تونس-افريكان مانجر
وصفها الرئيس المدير العام لها حازم اليحياوي بالقلب النابض لقطاع المحروقات في تونس ، انها شركة النقل بالانابيب بالصحراء “ترابسا ” ،حيث اكد في حوار مطول لافريكان مانجر اهمية هذه المؤسسة في المجال الطاقي و كشف عن مشاريعها المستقبلية .
و في بداية الحوار انطلق اليحياوي في التعريف بهذه المؤسسة العريقة حيث تم تاسيسها سنة 1957 بهدف نقل و خزن و شحن البترول الخام التونسي و الجزائري و التصرف في الميناء البترولي بالصخيرة من ولاية صفاقس و ذلك عن طريق خط انبوبي يمتد على طول 775 انطلاقا من منطقة عين اميناس بالتراب الجزائري وصولا الى الميناء المذكور سابقا .
و تملك الوكالة بحسب مديرها حوضين لتصفية المياه الملوثة يتسع كل واحد منهما الى 18.000 م3 مجهزين بوسائل التقاط المواد البترولية بالاضافة الى خزانيين لحفظ هذه المواد و حوض ثانوي لتطهر المياه .
و الاهم من ذلك امتلاك الشركة لمحطتي ضخ (3 و 4) في المناطق الصحراوية الاولى بمنطقة تيارت بولاية تطاوين على النقطة الكيلومترية 378 و الثانية متواجدة بمنطقة الكامور على النقطة الكيلومترية 557 ،و التي تم اغلاقها من قبل المحتجين في شهر جويلية الماضي مما تسبب في توقف الانتاج .
و في هذا السياق ، اكد حازم اليحياوي ان الاعتصامات والتي شهدتها ولاية تطاوين الشهر الماضي و تعمد المحتجين غلق “الفانا” بالكامور نتج عنه توفق عملية الضخ بالانبوب من طرف الشركات المنتجة مما ادى الى التعطل الكلي للانتاج بالحقول التابعة لها و ذلك في ظل عدم توفر طاقة خزن كافية لدى هذه الشركات .
و قال مصدرنا ان غلق محطة الضخ بالكامور قد يكلف الشركة التونسية للانشطة البترولية خطايا مالية ضخمة من قبل حرفاءها بسبب استحالة تطبيق برنامج شحن البواخر المتفق عليه مع الادارة العامة للمحروقات و الشركات المنتجة .
وفي هذا الاطار لم يخفي اليحياوي تسجيل تراجع بحوالي 35 الف طن في كميات النفط الخام المنقول عبر الانبوب خلال شهر جويلية 2020 ، منها 6 الاف طن من النفط الجزائري ، محذرا من تواصل غلق هذه المحطة حيث سيكون النقص الشهري لكميات النفط الخام المنقولة بمعدل 70 و 72 الف طن من بينها 15 الف طن من النفط الجزائري .
و بالعودة الى البعض من تاريخ الشركة ، فقد شدد اليحياوي على ان المؤسسة كانت ستكون ذات قيمة استراتيجية كبيرة جدا في حال دخولها سنة 2002-2003 في شراكة مع الجانب الجزائري الا ان المشاورات بين الحكومتين أنّ ذاك لم تثمر الى اتفاق بسبب مطالبة الطرف الجزائري بامتلاك اغلبية راس المال الشئ الذي رفضه الجانب التونسي .
و اكد مصدرنا انه منذ توليه المنصب ، عمد الى اعادة الاتصالات مع الجانب الجزائري عن طريق مراسلة الرئيس المدير العام لشركة السوناطراك بالجزائر ، لعودة نقل البترول الخام الجزائري عبر الانبوب التونسي باعتبار ان المنتوج المحلي المنقول به لا يمثل سوى ربع حمولة الانبوب اي ان الباقي قابل للاستغلال من قبل الطرف الجزائري .
و اشار حازم اليحياوي الى ان احياء الشراكة بين “ترابسا” و نظيرتها الجزائرية سيعود بعديد الايجابيات المالية على الدولتين الا ان ذلك لا يتم الا في اطار اللجنة العليا المشتركة التونسية –الجزائرية و التي لم تنعقد من اوائل سنة 2018 ، مردفا بالقول :”نحتاج الى قرار سياسي بامتياز لعودة هذا الاتفاق الاستراتجي “.
في جانب اخر تحدث الرئيس المدير العام للشركة و مدير عام المحروقات سابقا بوزارة الطاقة ، عن اهمية التفكير حاليا في تطوير المؤسسة و القطاع ككل من خلال الترفيع في طاقات التخزين المواد البترولية .
و في هذا المجال ، تتوجه المؤسسة بحسب ما اكده حازم اليحياوي، الى بناء مخزنين كبيرين لتخزين البيترول ، بطاقة استيعاب تقدر ب35 الف م3 ، معبرا في امله في بلغ المليون م3 من طاقات الخزن في تونس باعتبار اهميته في مجابهة الازمات الغير متوقعة على غرار “فيروس كورونا “.
و شدد محدثنا على اهمية دخول “ترابسا” في شراكة مع شركات استراتجية في القطاع ،مشيرا الى وجود مجمع استثماري بريطاني الجنسية “ترافيقورا ” تقدم مؤخرا بطلب لوزارة الطاقة لمشاركة الجانب التونسي الممثل في الشركة .
و اشار الى وجود لجنة فنية بين ترابسا و هذه الشركة الاجنبية للنظر في كيفية ايجاد الصيغة القانونية و الملاءمة لمثل هذه الشراكات و ذلك بمشاركة كل من وزارة الاشراف و رئاسة الحكومة .
و قال اليحياوي ان مثل هذه الشراكة تساعد في استقطاب الاستثمارات الاجنبية بمنطقة الصخيرة و بالمناطق النفطية بالصحراء التونسية بالاضافة الى اعطاء نفس جديد للشركة مع اعادة اشعاعها المحلي و الدولي .
ختاما، يسعى المدير العام لترابسا لاعادة احياء المنطقة الفنية للشركة الموجودة بالصخيرة و تحسين مرافق العيش الموجود بها من منازل و مطاعم و نزل .