تونس- افريكان مانجر
طالب الاتحاد العام التونسي للشغل رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة بالخروج مُجدّدا الى الرأي العام التونسي و إعلان موقفه رسميا ممّا تُروجه عديد المصادر و الشخصيات السياسية من أنّه سيُقدّم في غضون الأيام القليلة المقبلة ملف ترّشحه للرئاسية، و في تصريح للأمين العام المساعد للاتحاد سامي الطاهري أكد ل” افريكان مانجر” اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 أنّ بنود خارطة الطريق التي أفرزت الحكومة الحالية تنصّ على أنّ مهدي جمعة و أعضاء حكومته غير معنيين بالسباق نحو قصر قرطاج.
محاولة لارباك الوضع
و أوضح محدّثنا أن بعض الأطراف و الجهات تُحاول ارباك الوضع في تونس من خلال اثارة الموضوع في أكثر من مناسبة بالرغم من أنّ مهدي جمعة أعلن في وقت سابق أنّه غير معني بالانتخابات المقبلة، و عليه دعا ممثل المنظمة الشغلية رئيس الحكومة الى تحديد موقفه من الموضوع بشكل رسمي. كما أفاد سامي الطاهري أنّ بنود خارطة الطريق تنص على أن يُواصل جمعة مهامه في القصبة الى غاية 11 فيفري 2015، هذا و أكد المصدر ذاته أنّ اتحاد الشغل سيتخذ القرار المناسب في حال تقدم رسميا مهدي جمعة للانتخابات.
و كان القيادي في حركة نداء تونس عبد العزيز القطي قد اكد أن معلومات مؤكدة وصلت للحزب تفيد بأن رئيس الحكومة مهدي جمعة سيستقيل في الأسابيع القليلة القادمة وسيُعوض بوزير من المجموعة الوزارية التي تعمل في الحكومة.
وقال عبد العزيز القطي في تصريح اعلامي إن حركة النهضة بصدد جمع الإمضاءات لفائدة مهدي جمعة من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية.
لا وجود لمانع قانوني
و في ظلّ تضارب الانباء بخصوص هذا الموضوع، قال أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد ل” افريكان مانجر” انه لا وجود لنص قانوني يمنع مهدي جمعة من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، كما بيّن أن التنظيم المؤقت للسلط العمومية و الاحكام الانتقالية لا تتضمن نصا يقضي بأن يستقيل رئيس الحكومة في حال دخوله السباق نحو قصر قرطاج.
و في سياق متصل أفاد قيس سعيد أن رئيس الحكومة و أعضائها هم نتاج للحوار الوطني و قد تعهدوا بعدم خوض غمار الانتخابات، و بالتالي فإن القضية سياسية و أخلاقية.
و تنص خارطة الطريق على أن ” القبول بتشكيل حكومة كفاءات ترأسها شخصية وطنية مستقلة لا يترشح أعضاؤها للانتخابات القادمة تحلُّ محلّ الحكومة الحالية التي تتعهد بتقديم استقالتها، وتكون للحكومة الجديدة الصلاحيات الكاملة لتسيير البلاد، ولا تقبل لائحة لوم ضدها إلا بإمضاء نصف أعضاء المجلس الوطني التأسيسي ويتم التصويت على حجب الثقة عنها بموافقة ثلثي أعضائه على الأقل.”
تضارب التصريحات
و كان مهدي جمعة قد أكد مؤخرا عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة ، مؤكدا ان هدفه هو انجاح المرحلة الاخيرة من الانتقال الديمقراطي .
و قال في تصريح صحفي سابق أنّه” اذا كان هناك تأييد من الرأي العام فهو تأييد لهذه المرحلة أكثر منه لشخص مهدي جمعة “.
يُذكر ان واقع إخبارية تناقلت الآونة الأخيرة خبرا مفاده ان القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي قد صرح ان عديد الشخصيات الوطنية من الترويكا السابقة و من خارجها المترشحة للانتخابات الرئاسية تستجيب للمعايير التي حددتها الحركة، معتبرا أن رئيس الحكومة الحالية مهدي جمعة يمكن أن يكون مرشحا توافقيا وطنيا إذا عبر عن رغبته في الترشح .
غير أن حركة النهضة سرعان ما تدخلت لتنفي الخبر، و قد اكدت ان ترشيح مهدي جمعة للانتخابات الرئاسية يتعارض مع خارطة الطريق التي وقعت عليها الأحزاب.
كما اعتبرت الحركة أن موقف المكي لا يلزم الحركة التي لم تنطلق بعد في الدخول في أسماء الشخصيات التي ستدعمها خلال الانتخابات الرئاسية.
بسمة المعلاوي