تونس – افريكان مانجر
أثارت الزيارات الفجئية والميدانية لرئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزراءه انتقادات البعض، بين من اعتبرها نوع من الدعاية ووصفها ب”زيارات فلكلورية” لحكومة تُحاول كسب رضا التونسيين وبين من اشاد بهذه الاستراتيجية المعتمدة في الأيام الأولى لعمل الحكومة الجديدة مُؤكدين أنّها رسالة إيجابية للشعب التونسي. ويقدر عدد الزيارات بنحو 24 زيارة ميدانية لحكومة الصيد في ظرف 19 يوما.
وكان الحبيب الصيد وعدد من وزراءه قد أدوا ومنذ توليهم رسميا مهامهم يوم 6 فيفري الجاري العديد من الزيارات الميدانية، حيث أدى الحبيب الصيد و ناجم الغرسلي زيارة فجئية الى مطار تونس قرطاج وأدى وزير التجارة رضا الاحول زيارة الى سوق الجملة ببئر القصعة كما تحوّل امس الأربعاء رئيس الحكومة الى ولاية جندوبة زيارة تفقدية.
معاينة المشاكل عن قرب
وفي قراءة للتحولات الميدانية للوفود الحكومية الى الجهات، قال المحلل السياسي إبراهيم العمري ل “افريكان مانجر” إنّه التكثيف من الزيارات الميدانية تُعتبر طريقة جيدة للاطلاع على الأوضاع عن كثب، مُؤكدا أنّها فرصة لمعاينة مشاغل المواطنين عن قرب. وأضاف المصدر ذاته أنّه لا يمكن اعتبار التحولات الميدانية زيارات فجئية باعتبار أنّ كلّ مسؤول حكومي يتنقل رفقة عدد كبير من الإعلاميين، وأوضح مُحدّثنا أنّه لا يمكن تقييم عمل الحكومة الجديدة بعد 19 يوما من توليها مهامها. كما أكد أنّه لا يمكن محاسبة الحبيب الصيد إلا بعد مرور 6 أشهر من الآن بالنظر الى الوضع الاقتصادي الصعب والازمة المالية الخانقة التي تعيش على وقعها البلاد، وهو ما يحول حسب قوله دون وضع المخططات والسياسات الناجعة لتحقيق التنمية في مختلف المجالات.
وشدّد ابراهبم العمري أنّ الزيارات الميدانية هي المظهر الخارجي للعمل وعادة ما يتمّ على اثرها اتخاذ إجراءات وقرارات مهمة.
“ليست زيارات فجئية”
خلافا لذلك، انتقد النائب بمجلس نواب الشعب فيصل التبيني طريقة عمل الحكومة في الأسابيع الأولى للعمل وأوضح في تصريح ل “افريكان مانجر” أنّه لا يمكن وصف زيارات الوفود الحكومية بالفجئية باعتبارها معلومة مسبقا من قبل الولاة وفق تعبيره. كما قال محدثنا ان والي جندوبة كان على علم بالزيارة الأخيرة التي اداها رئيس الحكومة الحبيب الصيد الأخيرة الى الجهة أمس.
واعتبر النائب أن الزيارات المكثفة هي زيارة سلطة مركزية للسلط الجهوية وليست زيارة للمواطنين حسب قوله.
زيارة كل يوم
وبعد مرور 19 يوما على انطلاق رئيس الحكومة الحبيب الصيد وفريقه الوزاري في العمل، فقد قاموا بأكثر من 24 زيارة فجئية وميدانية لعدد من الولايات والمعتمديات، أي بمعدل زيارة كل يوم.
وفي هذا السياق، قالت مصادر من رئاسة الحكومة لصحيفة المغرب الصادرة اليوم الاربعاء 25 فيفري 2015، إن الصيد يتصل بعد زياراته الميدانية بالوزراء الذين لهم علاقة مباشرة بالملفات التي تتطلب تحركا سريعا، ويتشاور معهم حول الحلول وآليات تفعيلها، كما يضعهم أمام الالتزام بالوصول إلى نتائج على ضوء تشخيص واقعي للملفات.
وعما بعد تلك الزيارات أو القرارات التي قد تتخذ على ضوئها، أفاد مصدر من رئاسة الحكومة بأن الصيد مثلا بعد زيارة منطقة السعيدة من ولاية سيدي بوزيد ومعاينة تدهور الوضع الصحي فيها، قرر دعم مخزون المنطقة من التلاقيح والأدوية وتعزيز تهيئة مركز جديد للرعاية الصحية مع تمكينه من تجهيزات جديدة وفتح طلب عروض لتركيز آلة ضخ المياه بالمدرسة الاعدادية بالمعتمدية المذكورة وإتمام مدّ 8 كلم من قنوات المياه الصالحة للشراب بالجهة.
تشخيص دقيق للأوضاع
أما عن الزيارات التي قام بها وزراء الحكومة لعدد من الجهات، فاوردت ذات الصحيفة أن رئيس الحكومة طلب منهم تقديم تقارير مفصلة حولها تضم تشخيصا دقيقا للأوضاع والحلول الممكنة لها ليتم النظر فيها بمعالجتها خلال اجتماعات المجالس الوزارية، حيث هناك توجه نحو عقد مجالس وزارية خاصة بكل جهة تطرح خلالها الصعوبات التي تمر بها الجهة والحلول العاجلة لها والاصلاحات الهيكلية على المدى البعيد والمتوسط والتي تهم أساسا تشجيع الاستثمار بها وتحسين البنية التحتية والمرافق العمومية.
ومن المنتظر ان يُؤدي رئيس الحكومة في غضون الفترة المقبلة زيارات ميدانية الى ولايات الجمهورية حسب ما جاء في بلاغ رئاسة الحكومة الصادر اليوم الأربعاء.