تونس- افريكان مانجر
كشفت دراسة أجرتها حديثا، الجمعية التونسية للمراقبين العموميين حول ” الفساد الصغير في تونس” أنّ قطاع الصحة يحتل المرتبة الثانية في ترتيب القطاعات الأكثر فسادا، حيث يبلغ معدل الرشوة في العملية الواحدة 116 دينار.
ويمثل الرجال 86 % ممن دفعوا رشوة بينما النساء 14 %، وينقسمون إلى كهول 72 % و28 % من الشباب.
الفساد في المعاملات البسيطة
بحسب أرقام صادرة عن نفس الدراسة، فإنّ أغلب المبالغ المدفوعة كرشاوي في قطاع الصحة هي اقل من 50 دينار في 72 % من الحالات، وهو ما يعني أن الفساد في قطاع الصحة يشمل بالأساس المعاملات البسيطة اليومية في تعامل المواطنين اليومي مع مختلف الهياكل الصحية.
وتحتل ولايات تونس وصفاقس ونابل المراتب الأولى في نسب الفساد في قطاع الصحة، وقد صرح 38 % من المستجوبين أنهم دفعوا رشوة مرة واحدة في القطاع الصحي، بينما صرح 62 بالمائة أنهم دفعوا أكثر من مرة من بينهم 19 بالمائة دفعوا أكثر من خمس مرات وهو عدد مرتفع ومؤشر على حجم استشراء الفساد في هذا القطاع.
ومن أهم أسباب تفاقم الفساد في هذا القطاع، هو غياب المعلومة ومحدودية رقمنة الخدمات الصحية بالإضافة إلى العجز المالي للهياكل الصحية وهو ما ساهم في سوء الخدمات الصحية المقدمة وكذلك ضعف الرقابة.
رشاوي وسرقة معدات
ويقول التقرير إنّ مختلف الرشاوي الصغيرة تشكل عبء ماليا كبيرا بالخصوص لدى الفئات الهشة التي تجد نفسها مضطرة لدفع رشاوي للحصول على على الحد الأدنى من الخدمات الصحية، إلا أنّ إشكالا أخرى من الفساد لها كلفة مالية كبرى تزيد في تعميق العجز المالية لمختلف الهياكل الصحية مثل سرقة المعدات او الأدوية او التغيب غير المشروع عن العمل او عدم خلاص الخدمات الصحية داخل المستشفيات او استغلال تجهيزات المستشفى بشكل غير قانوني او شراء معدات وتجهيزات او أدوية لا يتم استخدامها بسبب إساءة تقدير الحاجيات أو انجاز صفقات يشوبها الفساد…
ويؤدي دفع الرشاوي الى تضخم تكاليف الخدمات الصحية التي يتحملها المريض، ويمنع الفئات الاكثر فقرا وهشاشة من الانتفاع بحقهم في الصحة، فهذه الفئات باعتبارها الأكثر تعاملا مع المستشفى العمومي تجد نفسها مجبرة على دفع الرشاوي او تمتنع عن العلاج لعدم قدرتها على تحمل تكاليفه.
انتشار الأمراض بسبب الفساد
كما قد يؤدي الفساد في مختلف الهياكل الصحية في انتشار الأمراض وتراجع مختلف المؤشرات الصحية كمؤمل الحياة عند الولادة او نسبة وفيات الرضع.
فعدم توفر الدواء او طول مدة انتظار الخدمات الصحية وارتفاع نسب التغيب بين الاطار الصحي تساهم في ارتفاع المخاطر الصحية.