تونس- افريكان مانجر
رغم تدّخل وزارة التجارة وتنمية الصادرات وتحديد هوامش الربح لبيع الغلال، فإنّ الأسعار لا تزال مرتفعة مما آثار تذمر العديد من الاسر التونسية التي اعتبرت أنّ الاجراء الأخير”مجرد حبر على ورق” ولم يقع تطبيقه فعليا على أرض الواقع.
وحول هذا الموضوع أفاد لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك أنّ القدرة الشرائية للمستهلك تراجعت بشكل كبير وهو ما جعله عاجز عن شراء الغلال التي سجلت زيادة كبيرة خاصة في صائفة 2023، وتحدث عن وجود عديد الصعوبات التي تحول تطبيق الاجراء الأخير مشيرا في هذا الصدد الى أنّ الإشكال يكمن في منظومة التوزيع.
ودعا المصدر ذاته الى التسريع في رقمنة منظومة التوزيع من الفلاح الى سوق الجملة و تجار التفصيل، كما شدد على ضرورة مراجعة الخارطة الفلاحية لتحديد حاجيات البلاد من الغلال والخضر وغيرها من المنتوجات.
وكانت وزارة التجارة قد أصدرت يوم 21 اوت 2023 بلاغا اعلمت من خلاله جميع المهنيين المعنيين وعموم المستهلكين أنه تقرر تحديد هامش ربح أقصى موحد لبيع الغلال بالتفصيل ب 15 بالمائة على أن لا يتجاوز الربح الأقصى 1000 مليم الكلغ في كل الأحوال وذلك بداية من يوم الأربعاء 23 أوت 2023 .
ودعت جميع المتدخلين لاحترام هامش الربح المذكور وتفادي كل مظاهر الترفيع في الأسعار التي تعرض مرتكبيها لأقصى العقوبات القانونية.
وأفادت الوزارة أنه بالتوزاي مع هذا الإجراء تواصل مصالحها الرقابية بالتنسيق مع السلط الأمنية تنفيذ البرامج المشتركة لمكافحة مختلف مظاهر الاحتكار والمضاربة والانحراف بالمسالك القانونية لتزويد الأسواق بهذه المنتجات.
في المقابل، أكد عدد من التجار الذين التقهم “افريكان مانجر” عن رفضهم الالتزام بهامش الربح المحدد من قبل الوزارة باعتباره لا يُغطي المصاريف بحسب تعبيرهم، كما طالبوا الوزارة بمراجعة النسبة وترفيعها.
ويُعزى ارتفاع الأسعار الى موجة الحرّ ورياح الشهيلي المسجلة خلال هذه الصائفة والتي أضرّت بنسبة كبيرة من مساحات الخضراوات والغلال بمختلف مناطق الجمهورية.
هذه الموجة الحرارية كان لها تأثير كبير على الأشجار المثمرة لاسيما البعلية منها، وأدّت إلى اتلاف عدد من اللوزيات وأشجار المشمش والتفاح والعنب، وأثّرت بدرجة اقل على أشجار الزيتون وذلك رغم عمليات الري والتبريد.
وبالتالي فقد انعكس ضعف الإنتاج على ارتفاع الأسعار وتسبب في اختلال التوازن بين العرض والطلب.
اجمالا، فقد واجه المستهلكون في تونس، خلال شهر اوت 2023، ارتفاعا للأسعار بنسبة 0,6 بالمائة، على أساس شهري، وذلك مقارنة بشهر جويلية 2023 ، بفعل زيادة في الأسعار طالت مجموعتي التغذية والمشروبات والتبغ.
وأرجع المعهد الوطني للإحصاء ارتفاع الأسعار خلال شهر اوت 2023، الى تطور أسعار مجموعتي التغذية والمشروبات بنسبة 3ر2 بالمائة والتبغ بنسبة 3,2 بالمائة، في وقت تراجعت فيه أسعار الملابس والأحذية بنسبة 4,7 بالمائة مع بداية موسم التخفيضات الصيفية.
وسجلت الأسعار، على مستوى مجموعة التغذية والمشروبات، ارتفاعا لأسعار البيض بنسبة 11,8 بالمائة والخضر بنسبة 5,1 بالمائة والزيوت الغذائية بنسبة 3,8 بالمائة وكذلك أسعار الغلال الطازجة بنسبة 3,6 بالمائة.