تونس- افريكان مانجر
اعتبر المستشار الاقتصادي الأسبق برئاسة الحكومة رضا السعيدي ان تعبئة الموارد الجبائية هو الحلّ الأمثل لتغطية جزء كبير من موارد الاقتراض، اذ انه من الصعب تعبئة 3 مليار دينار من السوق المالية الداخلية و16 مليار دينار من السوق المالية الدولية، مضيفا ان تعبئة هذه الموارد يمكن ان تتم من خلال تشديد الرقابة على المتهربين ومطالبتهم القيام بواجبهم الجبائي وهذا لن يتمّ الا عبر الترفيع في عدد المراقبين في المصالح الجبائية، اذ من غير المعقول ان يقوم 1800 مراقب بمراقبة 550 الف مؤسسة وهوما يحتم إعادة الانتشار داخل المؤسسات العمومية لتعزيز الوزارات والمصالح التي تحتاج للدعم منها المصالح الجبائية.
وقال السعيدي في حوار مع صحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة الاثنين 30 نوفمبر 2020، أنّ مشروع قانون المالية لم يشخص المؤسسات المنتظر الاقتراض منها وهو ما يؤكد ان تعبئة هذه الموارد من السوق المالية العالمية صعب لا سيما في ظل الافاق السلبية لتصنيفاتنا من قبل ولات التصنيف العالمية فيتش وموديز والتي في جزء منها ترتكز حول الاستقرار السياسي والاجتماعي ما جعل اقتصادنا علي المخاطر.
وأكد أنّ هذا له انعكاس على نسبة فائدة القروض المنتظر الحصول عليها والتي قد تكون جدّ مشطة تفوق 10 بالمائة وسيترتب عن ذلك كلفة عالية في حين ان هذه النسبة كانت بين 5 و6 بالمائة.
ولتعبئة موارد الاقتراض تقوم الحكومة بمساع حثيثة مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي بهدف تمويل الميزانية، هذا ومن الحلول أيضا طلب تأجيل سداد بعض القروض المقرر خلاصها خلال العام القادم.
هذا ويمكن للحكومة ولتعبئة الموارد اصدار سندات بالعملة الصعبة للتونسيين بالخارج مع تمكينهم من امتيازات، بالإضافة الى مقترح اخر وهو فتح المجال للأجانب للمساهمة في القروض الرقاعية.
وتابع السعيدي: “يعتبر اصدار الصكوك الإسلامية وهي الية معمول بها في كل دول العام منها أمريكا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي احد الحلول الممكنة لتعبئة الموارد عبر تصكيك مداخيل بعض المنشات وصكوك إجازة المنافع وشركات انتاج تابعة للدولة، خاصة وان اصدار الصكوك تمت برمجته منذ 2013 الا انه لم ينفعل، فإصدار الصكوك لتعبئة الموارد لتمويل مشاريع الدولة وبعض العقارات ومن خلال هذه التقنية يمكن تصكيك 2000 مليون دينار وعرض البنك الإسلامي للتنمية استعداده لمساعدتنا على إصدارها حتى تكون اكثر نجاعة”، وفق قوله.