تونس- افريكان مانجر
من المنتظر ان يتمّ في غضون الفترة القليلة القادمة إطلاق طلبات العروض لانجاز مشروع تهيئة الجذع المركزي للمترو ومحطة الترابط بساحة برشلونة، والبالغ كلفته 300 مليون دينار، وفق ما أكده الرئيس المدير العام لشركة نقل تونس معز بن سالم.
وأكد المصدر ذاته في حوار مع “افريكان مانجر” أنّ هذا المشروع سيُغير وجه العاصمة.
كما تحدّث عن العائدات المالية المأمول تحصيلها من الزيادات الأخيرة في تعريفات النقل، والمشاريع المُرتقب إنجازها لتحسين جودة الخدمات في المجال.
وقد تمّ اتخاذ جملة من الإجراءات للحدّ من ظاهرة “الترسكية” التي تُفوت على الشركة مداخيل بقيمة 8 مليون دينار سنويا.
وفي ما يلي نصّ الحوار كاملا:
• كيف هي الوضعية المالية لشركة نقل تونس ؟
الشركة تُعاني ومنذ سنوات، عجزا هيكليا على مستوى التوازنات المالية والمؤشرات الاقتصادية حيث تجاوزت قيمة الديون المتخلدة بذمتها 1330 مليون دينار، نسبة هامة منها لفائدة الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة والشركة الوطنية لتوزيع البترول.
وهناك أسباب داخلية وأخرى خارجية تقف وراء تردّي الوضع المالي لنقل تونس، وقد أثرت هذه الوضعية على مردود المؤسسة وعلى على قدرتها في الاستثمار بالطريقة المثلى، بما انعكس سلبا على مستوى جودة خدمات النقل العمومي بتونس الكبرى.
ونعمل حاليا على استكمال برنامج خاص لاصلاح وتنمية الشركة، يمتد على 5 سنوات لايجاد طريقة لمعالجة وضعية نقل تونس، علما وأنّ المؤسسة لا يمكن أن تكون رابحة بإعتبار انها تقدم خدمات اجتماعية بالأساس.
• هل أنّ الزيادة في التعريفات ستمكن الشركة من تجاوز أزمتها المالية، والحال ان 50 بالمائة من حرفاءها هم من التلاميذ والطلبة الذين يدفعون 10 بالمائة فقط من ثمن التذكرة ؟
على مدى 18 سنة، لم يقع الترفيع في سعر تذاكر الحافلات والمترو الخفيف سوى مرة واحدة في سنة 2010، وهو ما فوت على الشركة مداخيل بقيمة 500 مليون دينار كان من الممكن استغلالها لانجاز مشاريع أخرى في قطاع النقل بالعاصمة.
وأعتقد ان تعديل الأسعار سيُمكن من تحسين العائدات المالية لنقل تونس، والتي تراجعت من 55 مليون دنيار خلال سنة 2019 الى 36 مليون دينار جرّاء تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وأشير الى أن التذاكر التي توجد ضمن خانة القسم الأول والثاني والثالث، أصبح سعرها في حدود 500 مليم ، اي انه تمت زيادة سعر تذكرة 320 مليم وتذكرة 470 مليم لترتفع الى 500 مليم مقابل تخفيض تعريفة 650 مليما الى 500 مليم.
اما تعريفات القسم الرابع والخامس والسادس فقد تم توحيدها عند 1 دينار، أي انه تم رفع ثمن تذكرة 800 مليم و 970 مليما الى دينار واحد وتخفيض تذكرة 1170 مليما الى دينار واحد .
وفي ما يتعلق بتعريفات الأقسام السابع والثامن والتاسع والعاشر فقد اصبحت 1500 مليم وذلك من خلال رفع سعر تذكرة 1350 الى 1500 مليم وخفض تعريفة 1850 مليما وتعريفة 2150 مليما الى مستوى 1500 مليم .
