تونس- أفريكان مانجر
كشف وزير المالية سليم شاكر أن حكومة الصيد ورثت عن حكومة مهدي جمعة وضعية مالية اقل ما يقال عنها أنها مزرية في ظل اختلال التوازنات المالية وعدم توفر حلول جذرية تمكن من تجاوز الصعوبات الحالية، وفق تصريحات له نشرتها اليوم الصباح التونسية.
واعتبر وزير المالية الجديد أن ما صرح به ليس سرا باعتبار أن قانون المالية لسنة 2015 الذي نشر بالرائد الرسمي نص على أن نفقات الدولة تبلغ 29 مليار دينار أما المداخيل فإنها ستكون في حدود 21،5 مليار دينار إذا سارت الأوضاع في ظروف عادية دون مشاكل في النمو أو تسجيل إضرابات واحتجاجات قد تربك الحسابات أكثر على حد تعبيره.
وتساءل شاكر “ان الهاجس الذي يواجهني اليوم والسؤال الأكبر الذي أطرحه “كيف سنغطي باقي نفقات ميزانية 2015 المقدرة بـ 7،5 مليار دينار وتزداد حيرتي أكثر مع ضرورة توفير 8،5 مليار دينار لرسملة البنوك العمومية ،البنك الفلاحي، بنك الإسكان والشركة التونسية للبنك وكل هذه الأرقام تعكس الصعوبات التي ورثتها في وزارة المالية عن الحكومة السابقة”.
وأكد قائلا: “رغم أن البعض روج أن حكومة حبيب الصيد وجدت وضعية مالية مريحة فإنني أكذب هذه الادعاءات التي لا تمت للواقع بصلة باعتبار أننا وجدنا أنفسنا في مواجهة الكثير من التحديات “.
وشدد شاكر على أن الوضع الحالي يطرح الكثير من التساؤلات في ظل نسبة نمو ضعيفة ومنوال تنموي أكل عليه الدهر وشرب ووجود 750 ألف موظف في القطاع العمومي وهو رقم قياسي لا يمكن مقارنته ببقية البلدان دون اعتبار ما ستفضي إليه المفاوضات الاجتماعية من زيادات في الأجور وهي كلها عوامل ستزيد في حجم الصعوبات التي تواجهنا، على حد تعبيره.
في المقابل اعتبر وزير المالية: ” لا يمكن القول اننا في أزمة مالية لكن وضعنا صعب وأمامنا الكثير من التحديات باعتبار انه يتحتم علينا اليوم البحث عن حلول جذرية لتوفير هذه المبالغ الضخمة ونحن في الوقت الراهن أمام اختلال توازن مخيف يطرح نقاط استفهام عديدة لان نفقاتنا أكثر من مداخيلنا بكثير مما يتطلب معالجة سريعة وان كانت صعبة فانه لا خيار أمامنا سوى إيجاد الحلول”.
وعن الحلول الممكنة ، أكد شاكر أنه لابد من عودة الجميع إلى العمل الجدي مع مضاعفة الجهد لتسجيل نسبة نمو أفضل.
وفي سياق متصل شدد بالقول إن ” الاقتراض لابد أن يتوجه إلى المشاريع التنموية عوض خلاص الأجور ولذلك فإننا في حاجة أكيدة لإصلاحات هيكلية تسمح لنا بمنوال تنموي جديد وهذا المنوال الجديد هو الذي سيساعد على بعث المشاريع وإحداث مواطن شغل جديدة”.