تونس-أفريكان مانجر
شرع في المدة الاخيرة تنظيم الدولة السلامية أو ما يعرف” بتنظيم داعش ” بتوسيع نفوذه على مساحات شاسعة من الأراضي الليبية، خاصة بعد دخوله إلي بلدة هراوة , وفى أحدث مؤشرات على تنامى قوتهم، استولى مقاتلو التنظيم الارهابي الشهر الماضى على مطار وقاعدة جوية فى سرت، كما سيطروا على أغلب المؤسسات الحكومية منذ فيفري الماضى. بالإضافة استيلاء مسلحيه على مقرات قريبة لشبكة من الأنابيب التى تضخ الماء للمدن الليبية.
تمدد حذر منه عدد من الخبراء المحليين و الدوليين خاصة على دول الجوار و منها تونس و الجزائر مما دعا الدولتين المذكورتين الى اخذ كل الاحتياطات الامنية و العسكرية خاصة منها تعزيز التركيبة الدفاعية للبلدين على الحدود الليبية .
قاعدة لشن هجومات بشمال إفريقيا
من جهتها حذرت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية من أسمتها “بانتصارات ” تنظيم داعش التي احرزها فى سوريا والعراق، مشيرة الى نمو فرعه فى ليبيا قد يؤدى إلى مزيد من تقويض الاستقرار فى بلد يعانى بالفعل من حرب أهلية مدمرة، ويمكن أن تمثل ليبيا للمتطرفين قاعدة جديدة يشنوا من خلالها هجمات فى مناطق أخرى بشمال أفريقيا.
و تابعت الصحيفة على انه من الرغم من أن تنظيم داعش يزعم وجود حلفاء له فى عدة دول، إلا أن فرع ليبيا على وجه الخصوص مقرب من التنظيم الأساسى، ومقاتلوه الرئيسيون فى ليبيا هم مخضرمون فى الحرب الأهلية السورية. ويقدر خبراء الأمن أن هناك حوالى 3 آلاف مقاتل موالى لداعش فى ليبيا. وأصبحت البلاد واحدة من المناطق الرئيسية للتدريب مع التنظيم خارج سوريا والعراق. ويتدفق متطوعون من تونس والجزائر ومصر والسعودية ودول أخرى للقتال مع المتطرفين والجماعات الجهادية الأخرى. كما نجح داعش فى جذب أعضاء من الجماعات المتطرفة الأخرى.
الداخلية التونسية تحذر
من جانبه اعتبر الوزير المكلف بالأمن رفيق الشلي في تصريح صحفي هذا الأسبوع أن الوضع في الجنوب التونسي مقلق محذرا من محاولات دخول الإرهابيين المتربصين بتونس من بينهم المسمى ابوبكر البغدادي وتنظيم داعش في ليبيا في ظل الاحتجاجات التي تعيشها المناطق الحدودية .
للإشارة فان عدد من قيادات تنظيم”كتيبة عقبة ابن نافع ” المحظور في تونس قد تمركزوا في ليبيا بعد الاغتيالين السياسيين في تونس و العمليات الارهابية التي استهدفت قوات الجيش و الامن .
هذا و اكدت عدد من التقارير الاستخباراتية الامنية التونسية منها أو الجزائرية تواجد زعيم كتيبة عقبة نافع –ابو عياض- في ليبيا و تخطيطه الى عمليات ارهابية في تونس عن طريق الخلايا النائمة في تونس و الجماعات المتمركزة في المرتفعات الغربية .
من جهة اخرى اعلنت الجهات الامنية التونسية أن كميات السلاح التي دخلت الي تونس بعد ثورة جانفي 2011 كانت عن طريق الحدود التونسية –الليبية عبر المسالك الغير الرسمية حيث تم اكتشاف مخزونين للاسلحة بالجنوب التونسي في المدة الاخيرة من سنة 2014 بالاضافة الى عدد كبير من الاسلحة التي تم حجزها لدى الجماعات الارهابية بالمدن او بالجبال .
تعزيز الترتيبة الدفاعية على الحدود
وكان وزير الدفاع الوطني قد اعلن عن الشروع منذ مدة في تعزيز الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا بترتيبة دفاعية عبر تركيز بعض الحواجز على الممرات و انجاز مراكز مراقبة على طول الشريط الحدودي لمنع تسلل العناصر الإرهابية و المهربين .
و شدد الوزير في ندوة صحفية في ذات السياق على وجود علاقة خطيرة بين بارونات التهريب و الإرهاب في الحدود التونسية –الليبية مشيرا إلى أن الوحدات المتمركزة ستعمل على الحد من هذه الظاهرة .
وبالرغم من “تقليل ” عدد من الخبراء و السياسيين التونسية لخطر زحف تنظيم داعش الارهابي الا أن دخول تنقل “ما تعرف بالخلايا النائمة للتنظيمات الارهابية ” بين تونس و ليبيا مازال متواصلا بالإضافة الى تواصل تدريب عدد من التونسيين في الاراضي الليبية و عودتهم لشن هجومات في تونس على غرار منفذي عملية باردو الارهابية و التي جدت في شهر مارس الماضي”.
و يبقي مجال مكافحة الارهاب في تونس و الجزائر و مصر مرتبطا بأمن ليبيا و بتطور الاحداث فيها مما دفع السلطات التونسية بربط امن البلاد بأمن ليبيا بالإضافة الى عملها على التعامل بحذر مع الوضعية في ليبيا .
م.ق