تونس- افريكان مانجر
من المنتظر أن ينطلق فعليا الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية يوم 15 ماي الجاري، واستنادا إلى ما أكده الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حفيظ حفيظ فإنّ التلميذ سيكون المنطلق الأول لتشخيص واقع قطاع التعليم في تونس.
وأضاف المصدر ذاته في تصريح ل “افريكان مانجر” أنّ نجاح عملية إصلاح المنظومة التربوية يبقى رهين توفير الدولة للاعتمادات المالية المطلوبة.
الوضع الحالي ليس كارثي
وتقوم برعاية الحوار كلّ من وزارة التربية والاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الإنسان، ووفقا لما أكده الوزير ناجي جلول خلال الندوة الصحفية للجنة المشتركة لتنظيم الحوار حول المنظومة التربوية فانه سيتم تجميع توصيات الحوار حول المنظومة التربوية ومراحل الإصلاح في كتاب أبيض .
وشدد جلول على أن انطلاق العملية الإصلاحية فعليا سيكون بداية من السنة الدراسية القادمة. وقد اعتبر المصدر ذاته أن الوضع الحالي للمنظومة التعليمية ليس بالكارثي.
مشاكل بالجملة
ويأتي هذا الحوار في وقت أكدت فيه عديد الأطراف أنّ المنظومة التربوية باتت اليوم في حاجة أكيدة إلى الإصلاح والتغيير، كما يقول البعض ان قطاع التعليم في تونس تراجع بشكل كبير وقد تجلت منذ فترة في ضعف المنظومة ككلّ، حيث تراجعت معدلات التلاميذ وتفاقمت ظاهرة الرسوب المدرسي.
وقد تعمقت هذه المشاكل مع تقادم التجهيزات بالمدارس و اهتراء البنية التحتية.
وتقول الأرقام إنّ عدد المنقطعين عن الدراسة سنويا في تونس يصل إلى 130 ألف وقد اعتبر رقما ضخما بالنظر إلى الجهود المبذولة في مجال التعليم كما كشفت دراسات أخرى أن أكثر من 30 بالمائة من تلاميذ المدارس والمعاهد الثانوية يتعاطون المخدرات.
وقد أثارت هذه الأرقام وغيرها استياء كبيرا لدى التونسيين، مُؤكدين ان المدرسة بدات تتخلى عن دورها التربوي.
تشخيص واقع القطاع
ويُؤكد العديد من المختصين ان البرامج التعليمية عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا أثر على مستوى التلاميذ و قلص من فرص انتدابهم في سوق الشغل بعد التخرج من الجامعة.
ويعتبر هذا الحوار أنه بداية لتشخيص واقع قطاع التربية في تونس وتحديد جملة الإشكاليات التي يعاني منها القطاع على غرار عدم التمدرس والانقطاع عن الدراسة والعنف في الوسط المدرسي اضافة إلى إشكاليات البنية التحتية وتمويل مؤسسات التربية ومعالجة الوضعيات المهنية للمتدخلين في القطاع.
وقد اقترحت لجنة إدارة الحوار الوطني على المشاركين محاور اهتمام متنوعة وقعت صياغتها في صورة إشكاليات كفيلة بتشخيص الواقع الراهن وفتح افاق ممكنة للحلول، وستعرض الإشكاليات على المشاركين في الحوار ليتدارسونها ويتفاعلوا معها نقدا وتصورا في شكل ورشات عمل تخصص للغرض. وستشفع بإصلاحات تُضمن في ما يعرف الكتاب الأبيض لإصلاح المنظومة التربوية.