تونس –افريكان مانجر
أعلن الرباعي الراعي للحوار الوطني رسميا رفضه دعوة رئيس الجمهورية المُتخلي والمرشح للانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي لرئيس حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بترشيح رئيس جديد للحكومة.
وبعد مشاورات، اتفق اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2014 الرباعي على أن يعيّن رئيس الجمهوريّة المنتخب رئيس الحكومة الجديد.
انقلاب على التوافقات
ووفقا لما صرّح به عضو رباعي الحوار الوطني محمد فاضل محفوظ فان الرباعي اجتمع في اليومين الأخيرين للتشاور حول رسالة التكليف التي وجهها رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي لرئيس نداء تونس الباجي قائد السبسي لمطالبته بترشيح رئيس جديد للحكومة وأوضح محفوظ أن الرباعي رفض هذه الرسالة ولكنه لم يصدر بيانا مراعاة للصمت الانتخابي ولكافة المترشحين.
من جهته قال بوعلي المباركي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل انه لم يستغرب طلب رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي تكليف رئيس الحزب الأغلبي بتعيين رئيس حكومة جديد، خلافا لما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار الوطني التي أوصت بأن يعين رئيس الجمهورية الجديد والمنتخب رئيس حكومة ما بعد الانتخابات.
وأضاف المباركي أن الرباعي الراعي للحوار لن يتراجع عن موقفه عن ما تم الإمضاء عليه من جميع الأطراف، مؤكدا أنه من غير المقبول أن يتم الانقلاب على التوافقات وتونس لن تكون سبية لدى أي طرف وخاصة في هذه المرحلة الانتقالية موضحا أن الاتحاد لن يسمح بذلك. كما أكد المصدر ذاته انّ رسالة المرزوقي هدفها ارباك الأجواء.
أزمة دستورية في الافق
من جانبه اتهم حزب نداء تونس الفائز بالانتخابات التشريعية منصف المرزوقي بمُحاولة خلق أزمة دستورية…مؤكدا أنّه لن يقبل الدعوة الى تشكيل الحكومة إلا من رئيس الجمهورية الجديد، فيما اختلف خبراء في القانون الدستوري في مسألة تكليف الحكومة الجديدة حيث اعتبر القيادي بحركة نداء تونس خميس قسلية في تصريح ل”افريكان مانجر” أنّ رئيس الجمهورية المؤقت والمرشح للانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي يسعى إلى خلق أزمة دستورية ومحاولة تعكير الأجواء السياسية من خلال تكليفه رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي بتشكيل الحكومة في مدة لا تتجاوز 7 أيام أي أسبوع.
وأكد مُحدّثنا أنّ المرزوقي يسعى الى نقض ما كان قد اتفق عليه الرباعي الراعي للحوار الوطني، والقاضي بأن يتولى الرئيس المنتخب بعد الانتخابات الرئاسية تكليف الحزب المتحصل على اغلبية المقاعد في البرلمان بتشكيل الحكومة، مُشدّدا على أنّ نداء تونس الحزب الفائز بالأكثرية في انتخابات 26 أكتوبر الماضي يرفض مطلقا تكليفه من قبل المرزوقي باعتباره رئيسا مُؤقتا وليس منتخبا بحدّ قوله.
وقال خميس قسيلة إنّ النصّ القانوني لا يحتمل الكثير من التأويلات، مُؤكدا أنّ رئيس الجمهورية التي ستُفرزه الانتخابات التي انطلقت في دورتها الأولى اليوم الاحد هو الشخص الوحيد المخول له تكليف حزب نداء تونس بتشكل الحكومة المقبلة التي يُنتظر ان تتولى رسميا مهامها كأقصى تقدير خلال شهر فيفري 2015.
اختلاف قانوني
ولمزيد التوضيحات حول مدى شرعية دعوة المرزوقي الى تشكيل الحكومة الجديدة، قال استاذ القانون الدستوري قيس سعيد في تصريح سابق ل “افريكان مانجر” انه وحسب النص القانوني الذي ينص على دعوة رئيس الجمهورية الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية بعد اسبوع من الاعلان عن النتائج النهائية الى تشكيل الحكومة، يجوز قانونيا للرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ان يكلف الحكومة الجديدة والذي اعتبره تكليفا شكليا.
في المقابل أفادنا أستاذ القانون الدستوري أمين محفوظ أنّ رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي غير مُؤهل دستوريا لتكليف رئيس الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، مُؤكدا أنّه يتوجب الانتظار إلى حين اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية حتى يتمّ تكليف الحزب صاحب النصيب الاوفر من المقاعد في البرلمان المقبل.
وأوضح محدّثنا أنّه وبالرغم من أنّ المسار القانوني ينص على أنّ رئيس الجمهورية وبعد أسبوع من الإعلان النهائي عن النتائج يُكلف رئيس الحزب الفائز بتشكيل الحكومة، فإنّ المرزوقي لا يسمح له قانونا القيام بذلك لأنّ الفصل 89 من الدستور ينص على أنّ رئيس الجمهورية الذي يُكلف بتشكيل الحكومة هو نفسه الذي يُعيّن وتعود إليه في صورة الفشل وهو أيضا من بيده قرار حلّ البرلمان المقبل وهي صلاحيات لا تتوفر في المنصف المرزوقي الذي يخضع حاليا الى التنظيم المؤقت للسلط العمومية ولا يشمله دستور 27 جانفي 2014 على حدّ قوله.
يُذكر ان المنصف المرزوقي قد بعث بمكتوب رسمي الأسبوع الماضي الى حزب حركة نداء تونس يدعوه فيها الى تشكيل الحكومة الجديدة.