تونس-افريكان مانجر
من المنتظر ان يقدم مساء اليوم الجمعة رئيس الحكومة المكلف الياس الفخفاخ الى رئيس الجمهورية قيس سعيد حصيلة تركيبته الحكومية و التي انطلق في تشكيلها يوم 7 فيفري الماضي اثر لقاءه ممثلين عن حزب حركة النهضة و تحيا تونس و التيار الديمقراطي و حركة الشعب مستثنيا الكتلة الثانية في البرلمان حزب قلب تونس.
و هو ما اثار جدلا واسعا في الساحة السياسية و رفعت على اثره حركة النهضة “الفيتو” و طالبت بضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات حزام سياسي واسع تجمع كل الاحزاب الممثلة في البرلمان دون اقصاء الا من استثنى نفسه، وفق ما اكده رئيس الكتلة نور الدين البحيري في تصريح لافريكان مانجر.
كما اعتبر الناطق الرسمي باسم حركة النهضة ( 54 نائبا) عماد الخميري، ان منح حركة النهضة خمس حقائب وزارية لا يعكس حجم تمثيليتها البرلمانية.
وقال رئيس مجلس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني اليوم الجمعة ان « الفريق الذي اقترحه الياس الفخفاخ لا يمكن أن يحظى بثقة حركة النهضة داعيا الفخفاخ إلى التريث وعدم تقديم تشكيلته لرئيس الجمهورية قيس سعيد، ومواصلة التفاوض حتى تتمكن من الحصول على الثقة في البرلمان ».
في المقابل، قال النائب عن حركة الشعب خالد الكريشي في تصريح لافريكان مانجر ان حكومة الياس الفخفاخ ستمر في كل الاحوال، وفق تقديره.
و اشار الى ان حكومة الفخفاخ ستنال ثقة البرلمان باغلبية مريحة مؤكدا ان كل الكتل حتى التي لن تشارك في الحكومة ستصوت لها خوفا من اعادة الانتخابات.
وذكر انه تم اقتراح 2 حقائب وزارية على حركة الشعب و اعلنت الحركة اليوم انها ستصوت لفائدة الحكومة عند عرضها على البرلمان.
وصادق المجلس الوطني لحزب التيار الديمقراطي خلال اجتماعه مساء أمس الخميس بأغلبية الأصوات على منح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ والمشاركة فيها ب 3 حقائب وزارية.
بدوره رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف صرح مساء الاربعاء الماضي على قناة التاسعة أن حزبه ليس لديه أي تواصل مع المكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ مشددا أن موقف الائتلاف هو عدم التصويت لهذه الحكومة وعدم المشاركة فيها على حد تعبيره.
كما حسمت حركة تحيا تونس قرارها بخصوص منح الثقة لحكومة الفخفاخ من عدمه.
وأكد القيادي بالحركة مروان الفلفال، أنّ “تحيا تونس” ستصوّت لصالح الحكومة المرتقبة، مشيرا إلى أنّ الحركة ستكون ممثلة بوزارتين .
و بالنسبة للحزب الدستوري الحر فان رئيسة كتلته البرلمانية عبير موسي اكدت ان حزبها سيصوت ضد حكومة الفخفاخ وشددت على تمسكهم بالاصطفاف في صف المعارضة.
تمرير الحكومة ضرورة
و يرى الباحث في الشان السياسي رياض الشعيبي ان تمرير حكومة الفخفاخ في حكم الضرورة لعدة اعتبارات و هي انه ليس من مصلحة اي طرف سياسي و ان كانت النهضة اسقاطها او الدفع الى انتخابات مبكرة.
لذلك فان تمرير الحكومة في امر الضرورة و لكن ذلك في المقابل لن يضمن لها الاستمرارية نظرا الى ضعف حزامها السياسي في البرلمان وهو ما سيدفع الفخفاخ في مرحلة لاحقة الى توسيع القاعدة السياسية.
السيناريو المحتمل
و استنادا الى ما اكده الشعيبي في تصريح لافريكان مانجر فان الحل او السيناريو الوحيد الذي سيجد الفخفاخ نفسه امامه هو تقديم ضمانات لحركة النهضة بتشريك قلب تونس بعد المصادقة على الحكومة وذلك من اجل تحقيق حكومة الوحدة الوطنية .
و لفت الى ان فرضية ان يتنازل الفخفاخ او يتراجع في الساعات الاخيرة عن قرار تشكيل حكومته دون تشريك قلب تونس غير وارد.
و اكد ان الفخفاخ سيتمسك بتشكيل حكومته على قاعدة الاحزاب التي صوتت لرئيس الجمهورية قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات.
وخلص المتحدث الى ان الفخفاخ انطلق في تشكيل حكومة انتقائية ستجد نفسها دون دعم سياسي برلماني خاصة مع حالة التشظي النيابي، وفق تعبيره.
النهضة و قلب تونس
و في اشارة الى تمسك حزب حركة النهضة بتشريك حزب قلب تونس و حكومة وحدة وطنية، اوضح الشعيبي ان حركة النهضة بصدد البحث عن حليف يمكن ان تثق به مستقبلا لضمان عملها البرلماني.
واعتبر ان النهضة متمسكة بتشريك قلب تونس لانها تعتبره الحزب الوحيد الذي من الممكن ان تتحالف معه.