تونس-افريكان مانجر
اثار قرار الحجر الصحي الشامل و ما تبعه من غلق للمحلات والأسواق الأسبوعية و منع التقل بين الولايات، والذي أعلن عنه الجمعة الماضي رئيس الحكومة هشام المشيشي، غضب عديد المهنيين و التجار خاصة الذين تعتبر فترة عيد الفطر بالنسبة لهم فترة الذروة التي تمكنهم من العمل بنسق مرتفع على غرار تجار الملابس الجاهزة و الجلود و الاحذية.
وقد وصف عديد المتدخليين الاقتصاديين هذا القرار بالفجئي و التعسفي الغادر الذي لم يراعي الأزمة الاقتصادية و الصعوبات التي تواجهها عديد القطاعات.
رفض
و في هذا الصدد، وعقب الإعلان عن الحجر الصحي الشامل من 9 و الى غاية 16 ماي الجاري، أصدر الاتحاد التونسي للصناعة و التجارة و الصناعات التقليدية بلاغا أعرب فيه عن تضامنه الكامل مع المهنيين والحرفيين والتجار وكل المتضررين من هذا الإجراء في كل جهات البلاد وتفهمه للوضعية الصعبة التي وجدوا فيها أنفسهم.
وأكدت منظمة الأعراف وقوفها إلى جانب منظوريها وتبنيها لمطالبهم الهادفة إلى الحفاظ على مؤسساتهم والدفاع على موارد رزقهم.
وأكدت أن هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية جدا على عديد القطاعات تضاف إلى المعاناة والخسائر الكبرى التي تكبدها المهنيون منذ ظهور وباء كورونا.
°كما دعت المنظمة إلى تلافي هذا الوضع بأقصى سرعة والسماح للمهن التي يمثل عيد الفطر المبارك ذروة نشاطها ويحتاج المواطن إلى خدماتها في هذه المناسبة بالعمل خلال الأيام المقبلة السابقة لعيد الفطر، مع التزام الجميع من مستهلكين وأجراء ومهنيين بتطبيق البرتوكول الصحي والتباعد الجسدي، وذلك للتخفيف من حالة الازدحام التي شهدتها مختلف مناطق البلاد.
كما وجهت الدعوة للحكومة لإقرار خطة مساعدات طارئة وسريعة للقطاعات المتضررة من جائحة كورونا لأن تواصل هذا الوضع سيكون بمثابة الضربة القاضية للعديد من المهنيين والحرفيين والتجار داعية الى تعليق كل عمليات استخلاص الالتزامات المالية والاجتماعية للمتضررين من أصحاب المؤسسات حتى يتسنى إنقاذ النسيج الاقتصادي الوطني والحفاظ على ألاف مواطن الشغل.
من جهتها الجامعة الوطنية للجلود والأحذية التابعة لمنظمة الاعراف عبرت عن استنكارها قرار الحكومة تنفيذ حجر صحي شامل تزامنا مع عطلة عيد الفطر.
واعتبرت أن هذا الإجراء اتخذ بصفة متسرعة وستكون تداعياتها كارثية على المهنيين وستكبدهم خسائر جديدة فادحة تضاف إلى الخسائر التي تكبدوها في السنوات الأخيرة والتي باتت تهدد آلاف الصناعيين والتجار والحرفيين بالاندثار بعد إفلاس الأف الآخرين، فضلا عن تداعياتها على القطاعات الأخرى المرتبطة بقطاع الجلود والأحذية وتزيد بذلك في تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس .
ودعت الجامعة الوطنية الجلود والأحذية إلى السماح للمهنيين بالعمل خلال الأيام القادمة السابقة لعيد الفطر لتلبية حاجيات المستهلكين في هذه المناسبة الدينية المباركة ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه، مع الالتزام بتطبيق البرتوكول الصحي والتباعد الجسدي.
من جانبه الفرع الجهوي لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات بسوسة قرر مواصلة النشاط التجاري بصفة عادية الى غاية يوم العيد رافضين إجراءات الحجر الصحي الشامل ووفق بلاغ المنظمة فان هذا القرار يعود للظروف الاقتصادية الصعبة جدا التي يمر بها اغلب التجار و نظرا لالتزاماتهم المادية تجاه المزودين و لما تكتسيه الأيام التجارية التي تسبق أيام العيد .
فوضى
وجدير بالذكر فان اليوم الأول من الحجر الصحي الشامل الذي انطلق امس الأحد، شهد حالة من الفوضى و الاحتقان حيث العديد من التجار في بعض الولايات الخضوع الى قرارات الحكومة على غرار ما حدث في صفاقس حيث قام عدد من التجار بخلع ابواب “سوق الحوت” عنوة تنديدا برفضهم لقرار الحجر الصحي الشامل وغلق الاسواق اليومية وحرمانهم من العمل.
وقد تكرر نفس المشهد في العاصمة حيث عرف سوق سيدي البحري بباب الخضراء حالة احتقان بعد رفض الباعة تطبيق قرار غلق السوق وقد جدت بعض المناوشات والمشدات الكلامية بين الباعة ورجال الأمن.
كما حاول تجار الأسماك بسوق باب الجديد بسوسة فتح محلاتهم لكن الأمن تصدى لهم، و في بنزرت توجه عدد من التجار الى مقر الولاية للاحتجاج معلنين رفضهم الامتثال لقرار غلق المحلات التجارية.
وقد عبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم و استنكارهم لقرار الحجر الصحي الشامل خاصة و ان هذا الإجراء على اهميته من الناحية الصحية الا انه كان مفاجئا و تسبب في حالة من الفوضى عقب الإعلان عنه في محطات النقل و في المساحات التجارية.
وقد اعتبر الدكتور رفيق بوجدارية، في تصريح سابق لافريكان مانجر، ان قرار الحجر الصحي الشامل لأسبوع غير كاف لكسر حلقات العدوى مشيرا الى انه كان من الاجدر الاعلان عنه منذ الاسابيع الاولى لرمضان بالتزامن مع الاجراءات السابقة حتى يكون ذو جدوى.
العصيان المدني
من جهته دعا الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، في تدوينة نشرها على صفحته فايسبوك الاحد 9 ماي 2021، إلى المقاومة والعصيان المدني، وفق تعبيره.
وأوضح مرزوق، أن هذا الغضب بسبب ما تم الإعلان عنه من تراتيب الحجر الصحي الشامل منتقدا السماح للمساحات التجارية الكبرى بمواصلة نشاطها وفتح أبوابها مقابل منع انتصاب الأسواق اليومية.
يذكر انه تم الإعلان الجمعة الماضي عن قرار فرض الحجر الصحي الشامل في الفترة الممتدة من 9 الى 16 ماي الجاري بالإضافة الى إقرار حظر الجولان من الساعة السابعة مساء وإلى الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي ومنع التنقل بين المدن إلاّ الحالات المرخّص لها والحالات الاستعجالية والخدمات الأساسية بما في ذلك حملة التلقيح.