تونس-أفريكان مانجر
أوردت جريدة المحور المغربية اليوم الاربعاء 4 ديسمبر 2013 أنه بلغ إلى علمها عن مصادر سياسية تونسية استعداد تونس للاعتراف بجبهة البوليساريو بالصحراء الغربية الواقعة بين المغرب والجزائر والتي يدور بشأنها خلاف حاد بين الجارتين الجزائر والمغرب، فيما توقع مراقبون أن يؤدي هذا الموقف التونسي غير المسبوق إلى أزمة عميقة بالمنطقة.
وقالت هذه المصادر، نقلا عن جريدة المحور, إنه وبناء على طلب من المؤسسة العسكرية التونسية، وزعيم حزب النهضة الحاكم راشد الغنوشي، فإن تونس ستعترف بالبوليساريو، كممثل وحيد وشرعي للشعب الصحراوي.
واعتبرت هذه المصادر، أن مشاركة وفد تونسي ، في ندوة نظمتها اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي في الجزائر، فيه اعتراف ضمني بالموقف المستقبلي لتونس لصالح الجبهة البوليساريو.
و البوليساريو هي “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب المعروفة بالإسبانية Polisario) ( و هي حركة تسعى إلى الانفصال عن المغرب و تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
و تأسست هذه الحركة في 10 ماي 1970 حين تزايد الاعتراف بها دوليا ، حيث كانت البوليساريو تمثل المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي، بينما كان المغرب حليفا للمعسكر الغربي.
و يعود الصراع حول الصحراء الغربية إلى عام 1975 ويضع المغرب الذي يقول إن المنطقة جزء من أراضيه في مواجهة جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
و لم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة من الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.
فشل ديبلوماسي تونسي بعد الثورة
ولاحظ عدد من المراقبين السياسيين فشل الديبلوماسية التونسية بعد الثورة، خاصة و أنها أصبحت تتدخل في مناسبات عديدة في السياسة الداخلية لعدد من البلدان العربية الشيء وما تسبب لها في عدة مشاكل مع بلدان المنطقة على غرار ما حصل في مصر وسوريا.
وقد عرفت الدبلوماسية التونسية بعد الثورة أزمة خاصة بعد قرار حكومة النهضة قطع علاقتها مع سوريا مباشرة بعد مسكها الحكم بمساندة من رئيس الدولة منصف المرزوقي الذي اقترح منح اللجوء للرئيس السوري بشار الأسد بعد طرده السفير السوري من الأراضي التونسي في إجراء غير مسبوق في تونس.
بالإضافة إلى ذلك شهدت علاقة تونس بدولة مصر نوعا من التصدع خاصة طلب رئيس الجمهورية منصف المرزوقي إطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمام الأمم المتحدة، الشيء الذي تسبب في سحب السفير المصري من تونس بالإضافة إلى تلقي تونس عدد من الانتقادات من عدد من الدول العربية و من بينها دولة الإمارات المتحدة.
و يتوقع عدد من المراقبين ان يتسبب القرار الأخير لتونس بخطتها الاعتراف بجهة البوليساريو في ازمة بين تونس و كل من الجزائر و المغرب .