تونس-افريكان مانجر
مازال الجدل قائما و الحديث متواصلا عن مسارين هامين سيحددان مصير حكومة هشام المشيشي و البلاد وهما مبادرة الحوار الوطني و التحوير الوزاري اللذان مازالت معالمها غامضة و كل الإخبار بخصوصها غير واضحة لا من حيث الشكل و لا المضمون.
وبقي السؤال الواضح و المطروح اليوم هو مامدى أهمية أو جدوى إجراء حوار وطني بالتزامن مع التحوير الوزاري.
وفي هذا الخصوص، اعتبر الديبلوماسي السابق و المحلل السياسي جلال الأخضر، في تصريح لافريكان مانجر، ان إقرار تحوير وزاري سيُسقط مبادرة الحوار الوطني خاصة و ان ما يتم تداوله اليوم هو ان رئيس الحكومة أكد عزمه إجراء تحوير في اقرب الآجال وقد يشمل عديد الوزارات.
ولفت الأخضر الى انه من المفترض ان يسبق الحوار الوطني اجراء التحوير الوزاري، حيث من الضروري ان يخرج الحوار برؤية و حلول عملية تخرج البلاد من الأزمة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تعيشها.
و في حديثه عن تفاصيل مبادرة الحوار الوطني، قال المحلل السياسي جلال الأخضر، انه يتبين من تصريحات رئيس الجمهورية و ما تسرب من ورقة اتحاد الشغل صاحب المبادرة، ان هذا المشروع لايأخذ بعين الاعتبار بعض الأطراف على غرار الحزب الدستوري الحر و ائتلاف الكرامة باعتباره متهم بالعنف و التطرف و حزب قلب تونس الذي تحوم حول رئيسه شبهات فساد.
ولفت الأخضر الى ان هذه الأطراف اذا تجمعت فهي قادرة على اسقاط حكومة المشيشي مذكرا في ذات السياق بان الحزب الدستوري الحر رافض للتعامل مع كل الأطراف السياسية.
عملية صعبة
واستنادا لما أكده محدثنا، فان اقصاء بعض الأطراف السياسية من الحوار و رفض أطراف أخرى له يجعل منه أمرا صعبا و يطرح سؤال هاما وهو من الذي سيشارك فيه خاصة و ان رئاسة الجمهورية قامت بعملية فرز و إقصاء منذ الإعلان عن قبول مبادرة اتحاد الشغل.
ولفت الى انه من حيث الشكل، فانه لا وجود لتوافق و انسجام في الآراء إلا بين رئاسة الجمهورية و اتحاد الشغل و التيار الديمقراطي و حركة الشعب.
خطة الاتحاد
و اعتبر جلال الأخضر، ان الاتحاد العام التونسي للشغل اعتمد خطط تكتيكية، حيث قام بالضغط على الحكومة عبر تمسكه بضرورة احترام الاتفاقيات السابقة و تطبيقها في الآجال المحددة، ومن ناحية أخرى تقرب من رئاسة الجمهورية و ساند مواقف قرطاج على حساب القصبة، وفق تقديره.
وخلص الى ان الاتحاد عبر مبادرة الحوار الوطني ضغط على القصبة و تقرب من قرطاج و اصطف بطريقة واضحة مع رئاسة الجمهورية.
وفي حديثه عن موقف الاتحاد من البرلمان، قال الأخضر ان الاتحاد استهدف مجلس نواب الشعب من خلال التهديدات الموجهة لبعض الأحزاب الممثلة داخله فضلا عن ان موقفه من حزب قلب تونس و ما يحوم حوله من شبهات ضبابي و غير واضح، وفق قوله.
إعلان حرب
وأضاف الأخضر، انه في صورة التوصل الى إجراء حوار وطني قبل التحوير الوزاري، فان العديد من الملفات الصعبة ستطرح خلاله تتعلق بمستقبل تونس و حاضرها مشددا على ان لا يأخذ الحوار بعين الاعتبار الاختلافات الكثيرة الموجودة االيوم على الساحة السياسية لأنها قد تتسبب في عرقلته.
في المقابل، وبحسب محدثنا، فانه في صورة تمسك رئيس الحكومة هشام المشيشي باجراء تحوير وزاري دون استشارة قيس سعيد و دون إيلاء الأهمية اللازمة لمبادرة اتحاد للشغل فان ذلك يمكن ان يكون بمثابة إعلان الحرب بين الحكومة ضد رئاسة الجمهورية التي أعلنت سابقا عدم علمها بالتحوير و طلبت استشارتها في ذلك وضد المنظمة الشغيلة التي أصدرت في وقت سابق برقيات إضراب تنتظر تفعيلها.
وفي قراءة لكل هذه المعطيات، يبدو ان التحوير الوزاري سيربك العلاقات بين مؤسسات الدولة و سيعطل خروج البلاد من الأزمة التي تعيشها و التي زادتها حدتها جائحة كوفيد-19.