تونس-افريكان مانجر
تحتضن تونس يومي 24 و25 سبتمبر القادم أول تظاهرة إقليمية تحت شعار “نحو متوسط خالٍ من الكربون“، بمشاركة 20 دولة من دول البحر الأبيض المتوسط الى جانب عدد هام من المنظمات الدولية و الإقليمية على غرار المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة والمركز المتوسطي للطاقات المتجددة والاتحاد المتوسطي لوكالات الكفاءة الطاقية والطاقة المتجددة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.
واستنادا لما أكده محمد علي السافي مدير النجاعة الطاقية بوكالة التحكم بالطاقة، في حوار لموقع افريكان مانجر، فان المنتدى يتنزل في إطار العمل على تفعيل الالتزام الدولي الذي صادقت عليه الدولة التونسية ضمن قمة المناخ في باريس وسعيها إلى تخفيض الكثافة الكربونية بنسبة 45 % سنة 2030 حيث يقدر تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة المزمع تحقيها 87.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون متأتية بشكل رئيسي من قطاع الطاقة بحصة 72%.
ويمثل منتدى “نحو متوسط خالٍ من الكربون” فرصة لتبادل الخبرات بين بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث سيتمكن المشاركون من العمل على رفع الحواجز التقنية والمالية التي تعيق التقدم نحو الاقتصاد منخفض الكربون، وهو مناسبة أيضا لتبادل الخبرات والعمل المشترك لدعم المؤسسات الاقتصادية لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز القدرة التنافسية في السوق الدولية عن طريق تقديم حلول مبتكرة وفعّالة لتسريع الانتقال نحو الحياد الكربوني والتعريف بمختلف آليات التمويل المتاحة لدعم مشاريع إزالة الكربون وتشجيع الاستثمارات في المبادرات المستدامة.
كما سيسعى المنتدى إلى استقطاب تمويلات دولية وإحداث خطوط تمويل بشروط تفاضلية، مما يسهم في دعم المشاريع البيئية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي لتحقيق أهداف تخفيض الانبعاثات الكربونية.
و أشار محدثنا، الى أن برنامج الدولة في خفض الانبعاث من الكربون يتطلب توفير تمويلات بقيمة 46 مليار دينار من بينها 77% موجه لقطاع الطاقة ويتوزع على ثلاثة مجالات (نصفها موجه للنجاعة الطاقية والثلثين للطاقات المتجددة وثلث للبنية التحتية).
ولفت الى ان حوالي 11 مليار دولار (حوالي 35 مليار دينار) موارد مالية أجنبية يجب العمل على استقطابها من خلال المشاركة في التظاهرات الدولية و الإقليمية، و 3،4 مليار دولار (ما يعادل 11 مليار دينار) موارد محلية.
ويقول السافي، ان المنتدى يُعَدُّ فرصة لعرض استراتيجيات إزالة الكربون في تونس ومنطقة البحر الأبيض المتوسط و سيساهم في تقديم الأهداف الوطنية والدولية في مجال تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة فضلا عن تعزيز الوعي لدى المشاركين بالتحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية وأهمية تبني نهج منخفض الكربون في الشركات التونسية.
وأكد محدثنا أن تونس صاحبة مبادرة تنظيم هذه التظاهرة و ستحتضن دورتها الأولى على أن يتم تنظيم الدورة الثانية في الجزائر و الثالثة في إيطاليا.
وخلص محدثنا، إلى أن بلادنا تحتل مكانة متميزة في مجال النجاعة الطاقية حيث تتصدر قائمة الدول العربية في حوض المتوسط من حيث تقليص استهلاك الطاقة و استعمال التكنولوجيات الحديثة في المؤسسات الاقتصادية.
ويشار إلى أن المنتدى سيكون بمشاركة ممثلون رفيعو المستوى عن المنظمات الرائدة في المجال على غرار سفير الإتحاد الأوروبي بتونس والأمينة العامة والمديرة التنفيذية لمجلس الطاقة العالمي ومدير المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية والمكلف بالتنمية الصناعية، قسم إزالة الكربون والطاقة المستدامة بمظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية إضافة إلى ممثلين عن مختلف المؤسسات المكلفة بالانتقال الطاقي في بلدان ضفتي المتوسط كالمدير التنفيذي للمركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفائة الطاقة ورئيس الوكالة الفرنسية للبيئة والتحكم في الطاقة والمدير العام للمعهد الإسباني للتنويع والإقتصاد في الطاقة.
كما ستشهد هذه التظاهرة حضور نخبة من الخبراء والمختصين على غرار مدير المركز الأورومتوسطي لتغير المناخ والرئيس والمدير التنفيذي للمركز الدولي لبحوث التنمية بكندا.
وعلى امتداد اليومين سيتم تنظيم 9 ورشات عمل تتناول مواضيع مختلفة على غرار الأطر القانونية الدولية في مجال إزالة الكربون والنجاعة الطاقية والطاقات المتجددة والتنقل المستدام والخالي من الكربون ومصادر تمويله إضافة إلى التطرق إلى دور البحث العلمي في إزالته وعرض تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر كطاقة بديلة صديقة للبيئة وتقديم الاستراتيجيات والخطط الاتصالية للتوعية بأهمية الانخراط في إزالة الكربون المعتمدة من قبل بلدان ضفتي المتوسط.