• ماذا عن أسعار اشتراكات النقل المدرسي والجامعي، هل سيتمّ الترفيع فيها خلال السنة الدراسية القادمة؟
تقرر عدم ادخال أي تعديلات على أسعار الاشتراكات المدرسية والجامعية وسيتم اعتماد نفس التعريفة المعتمدة هذه السنة.
في المقابل، فان الزيادات التي انطلق العمل بها منذ مطلع جوان الجاري، ستشمل الاشتراكات الأسبوعية والشهرية.
• ماهي الإجراءات المتخذة للحد من تفاقم ظاهرة “الترسكية” وعدم خلاص معاليم النقل في الحافلات وعربات المترو ؟
“الترسكية” ظاهرة تفشت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ورغم ان الأرقام الرسمية تتحدث عن أنّ 18 بالمائة من المسافرين يتنقلون دون سند نقل، فإنّ الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير وهي تتسبب في خسائر قيمتها تقدر بنحو 8 ملايين دينار.
وفي ظلّ حجم الخسائر المالية الهامة الناجمة عن الظاهرة، فان الشركة تقوم في الوقت الراهن بتركيز منظومة الكترونية في كل محطات الميترو تمنع دخول المسافرين دون تذاكر باعتبار ان فتح الأبواب سيكون بحمل سندات النقل، وقد رُصدت لهذا المشروع اعتمادات مالية في حدود 10 مليون دينار.
ويُنتظر ان تدخل المنظومة الجديدة حيز الاستغلال خلال شهر سبتمبر القادم تزامنا مع العودة المدرسية، علما وان البنية التحتية جاهزة واستكملت اشغالها فيما تجرى حاليا عمليات تجارب المعدات، ونأمل ان يكون للمنظومة الالكترونية الجديدة مفعول كبير في التصدي لظاهرة “الترسكية” بما سيُعزز الموارد المالية للمؤسسة.
• سوء خدمات النقل العمومي وتردي الاسطول، إشكاليات لا يختلف فيها اثنان، فماهي أهمّ المشاريع المقررة لتحسين جودة الخدمات في إقليم تونس الكبرى؟
تقادم المعدّات من ابرز الإشكاليات التي تُواجهها الشركة، وقد تم تجديد المحطات الخاصة بخط ” تي جي أم”، على ان يتم تجديد المعدات خلال الفترة القادمة حيث تحصلت الشركة على 50 بالمائة من التمويلات فيما تتواصل المفاوضات للحصول على بقية التمويلات.
كما تم اعداد برنامج استثمار للحافلات حيث برمجت الشركة اقتناء 718 حافلة على مدى الـ 5 سنوات القادمة، وبالنسبة للمترو فانه تجري حاليا دراسة للنظر في العربات التي سيقع تجديدها او التخلي عنها الى جانب برمجة اقتناء عربات جديدة.
• لماذا تعطل مشروع تهيئة الجذع المركزي للمترو ومحطة الترابط بساحة برشلونة بالرغم من ان برمجته تعود الى سنة 2008؟
سوء تقدير كلفة المشروع من الأسباب التي حالت دون تنفيذه، وقد قامت شركة نقل تونس خلال سنة 2016 بإعادة إطلاقه وحددت كلفته بـ 300 مليون دينار، أغلبها عن طريق قروض خارجية.
ويتكون المشروع من 3 عناصر أساسية، تتمثل في إعادة تهيئة كل من محطة الجمهورية ومحطة باب الخضراء واعادة تهيئة ساحة برشلونة لتصبح قطب ترابط متكامل يشمل المترو والحافلة من ناحية والشبكة الحديدية السريعة وخطوط الشركة الوطنية للسكك الحديدية من ناحية أخرى.
في مرحلة تحيين كراس الشروط على ان يتم اطلاق طلبات العروض للانطلاق في الاشغال خلال الفترة القليلة القادمة.
هذا ويعتبر مشروع اعادة تهيئة محطة برشلونة مشروعا وطنيا كبيرا سيُغير وجهة النقل على مستوى تونس الكبرى.