تونس-افريكان مانجر
أكد اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2013 أستاذ القانون و الناشط الحقوقي مصطفى صخري أنّ والدة رئيس الجمهورية منصف المرزوقي تونسية و هي أصيلة منطقة قرمبالية من ولاية نابل،و رجح أستاذ القانون أنّ وثيقة مضمون المرزوقي قد تكون فعلا تضمنت خطأ مما استوجب حكما قضائيا لإصلاحها.
أمّ المرزوقي تونسية و زوجة أبيه مغربية
في السياق ذاته قال محدثنا إنّه من المستبعد جدّا أن يكون هناك تدليسا في جنسية والدة المرزوقي لأنّ كل موظف إداري يُدرك جيدا مدى خطورة هذه المسألة و التي تصل عقوبتها في بعض الحالات إلى الحكم بالسجن مدى الحياة.و أكد مصطفى صخري أنّ إثارة هذا الموضوع هو نوع من الجدل المفتعل ردّا على إصدار رئاسة الجمهورية ل”الكتاب الأسود” الذي كشف قائمة في الأسماء المتورطة سابقا في التعامل مع نظام بن علي.
و باتصال مع المحلل السياسي و عضو المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس خالد شوكات نفى صحة الأخبار التي شككت في جنسية والدة المرزوقي مُؤكد أنّ مضامين الولادة غالبا ما تُسجل فيها أخطاء لأنّ المعطيات كانت تحفظ في أرشيف ورقي،و منذ اعتماد الإعلامية في توثيق الأرشيف تمّ تسجيل عدّة حالات مماثلة. و أضاف خالد شوكات أنّ الخطأ الذي وقع إصلاحه في مضمون ولادة المرزوقي يُعزى إلى الخلط بين والدته و زوجة والده المغربية الأصل،قائلا إنّ والد المرزوقي نفاه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة إلى المغرب لأنّه من اليوسفيين فما كان من هذا الأخير إلا أن طلّق زوجته التونسية و تزوج من أخرى مغربية و استقر هناك إلى أن وافته المنية فتم دفنه في مراكش بالمغرب.
و بالرغم من الاختلافات الحادة في المواقف السياسية، فقد وصف خالد شوكات إثارة الموضوع بالمحاولة”الرخيصة” من قبل بعض الأطراف لتصفية حساباتها مع رئيس الجمهورية المؤقت.في المقابل قال أيضا إنّ المرزوقي “فتح على نفسه أبواب جهنم” عندما أصدر “الكتاب الأسود” دون أن يتثبت ويُدقق في الوثائق التي هي تحت تصرفه على حدّ قوله.
ردّ على “الكتاب الأسود”
و كانت أمس قد راجت صورة لمضمون نشره موقع “أسرار تونس” ونُسب إلى رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي وشكك في شرعيته لتولي منصب الرئاسة وفيه تنصيص على انه وقع منح الجنسية التونسية لوالدته بمقتضى حكم عن المحكمة حتى يتسنى له تولي رئاسة الجمهورية باعتبار أن شرط حمل الأم الجنسية التونسية ضروري لتولي هذا المنصب.
المضمون المذكور يحمل تاريخ ولادة المرزوقي واسمي والديه وتاريخ ومكان الولادة. لكنه تضمن في ركن «الملاحظات» أن جنسية الأم موضوع نقاش الحال وقع تغييرها ب «حكم إصلاح» عن المحكمة الابتدائية بقرمبالية يوم 6 ديسمبر 2011 تحت عدد 80180 ينصّ على أن جنسية الأم المذكورة بالمضمون تونسية.
و قد أثارت الوثيقة جدلا كبيرا حول مدى صحتها و دواعي اختيار هذا التوقيت بالذات لإصدارها و الحال أنها تعود إلى سنة 2011. و الأكثر من ذلك هو أنّ القيادي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية طارق الكحلاوي أكد اليوم في تصريح صحفي صحة هذه الوثيقة مشيرا إلى أن مضمونها “لا يبطل وجود المرزوقي في قصر قرطاج”.
و أضاف الكحلاوي بان الوثيقة في حد ذاتها تؤكد قوله لأن الحكم صادر عن محكمة تونسية قامت بتصحيح خطأ في مضمون محمد المنصف المرزوقي و هذا الخطأ أساسه جنسية الأم التي كانت في المضمون على وجه الخطأ مغربية و تم تصحيح هذا لتكون الأم تونسية و هو الحقيقة على حد قوله.
و أكد الكحلاوي أن تسريب هذه الوثيقة غايته طرح قضايا مفتعلة الهدف منها الرد على الكتاب الأسود من قبل أطراف تعيش حالة هستيرية إثر وروده.
بسمة المعلاوي