تونس – افريكان مانجر -وكالات
قرّرت شركات أجنبية عالمية مُغادرة تونس، وقد تلقت السلطات قرارا رسميا في ذلك.
وبحسب ما أكدته وزارة الصناعة والطاقة والمناجم فان مؤسسة «ENI» الايطالية التي تنشط في مجال البترول منذ أكثر من نصف قرن وتستغل بئر البرمة قررت المغادرة والتفويت في الشركة بصفة عامة لمؤسسة كويتية.
ويأتي هذا القرار بعد اعلان عدد من الشركات الأجنبية العالمية مغادرة تونس خلال السنة الماضية إلى جانب احتمال مغادرة مؤسسة «BRISH GAS» حسب ما نقلته تقارير إخبارية متطابقة.
الإضرابات تُعيق الاستثمار الاجنبي
وبحسب ما أكدته مصادر مُطلعة في تصريحات إعلامية فإنّ مُؤسسات أخرى تعتزم أيضا مغادرة تونس، وحول هذا الموضوع أكد وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي حسين الديماسي اليوم الثلاثاء 31 مارس 2015 ل “افريكان مانجر” فإنّ العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت متحف باردو 18 مارس الجاري أثرت بشكل كبير على الوضع الاقتصاد التونسي.
وأضاف المصدر ذاته أنّ المناخ حاليا لا يُشجع على جلب رؤوس الأموال الأجنبية، كما لا يُعتبر عاملا مساعدا لتشجيع المؤسسات الأجنبية على البقاء في تونس، ورجح مُحدّثنا أن تُعلن في غضون الفترة القليلة المقبلة مؤسسات أخرى اعتزامها مغادرة تونس سيما في ظلّ تدهور الوضع الاجتماعي وتواصل الاعتصامات والاضرابات العشوائية وما يرافقها من مطلبية لا محدودة حسب قوله.
وحمّل الديماسي الحكومات المتعاقبة على تونس ما بعد الثورة مسؤولية عدم انتعاشة الاستثمارات الخارجية، مُشيرا الى أنّ الاهتمام تركز بشكل خاص خلال الفترة المنقضية على الاهتمام بالوضع السياسي مُقابل اهمال المجال الاقتصادي على الرغم من أهميته.
وقد دعا الوزير الأسبق حكومة الحبيب الصيد الى الإسراع في اتخاذ جملة من الإجراءات أهمها خلق توفير مناخ اجتماعي مستقر، مُؤكدا في السياق ذاته أنّ الزيادة في الأجور تُعتبر من السياسات المضرة والمفلسة حسب قوله.
“انتكاسة” بسبب هجوم باردو
من جانبه أكد مدير عام وكالة الاستثمار الخارجي خليل العبيدي أن تونس دخلت في مرحلة استعادة انتعاشة الاستثمار الخارجي منذ بداية سنة 2015 وتم تسجيل بوادر استثمار ايجابية من خلال تطور الأرقام قبل أن يأتي الهجوم الإرهابي على متحف باردو ليحدث انتكاسة .
وأشار خليل العبيدي في تصريح صحفي إلى أن الضربة الإرهابية جعلت المستثمرين الذي عبروا في وقت سابق عن رغبتهم في الاستثمار في تونس يشعرون بالتخوف ويجمدون قرار استثمارهم رغم ان تونس تعد وجهة جيدة جدا على هذا الصعيد.
تهديدات جدّية بمغادرة تونس
وضمن موجة المغادرة الواحدة تلو الأخرى فإن مصادر مسؤولة بوزارة الصناعة اكدت لصحيفة “الشروق” مؤخرا أن مؤسسة «PETROFAC» الانقليزية التي تستغل حقل الشرقي بقرقنة تتعرض هي بدورها للتضييقات وحالة من الفوضى غير المفهومة بسبب عدد من المتمردين الذين يعطلون منذ أكثر من نصف شهر نشاطها وتسببوا إلى حد الآن في خسائر تفوق الـ10 مليارات.
وأكدت ذات المصادر ان المشاكل التي تتعرض إليها مؤسسة «PETROFAC» وتعطل انتاجها بينت غياب سلطة قادرة على وضع حدّ لهذه الفوضى الغريبة والتي قد تجبر مؤسسة «PETROFAC» على النسج على منوال بقية الشركات البترولية التي غادرت تونس أو تفكر جديا في المغادرة.
ويذكر ان «PETROFAC» تشغل بصفة مباشرة 170 تونسيا وحوالي 400 موطن شغل بصفة غير مباشرة.
وزير الصناعة يُعلق
وفي تعليق أولي، أكد وزير الصناعة والطاقة والمناجم زكريا حمد ان خروج المؤسسة الايطالية للمحروقات “إيني” من تونس، لن يؤثر على انتاج النفط في البلاد.
واوضح حمد في حديث لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم الثلاثاء ان المفاوضات جارية حاليا مع عدد من الشركات الاخرى لبيع حصة “ايني” في الحقول النفطية التونسية لفائدة مؤسسة لها قدرات فنية ومالية لمواصلة نشاط استكشاف وانتاج البترول والغاز.
وافاد الوزير بان “ايني”، الشريك الاستراتيجي لتونس منذ سنة 1960، كانت قد قررت مغادرة البلاد منذ سنة 2012 وذلك بسبب ارتفاع كلفة الانتاج وتراجع اسعار برميل النفط على المستوى العالمي اضافة الى قرار الشركة الام تغيير استراتيجيتها العامة في قطاع الاستكشاف وانتاج المحروقات، نافيا ان يكون السبب الرئيسي للخروج من تونس الظروف الامنية في البلاد.
وتنشط مؤسسة “إيني” في اكبر حقول النفط بتونس على غرار “البرمة” و”برج الخضراء” و”المعمورة”.