تونس-افريكان مانجر
تناقلت عدد من التقارير الإخبارية الجزائرية عدد من القرارات الهامة التي نتجت عن “الاجتماع العاجل الذي عقده رئيس الحكومة مهدي جمعة مع نضيره الجزائري عبد المالك السلال بولاية تبسة الحدودية و يعتبر هذا اللقاء الثالث للسلطات الحكومية التونسية الحالية مع الأطراف الجزائرية .
وتأتي زيارة جمعة الى الجزائر على خلفية تزايد نشاط المجموعات الإرهابية في منطقة الشعانبي على الحدود بين الجزائر وتونس، خاصة بعد عملية استشهاد 15 جنديا و جرح 23 آخرين قبل أسبوع في المنطقة على يد مجوعة إرهابية مازالت محل فرار .
في هذا السياق قال رئيس الوزراء الجزائري ، عبد المالك سلال لنظيره التونسي، نقلا لما ورد في جريدة البلاد الجزائرية ، إن “المصالح الأمنية بين البلدين ماضية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وهي تشتغل على التنسيق العملياتي وتبادل المعلومات الاستخباراتية وعنصر الثقة متوفر لدى حكومتي البلدين الشقيقين لتحقيق الأهداف المتوخاة”.
عملية مشتركة في الشعانبي انطلاقا من الجزائر
و أوردت في هذا الإطار جريدة “البلاد” الجزائرية أنه بعد زيارة رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة الى الجزائر سيتجه الجيشان الجزائري والتونسي للقيام بعمليات أمنية مشتركة على الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين لتطهير المنطقة من البؤر الإرهابية الجديدة خاصة بمرتفعات الشعانبي التونسية التي تظهر مباشرة من جهة جبل بودرياس والحويجبات، انطلاقا من الأراضي الجزائرية.
تفعيل اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين
وأكدت مصادر دبلوماسية تونسية في الجزائر أن الاجتماع الذي عقد في مدينة تبسة الحدودية بين البلدين، خلص الى اتفاق تزود بموجبه الجزائر تونس بمعدات عسكرية، إضافة إلى تدريب عدد من قوات الجيش على عمليات وتكتيكات مكافحة الإرهاب.
و تأتي هذه القرارات عبر تفعيل اتفاقية التعاون التي تم إمضائها بين كل من تونس و الجزائر لتأمين الحدود بين البلدين و التي تنص على التنسيق في العمل الميداني في مجال تأمين الحدود المشتركة بين تونس والجزائر لمكافحة الإرهاب والتهريب و تبادل التجارب في مجالات تأمين الحدود ومكافحة الجريمة بجميع أشكالها بالإضافة إلى التكوين المتخصص لفائدة الإطارات العسكرية لتطوير وتبادل معارفهم.
ووصف وزير الخارجية منجي الحامدي التوصيات الأمنية المتفق عليها ب”القفزة النوعية” ، على صعيد “التعاون و التشاور بين البلدين الشقيقين من أجل التحكم في التحديات الأمنية لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة و تهريب الأسلحة”.
مساعدة مستعجلة لمواجهة الإرهاب
و أوردت في السياق ذاته تقارير إعلامية جزائرية ان مهدي جمعة طلب صراحة من الجزائر مساعدة مستعجلة لبلاده لمواجهة الخطر الإرهابي المتعاظم ونقص إمكانات المنظومة الأمنية التونسية لمواجهته .
يذكر أن هذه الزيارة تعتبر الزيارة الثالثة لرئيس الحكومة في مدة اقل من سنة لرئيس الحكومة الجديدة مهدي جمعة منذ توليه منصبه في شهر فيفري من هذه السنة .
الدور الاستراتيجي للجزائر بالمنطقة
و لم ينفي الخبراء الأمنيين المحليين أهمية الدور الذي تلعبه الجزائر في منطقة المغرب العربي و إفريقيا ككل خاصة و ان كل رؤساء حكومات المنطقة يعمدون الى زيارة الجزائر كأول زيارة رسمية لهم و ذلك على غرار رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة و رئيس الحكومة المصرية عبد الفتاح السيسي .
من جهته قال الخبير الأمني علي الزمرديني في تصريح لافريكان مانجر إن الجزائر تعتبر “قوة إقليمية ” تعمل على تحقيق استقرار المناطق الحدودية لها و حمايتها من التهديدات الإرهابية على غرار الحدود المشتركة بينها و بين تونس و ليبيا على اعتبار انها تعتبر نفسها مستهدفة بالتهديدات الإرهابية التي توجد بمنطقة المغرب العربي .
خبرة في مجال مكافحة الإرهاب
و اكتسبت الجزائر على اثر الحرب التي واجهتها في فترة التسعينات ضد “آفة الإرهاب ” خبرة في مجال مكافحة هذه الظاهرة و في المجال العسكري و الاستخباراتي .
هذا و تبوأ الجيش الجزائري الرتبة الأولى، ضمن مجموع جيوش شمال إفريقيا، وفق ما أورده تقرير حديث للمعهد الأمريكي “الدفاع الاستراتيجي والاستعلام”.
وتبعا للتقرير الأمريكي، فإن الجيش الجزائري ينتزع لأول مرة الصدارة من نظيره المصري الذي دأب على احتلال الرتبة الأولى طيلة سنوات خلت، حيث اكتفى بالمركز الثاني، وبعده الجيش المغربي، ثم جيوش كل من تونس وليبيا وموريتانيا.
وعزا المصدر الأفضلية التي حصل عليها الجيش الجزائري إلى عصرنة المعدات والتجهيزات الدفاعية التي يمتلكها خاصة من أجل مواجهة المخاطر الأمنية في الساحل الإفريقي، والتي تهدد أمن حدود البلاد.
ويتوقع التقرير ذاته أن ترتفع نفقات الجزائر في المجال العسكري، في غضون السنوات الأربع القادمة، لتبلغ نسبة نمو تقدر بـ6 بالمائة سنة 2017، و يرجح أن هذا الارتفاع يعود إلى “حالة عدم الاستقرار التي تشهدها دول المنطقة بسبب “الربيع العربي”، وما نجم عنها من بروز لمجموعات إرهابية جديدة”.
مها قلالة