تونس- افريكان مانجر
وسط تهديدات إرهابية بإفشال المسار الانتقالي، تستعد تونس لإجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية يوم الاحد المقبل حيث سيتوجه إلى صناديق الاقتراع نحو 5 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم لاختيار أول رئيس للجمهورية بطريقة حرّة ومباشرة.
ادعاءات خاطئة
وقد جنّدت السلطات التونسية لهذا الحدث نحو 100 ألف عسكري وأمني للسهر على تأمين انتخابات الدور الثاني من السباق نحو قرطاج.
وفي هذا السياق أكد العميد المتقاعد من الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الامن الشامل مختار بن نصر اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2014 في تصريح ل”افريكان مانجر” أنّ المؤسستين الأمنية والعسكرية ستأخذ التهديدات الواردة في الفيديو الأخير الذي ظهر فيه الإرهابي “أبو بكر الحكيم” ووجه رسالة يتوّعد فيها بالقيام بتفجيرات في تونس بمناسبة اجراء الانتخابات يوم 21 ديسمبر الجاري مأخذ الجدّ، وكان الإرهابي الظاهر في الفيديو قد اعلن أنّ تنظيم “داعش” يتبنى عملية اغتيال الشهيدين محمد البراهمي وشكري بلعيد.
وأوضح مُحدّثنا أنّ المجموعة التونسية التي ظهرت في الفيديو تسعى إلى تخويف المواطنين والادعاء بأنّها تنظوي تحت راية تنظيم “داعش” والحال أنّه لا علاقة لها بتنظيم الدولة الإسلامية، كما أفاد مختار بن نصر أنّ “داعش” لا يُمكن أن يكون هو خطط ونفذّ عملية الاغتيالات السياسية في تونس لأنّه لم يكن موجود في فيفري 2013 تاريخ اغتيال بلعيد أو جويلية 2013 تاريخ اغتيال البراهمي.
واجمالا أكد العميد المتقاعد أنّه تمّ وضع خطة أمنية لحماية مختلف المناطق التونسية سواء على مستوى المدن الكبرى أو أمام مراكز الاقتراع وفي المناطق الداخلية.
تنظيم الدولة الإسلامية في الشمال الغربي
وتأتي هذه التهديدات في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية عن وجود جيوب لتنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة في الشمال الغربي، حيث صرّح الوزير المكلف بالملف الامني رضا صفر وجود جيوب لتنظيم الدولة الاسلامية، مضيفا ان الوزارة ساعية لتطويقها.
وقد تمّ اتخاذ جملة من الإجراءات لضمان نجاح الانتخابات، فقد أعلنت وزارة الدفاع أن المؤسسة العسكرية خصصت حوالى 36 الف عسكرى لتامين العملية الانتخابية منهم 28 الف عسكرى لتأمين العملية الانتخابية بصفة مباشرة و8 الاف عسكرى للتدخل السريع فضلا عن استعداد التشكيلات الموجودة فى الثكنات للتدخل سواء لفائدة منظومة حماية الانتخابات او لمنظومة مقاومة الارهاب او لمنظومة حماية الحدود الجنوبية والغربية.
وفي السياق ذاته جدّد لطفي بن جدو وزير الداخلية تأكيده وجود تهديدات إرهابية تستهدف المسار الانتخابي، مشددا على ان المؤسستين الامنية والعسكرية على اتم الجاهزية والاستعداد للتصدي لكل من تسول له نفسه ارباك المسار او تهديده بعمليات ارهابية. واوضح وزير الداخلية في تصريح اعلامي أن الوزارة ستكلف أكثر من 60 ألف عون أمن للسهر على تامين الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 21 ديسمبر الجاري.
غلق الحدود مع ليبيا
وتزامنا مع انتخابات الدور الثاني من الرئاسية فقد قرّرت خليّة الأزمة المكلفة بمتابعة الوضع الأمني بالبلاد خلال اجتماعها إغلاق المعبرين الحدوديين راس جدير وذهيبة انطلاقا من اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2014 إلى غاية يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014 على الساعة الصفر باستثناء الحالات الاستعجاليّة والإنسانيّة.
وتابعت الخليّة تطوّرات الوضع في ليبيا وانعكاسه على الشريط الحدودي التونسي مسجّلة بارتياح درجة اليقظة والتعزيزات الأمنيّة والعسكريّة التي تسهر على ضبط الحدود.
واستعرضت الخلية الاستعدادات الماديّة واللوجستيّة لتأمين الدور الثاني من الانتخابات الرئاسيّة إداريّا وأمنيّا وعسكريّا، كما تداولت التهديدات الأمنيّة الرّاهنة والتدابير الكفيلة بالتوقّي منها مؤكدة انها تهديدات لن تثني الناخب التونسي على الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع.