عقد حزب التحرير صباح السبت 21 جويلية 2012 ندوة صحفية طرح فيها تصوره لمجمل المواضيع التي يتم تداولها في تونس . الحزب قدّم نفسه على أساس أنه حزب سياسي مبدؤه الاسلام يعمل على تطبيق مشروعه الديني عن طريق احياء الخلافة الراشدة . وبشأن الترخيص أكّد “أن الحزب لم يكن ينتظر اذنا لاقامة فرض فرضه الله علينا ” حسب قول أحد مسؤوليه عبدالرؤوف عامري .
وتباين العامري مع ما أسماه الأحزاب الكرتونية والهامشية التي يراها بدون جذور ضاربة في أعماق الأمة .
وتباين مع منظومة الديمقراطية التي قال انها تسعى الى تحرير البشر بدل أن تكون الحرية لرب البشر .مشيرا الى أن الاسلام هو فوق القانون الوضعي . وأن القاعدة الأولى في الاسلام تقول ان السيادة للشرع .
وبخصوص السياسة التي يتم التعامل بها في تونس الآن أكّد محمد علي بن حسن أحد مسؤولي الحزب أنها ترضية ومناورات وأن الأطروحات يشوبها غموض . وسعى كعادة حزبه الى التكلّم باسم الشعوب الاسلامية قائلا ان هذه الشعوب ملّت من حكام ليست لهم من غاية سوى تحقيق المصالح الشخصية . وفي معرض التباين مع القوى السياسية مجتمعة أكّد محمد علي بن حسن أن هذه القوى تعمل على استبدال 7 نوفمبر ب14 جانفي وسعى الى التركيز على ما قال ان حزبه يتميّز به دون باقي الأحزاب والقوى وهو البديل الاقتصادي مشيرا الى أن النظام الاقتصادي لدولة الخلافة فيه تأهيل واضح وتفطين : اذ هو نظام يبهر العقول ويضمن اشباع الحاجات والأساسية منها على وجه الخصوص .
وأكّد في نطاق تفصيل برنامجه الاقتصادي على ضرورة توزيع الأموال المنهوبة وتقسيمها بين الناس .
واستعرض في لغة أقرب الى الصياغة الادبية منها الى العرض السياسي مواقف الحزب من سياسات التعليم والمرأة والسياسة الخارجية والتحالفات السياسية .وهي صيغ لا تعدو أن تكون بحثا عن العبارة الغريبة والصيغة الملتوية بغرض الابهار .
ويتساءل ملاحظون عن السبب الحقيقي من وراء منح هذا الحزب الترخيص وهو على خلاف ما يفرضه قانون الأحزاب لا يؤمن بالنظام الجمهوري ولا بالسيادة الوطنية ولا بالنظام الديمقراطي . وقد سبق للناطق باسمه أن أكّد أن التعديلات التي طلبت منه على ملف طلب الرخصة لا تعدو أن تكون تعديلات شكلية ذات طابع اداري تخص توزيع المسؤوليات داخل الحزب حسب تعبيره .وأشار رضا بلحاج أن حزبه قبل باجراء التنقيحات المطلوبة لغلق ملف الاجراءات القانونية و الحصول على الاعتراف القانوني .
فهل أن الايغال في التهويم النظري والتلاعب بالألفاظ سيساهم في تلهية الساحة السياسية أم أن هذا الجنوح النظري من شأنه أن يكفي حزب النهضة شر التصدي للأطروحات النظرية لليسار . والحال أن الخطاب الذي يتبناه حزب التحرير وتدخلاته الاعلامية النارية قبل حصوله على الرخصة كانت تستهدف اليسار دون غيره .