تونس-افريكان مانجر
شهدت محطات الوقود بتونس خلال هذا الشهر بعض الاضرابات في عمليات التوزيع بمختلف جهات البلاد ، حيث يغيب عن البعض منها “المحروقات ” بينما تقترح عليك اخرى التزود بالبنزين الخالي من الرصاص “الممتاز” باعتباره اغلى من بقية انواع منتجات البنزين الاخرى على غرار (الخالي من الرصاص والغازوال العادي والغازوال من دون كبريت).
و بحسب مصادر مطلعة لافريكان مانجر ، فان هذه الاضطربات تعود بالاساس الى تأخر وصول بعض الشحنات الموردة من طرف الدولة التونسية مما تسبب بالضرورة في تراجع المخزون الاحتياطي للبلاد.
و شدد مصادرنا بان تونس تعاني منذ فترة طويلة ،و منذ انطلاق الازمة الدولية للمحروقات بسبب جائحة كورونا، من نقص في مخزونها الاستراتيجي من المحروقات مشيرا الى وجود مشكلة في “اماكن التخزين ” مما جعل منا عاجزين عن “شراء و تخزين ” المحروقات في اوقات الازمات أو عند تراجع الاسعار العالمية.
هذا و تستعد تونس لإجراء زيادة رابعة لأسعار المحروقات منذ بداية هذا العام لتشمل أربع منتجات بترولية.
اضطرب في التزود و التزويد
من جهته توقع مدير عام المحروقات بوزارة الصناعة رشيد بن دالي بأن تشهد البلاد اضطرابا في التزود و التزويد بالمواد البترولية ، واصفا الوضع الطاقي في تونس بالحرج بسبب وجود نقص هام في المحروقات.
و أوضح بن دالي في تصريحات سابقة ، بأن النقص الحاصل حاليّا يرجع لعدة أسباب أهمها الأزمة الأوكرانية و ما تشهده السوق العالمية من مضاربة و إشكاليات في عمليات التزويد، إلى جانب الصعوبات التي تعرفها الشركة التونسية لصناعات التكرير “الستير” التي تشهد نقصا هاما في مخزونها الاستراتيجي.
و أضاف :” بإن المضاربة و ارتفاع الطلب الدولي على منتجات النفط جعل المزودين الدوليون يطالبون بالخلاص فور تسلم الشحنة، وهو ما جعل الوضع يزداد سوءا في تونس.”
كما اوضحت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة قنجي ان سياسة تعديل أسعار المحروقات مفروضة ومتواصلة، مع التزام الحكومة بالقرار العديد من الاجراءات المصاحبة.
وافادت الوزيرة” بان الأزمة الروسية الأوكرانية كان لها ثقل كبير على امدادات النفط ، مشيرة إلى أن حاجيات الدعم تضاعفت 3 مرات ويتجاوز ال 10200 مليون دينار.
تونس من ارخص اسعار البنزين
و بحسب موقع “غلوبال بترول برايس”globalpetrolprices، فقد بلغ السعر المتوسط للبنزين عالميا الى غاية يوم 08 اوت 1.39 (الدولار الأمريكي) للتر الواحد.
ووفق آخر معطيات الموقع فان تونس تحتل المرتبة 10 عربيا في ترتيب ارخص أسعار الوقود و المرتبة 22 دوليا بما يعادل 0،743 دولار للتر الواحد من البنزين.
عربيا فان سعر الوقود في ليبيا هو الأقل على الإطلاق بـ0،031 دولار للتر الواحد تليها الجزائر بـ 0,320 دولار و من ثم الكويت بـ 0،342 دولار.
و تعد فينيزويلا من أرخص دول العالم في أسعار الوقود بـ 0،022 دولار للتر الواحد، وهونغ كونغ الاغلى عالميا بـ 2,980 دولار للتر الواحد.
عجز طاقي تونسي
وتناهز حاليا نسبة العجز الطاقي التونسي حوالي 53% ، حيث تبلغ نسبة تطوّر العجز سنويا 10%، وفي حال تواصل الطلب بنفس النسق بالتزامن مع غياب اكتشافات جديدة ذات قيمة فان نسبة العجز الطاقي ستصل بحلول سنة 2030 إلى 80%.
ويقدر الإنتاج الوطني من منتجات النفط حاليا في تونس بحوالي 35 الف برميل في اليوم ويصل استهلاك المواد البترولية الى زهاء 90 الف برميل يوميا. في المقابل، فان إنتاج الشركة التونسية لصناعات التكرير يبلغ 32 الف برميل يوميا.
و يشار الى أن المزيج الطاقي التونسي يتكون من 53،4% نفط و 46،2% غاز و0،5% طاقات متجددة يتم العمل حاليا على الترفيع فيها لتبغ 30% بحلول 2030.