تونس-أفريكان مانجر
طالب وزير مقاومة الفساد و الحوكمة الرشيدة عبد الرحمان الادغم في مقابلة صحفية خص بها “أفريكان مانجر ” رئيس الحكومة القادمة مهدي جمعة بالابقاء على وزارة مقاومة الفساد، معتبرا ان تونس تحتاج في هذه الفترة الانتقالية الى تعزيز مبادئ الحوكمة الرشيدة، مشددا على ضرورة عدم ادماج هذه الوزارة مع اية وزارة اخرى و الابقاء عليها تحت اشراف رئاسة الحكومة لما في ذلك من ايجابية في اعطائها دعما لاعمالها، وفق تعبيره.
في المقابل، اعتبر الوزير انه ليس من باب الحكمة “التقليص في عدد الوزارات ” في الحكومة القادمة باعتبار ان امكانية ادماج عدد من الوزارات مع بعضهم يتطلب بين الخمس و الست شهور لإيجاد تناسق بين مختلف مجالات كل وزارة .
و أضاف الوزير انه غير متشبث بمنصبه كوزير مكلف لدى رئيس الحكومة بمقاومة الفساد و الحوكمة الرشيدة مشددا على انه لا يريد البقاء في الحكومة القادمة.
و اشار في سياق اخر إلى ان وزارته ستقوم قريبا بنشرتقريرها السنوي الخاص بسنة 2013 و الخاص بملفات الفساد لهذه السنة.
وكالة وطنية للأمن
من جهة اخرى اكد الادغم ان وزارته تعمل على تأسيس وكالة وطنية للامن ” بمساعدة المانيا و منظمة سوسرية ستقوم بتاهيل مؤسسة الاستخبارات الامنية والعمل على مقاومة الفساد خاصة في مجال تبيض الاموال، مضيفا بان هذه الوكالة ستعمل كذلك على اعادة تاهيل العاملين بالمؤسسة الامنية و العسكرية و الحرس الوطني و الديوانة في مجال الحوكمة الرشيدة و في كيفية الحفاظ على الامن الاقتصادي و الاجتماعي للبلاد .
و قال الادغم ان هذه الوكالة سيكون لها في بداية الامر دور مراقبة المؤسسة العسكرية و الامنية في كيفية تعامل هذه المؤسسات مع المواطن التونسي في مجال الحوكمة الرشيدة و من ثم ستعمل على تكوين اطارات كلتي المؤسستين في هذا المجال .
و اضاف الوزير بان وزارته تعمل كذلك على التاسيس “لأكاديمية وطنية للحوكمة الرشيدة ” بهدف تكوين الاطارات العمومية في مجال الحوكمة.
و لم يخف الوزير دعمه لفكرة القيام بمؤسسة خاصة لمراقبة تمويل الاموال العامة الخاصة بالاحزاب السياسية و المنظمات و وسائل الإعلام باعتبار الدور الكبير للمال “السياسي ” في الحياة العامة .
أحزاب وسطية
سياسيا، اكد لنا الوزير انه لا يعتزم الان الانضمام الى اي حزب سياسي بعد استقالته من حزب التكتل مشددا على ضرورة ايجاد “احزاب وسطية ” في تونس باعتبار ان التونسي معتدل في كل توجهاته الايديولوجية و السياسية و الدينية منها.
و طالب في السياق ذاته عبد الرحمان الادغم “الشخصيات السياسية ” التي عملت مع النظام السابق بعدم العودة الى الحياة السياسية في تونس داعيا اياها اعادة النظر في ماضيها و التفكير جيدا فيه مستغربا من عودة “العديد منهم بدعوى المساهمة في بناء الدولة التونسية بعد الاستعمار ” قائلا: “من قاموا ببناء الدولة التونسية الحديثة من فرحات حشاد الى الحبيب برقيبة قد ماتوا “، وفق تعبيره.
مها قلالة