. كما أكد الطرابلسي حضور السفير الأمريكي بتونس جاكوب والز، واعتبر أن “نجاح موسم الغريبة سيكون له انعكاس إيجابي على الموسم السياحي الحالي في تونس”، وفق ما نقلته عنه تقارير إخبارية. يشار إلى أن الرئيس التونسي منصف المرزوقي كان أبرز الشخصيات التونسية التي واكبت مراسم هذا الحدث العام الماضي.
تخوف من الارهاب
ويخشى مراقبون من تنفيذ عملية ارهابية على هامش هذا الحدث الديني في ظل الغموض الذي يكتنف مصدري أوامر تنفيذ عمليات ارهابية في تونس.
يذكر أنه في 11 أفريل 2002 تم تسجيل أول عملية ارهابية في كنيس الغريبة أدت إلى مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيان اثنان) بالاضافة الى الانتحاري.
وتمت هذه العملية من خلال هجوم انتحاري بواسطة شاحنة محمّلة بالغاز نفذه تونسي مقيم بفرنسا وتبناه تنظيم القاعدة.
وتتزامن استعدادات حج اليهود مع محاولة لحرق مقر مركز الأمن السياحي بالميناء الترفيهي في المنستير والتي جدت أمس وفي أوج الاستعدادات الأمنية لانجاح الموسم السياحي الذي تدشنه تونس بالسياحة الدينية من خلال موسم “الغريبة”، وما اعتبره مراقبون من القطاع الأمني “دليل على أن الإرهاب ما يزال يتربص بتونس”.
ع ب م