تونس- افريكان مانجر
أكد عدد من الخبراء في مجال الاتصال و المعلومات أن قرار رئيس الحكومة مهدي جمعة بغلق كل المواقع الالكترونية و صفحات الفايسبوك التي تحرض على العنف و الإرهاب, قرار لا يمكن تطبيقه بصفة فعالة في تونس باعتبار ان التحكم في الشبكة العنكابوتية يتم بصورة عالمية ,مطالبين بضرورة تتبع قضائيا المشرفين على هذه الصفحات و من يقف ورائهم .
و يأتي قرار رئاسة الحكومة بغلق هذه المواقع بعد احتفال عدد من العناصر السلفية بالعملية الإرهابية التي شهدها جبل الشعانبي و أسفرت عن مقتل 15 من عناصر الجيش الوطني و إصابة 23 آخرين .
قرار يصعب تطبيقه
في هذا السياق قال رئيس مدير عام الوكالة التونسية للأنترنات معز شقشوق إن “حجب أو غلق المواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك إجراء يصعب تطبيقه”
وأكد شقشوق ، في تعليق على قرار رئاسة الحكومة بإغلاق هذه المواقع ، أن إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع الواب أمر مستحيل لأن الإغلاق يتم من قبل المشرفين على إدارات هذه المواقع.
وفيما يتعلق بالحجب، اعتبر مدير الشركة التونسية للانترنات في تصريح إذاعي أنه من الصعب تفعيل الحجب لأن هناك آليات لاختراق آليات الحجب ، موضحا من جهة أخرى أنه في حال وقع حجب موقع معين سيتم بعث موقع آخر.
و للإشارة فان المدة الأخيرة شهدت عودة عدد من الصفحات المتبنية “للفكر السلفي الجهادي “في تونس للنشاط على شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك “و عمدت هذه الصفحات إلى نشر بيانات ومقاطع فيديو تحرض على العنف او تزيد من تحفيز الشباب السلفي على النشاط في تونس
إستراتجية لرصد مواقع الالكترونية
من جهة أخرى أكد وزير التعليم العالي توفيق الجلاصي وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال توفيق الجلاصي وجود إستراتيجية لدى رئاسة الحكومة لمتابعة المواقع الإلكترونية الداعمة للأعمال الإرهابية من أجل التصدي لها .
وأضاف أن هذه الإستراتيجية تعمل على رصد مواقع الواب التي تدعو للتكفير وتحرض على القيام بأعمال إرهابية مؤكدا أن هذه الإستراتيجية ستكون في إطار القانون وبإشراف السلطة القضائية والتنسيق مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.
قرار غير فعال
و على الرغم من قيام السلطات التونسية بإغلاق سابقا عدد من الصفحات التابعة لتنظيم أنصار الشريعة المحظور بعد تصنيفه تنظيما إرهابية إلا انه رغم تكرار عملية الغلق يتم بعد بضعة ايام إعادة نشاطها عبر نفس الاسم الرسمي او عبر صفحات موالية لها .
و في سياق متصل اعتبر الخبير الأمني” علي الزرمديني “في تصريح” لافريكان مانجر” أن الجماعات الإرهابية في تونس و في العالم ككل تعتمد كثيرا على “ما يسمى بالإرهاب الافتراضي ” للتخاطب مشيرا إلى آن الشبكات الإرهابية التونسية هي الأفضل في استعمال هذا المجال الافتراضي لما في هؤلاء الإرهابيين من خبراء و من مهندسين في مجال الإعلامية.
وقال الزرمديني أن “هذه الحرب المعلوماتية ” تتطلب متابعة المصالح الفنية لها و التجند لها بكل التقنيات الحديثة” .
مطالبة بتتبع المشرفين على الصفحات
و طالب عدد من الخبراء في المجال المعلوماتي بعدم الاكتفاء بحجب أو بغلق المواقع الذي لا يمكن ان يتم بصفة كلية و نهائية باعتبار أن الإدارة التونسية لا تتحكم في فتح او في غلق الانترنات , مطالبين بالعمل على تتبع المشرفين على هذه المواقع أو الصفحات عبر تتبع “الأمكنة و الأجهزة التي يتم منها الدخول لهذه المواقع ” و باعتبار ان ذلك ممكن تقنيا.
و للإشارة فان بعد العملية الإرهابية التي أودت بحياة 15 من الجنود التونسيين فان عدد من الصفحات التابعة لتنظيم القاعدة و لكتيبة عقبة ابن نافع التي تبنت الهجوم تنشط إلى الآن و تنشر من حين إلى آخر صورا و تفاصيل جديدة عن العملية الإرهابية و في ذلك تهجم واضح على حرمة الجنود و على مشاعر عائلاتهم.
إنشاء وكالة فنية للاتصالات ”
من جهة أخرى أعلنت وزارة الداخلية بعث هيكل مستقل للبحث الفني في جرائم تكنولوجيات المعلومات “وكالة فنية للاتصالات ” تشرف عليها وزارة الاتصال وزارة تكنولوجيات المعلومات والاتصال تتولى مهام المراقبة القانونية لحركة الأنترنات بالبلاد، وذلك في إطار السعي إلى فصل مهمة رقابة الأنترنات عن “الوكالة التونسية للأنترنات” حتى تتفرّغ هذه الأخيرة لأداء دورها الأساسي المتمثل في تنمية الأنترنات بتونس الا انه لم يتم إلى حد الآن تعديل مشروع القانون المعني .
مها قلالة