تونس-افريكان مانجر
انتهت اليوم الثلاثاء، زيارة رئيس الحكومة هشام المشيشي الى فرنسا، والتي انطلقت في 12 ديسمبر الجاري، بدعوة من الوزير الأول الفرنسي جان كاستكس والتي تُعد الأولى منذ تسلمه مهامه بالقصبة.
ويرى مراقبون ان هذه الزيارة تعتبر فرصة للبحث عن حلول أو مخرج للازمة الاقتصادية في البلاد، حيث تم خلالها طرح عديد الملفات ذات الأهمية القصوى بالنسبة لتونس.
لقاءات..اليوم الأول
وفي اليوم الأول للزيارة التقى رئيس الحكومة هشام مشيشي بمقر السفارة التونسية بباريس عددا من الكفاءات الطبية التونسية المقيمة في فرنسا مؤكدا ان هذا اللقاء هو فرصة لتبادل الآراء حول الوضع الصحي في تونس في ظل انتشار فيروس كورونا.
واعتبر رئيس الحكومة ان وجود هذه الكفاءات في فرنسا يقيم الدليل على نجاح المنظومة التربوية التونسية باعتبار أنهم درسوا في تونس وتخرجوا منها، مضيفا بان الاطباء التونسيين يعتبرون سفراء تونس في فرنسا وغيرها من دول العالم.
وتحاور رئيس الحكومة مع الكفاءات الطبية التونسية المقيمة في فرنسا وتباحث معهم حول السبل المثلى لتحسين قطاع الصحة ودورهم في مد يد المساعدة لبلدهم الأم وخاصة كيفية الاستفادة من خبراتهم في مجال البحث وفي مجال صناعة الأدوية.
كما التقى المشيشي عددا من من رجال الأعمال التونسيين والفاعلين الاقتصاديين.
ونوٌه خلال اللقاء بالدور الهام الذي يلعبه رجال الأعمال التونسيين الناشطين في فرنسا في تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية بين تونس وفرنسا وتدعيم الدبلوماسية الاقتصادية.
ودعا المشيشي رجال الاعمال والفاعلين الاقتصاديين الى مضاعفة الجهد وتدعيم الاستثمارات التونسية في فرنسا وربط جسور التواصل مع رجال الاعمال والمستثمرين الفرنسيين خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه بلادنا وسائر بلدان العالم بسبب انتشار كوفيد-19.
كما التقى رئيس الحكومة رؤساء البعثات القنصلية التونسية المعتمدين في فرنسا ورؤساء الهياكل الداعمة لتونس في فرنسا وعددا من الصحفيين المقيمين بفرنسا، ، ودشن بالمناسبة «رواق الحبيب بورقيبة» بدار تونس والذي يحتوي على 200 غرفة للطلبة.
التعاون الاقتصادي
وفي اليوم الثاني من زيارة المشيشي إلى فرنسا طرحت عديد الملفات ذات الأولوية بالنسبة لتونس في علاقة بتدعيم التعاون بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي بالإضافة إلى ملف الهجرة و الهجرة غير المنظمة.
وقد التقى رئيس الحكومة في قصر ماتينيون الوزير الأول الفرنسي جان كاستيكس وتناول اللقاء سبل تدعيم العلاقات التونسية الفرنسية والإعداد للدورة الثالثة للمجلس الأعلى للتعاون والذي سينعقد في مارس 2021 ويترأسها كل من رئيس الحكومة والوزير الأول الفرنسي بالإضافة الى الدورة 18 للقمة الفرنكفونية التي ستنعقد في جزيرة جربة في نوفمبر 2021.
كما طرح الجانبان خلال اللقاء مسألة التعاون في مجال الهجرة وتسهيل الإقامة والتنقل للطلبة بين تونس وفرنسا خصوصا بعد الصعوبات التي تم تسجيلها مؤخرا في علاقة بانتشار فيروس كورونا.
كما شدد على أنه تم التأكيد على ضرورة إيجاد مقاربة للتنسيق بين تونس وفرنسا ترتكز على التنمية التضامنية والاستثمار في المناطق “المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين”.
مضاعفة الاستثمارات
وفي المجال الاقتصادي، عبر هشام المشيشي عن تطلعه لمزيد العمل على مضاعفة الاستثمارات الفرنسية في تونس، وتطوير تركيز المؤسسات الفرنسية خاصة بعد تداعيات انتشار فيروس كورونا على اقتصاد البلدين.
من جانبه أكد الوزير الأول الفرنسي على المكانة الهامة التي تحظى بها تونس كشريك أساسي لبلاده وتطلع فرنسا لتطوير هذه العلاقة مع تونس عبر مضاعفة الاستثمارات الفرنسية وتطوير التبادل التجاري.
وفي مسألة الهجرة أكد جون كاستكس على تفهم الجانب الفرنسي لمسألة الهجرة غير النظامية وأن المقاربة التي يجب انتهاجها في هذا المجال تقوم على التنمية المتضامنة وتدعيم الاستثمار والتعاون.
وفي لقائه رئيس حركة المؤسسات الفرنسية جوفري رو دو بيزي Geoffroy Roux de Bézieux اكد المشيشي تطلع تونس لتعاون مثمر مع الشريك الفرنسي، في ظل المتغيرات الجديدة في المنطقة وفي العالم، وذلك عبر الاعتماد على الطاقات الذاتية والمشتركة للبلدين، وعبر الاستعداد المشترك لما بعد جائحة الكورونا.
وأكد هشام مشيشي حرص تونس الدائم على احترام كل تعهداتها وضمان الاستثمار وإسناد المؤسسات التونسية والأجنبية عبر تقديم كل المساعدة المطلوبة وتذليل الصعوبات.
من جهته أشاد رئيس حركة المؤسسات الفرنسية بالمناخ الديمقراطي الذي تعيشه تونس، والثبات على هذا المنهج، رغم دقته وصعابه، مؤكدا على آفاق الاستثمار الواعد في تونس، وضرورة العمل المشترك بين البلدين لتطوير حجم المبادلات الاقتصادية بين البلدين.
من جانبه رئيس منظمة “قادة من اجل السلام” جون بيار رافاران بباريس، قال في تصريح صحفي عقب لقائه هشام المشيشي ان مسألة تشغيل الشباب وادماجه في الحياة الاقتصادية وايجاد آليات مشترك لتسهيل تبادل الخبرات تعد اهم محاور اللقاء.
ليبيا
الملف الليبي كان كذلك من بين محاور لقاء رئيس الحكومة بالوزير الأول الفرنسي، الذي أكد على تقارب وجهات النظر بين بلاده وتونس في أغلب القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك وخاصة منها المسألة الليبية.
ويشار الى ان زيارة رئيس الحكومة هشام المشيشي و الوفد الوزاري المرافق له كان من المفترض ان تتبعها زيارة الى ايطاليا بدعوة من رئيس مجلس الوزراء الايطالي جيوزيبي كونتي، لكن اصابة وزير الاستثمار و المالية علي الكعلي الذي كان من بين الوفد المرافق بفيروس كورونا حال دون ذلك.