تونس-افريكان مانجر
هي ليست بالشركة العادية ، فقد أثارت “الخطوط التونسية ” كثيرا من الجدل في المدة الأخيرة حول تردي الخدمات من جهة ووضعيتها المالية الصعبة من جهة أخرى ، بالإضافة إلى بقاءها محلا للتجاذبات السياسية و النقابية فكان ذلك مانعا لإصلاحها .
كما شدد على تسميتها و بقاءها رغم كل الشوائب “بالغزالة ” , وزير النقل معز شقشوق في حوار “لافريكان مانجر” ، تحدث فيه مطولا عن الخطوط التونسية معتبرا بان وضعيتها صعبة لكنها ليست بالكارثية.
الناقلة الوطنية ، و ما تثيره من لغط لدى المواطنين و المسؤولين ، عرفت مؤخرا عديد النكبات عمقتها جائحة كورونا ، و ذلك على غرار عديد شركات الطيران الدولية الاخرى .
انطلاق الإصلاح
هذه الجائحة و التي دعا وزير النقل إلى استغلالها للانطلاق في مقاربة إصلاحية شاملة و عاجلة تقوم بترميم ما سبق و ببناء رؤية مستقبلية واضحة للشركة .
و تنطلق المقاربة الإصلاحية بحسب شقشوق على المستوى العملي بتسمية مدير عام جديد للشركة ، الا انه لاحظ ما وجود عزوف عديد الكفاءات على تحمل المسؤولية على رأسها .
عزوف فسره الوزير برفض عديد الكفاءات تحمل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة دون وجود لحماية قانونية لهم في توجهاتهم الإصلاحية ، هذا بالإضافة إلى أن أجور البعض منهم في مناصبهم السابقة قد تكون عشرة أضعاف الأجر الذي سيتقاضاه على رأس أي مؤسسة عمومية على غرار الخطوط التونسية .
دعم الناقلة الوطنية
و اعتبر المسؤول الحكومي أن الدعم للناقلة الوطنية يمكن أن يكون ماليا أو معنويا عبر تنفيذ خطة إنقاذ واضحة مشددا على أن الاعتمادات المالية لن تكون بصفة فورية و ستكون مدروسة أكثر و ليست بالمبالغ التي تم الإعلان عنها سابقا بحسب تقديره .
و كانت الشركة قد أعلنت أول العام الحالي انطلاقها في تنفيذ خطة لتسريح 1300 موظف على ثلاث سنوات بكلفة 170 مليون دينار كان يفترض أن توفرها الشركة من إمكانياتها الخاصة، بعد أن عجزت الدولة عن توفير الاعتمادات اللازمة لبرنامج تأهيل الخطوط التونسية.
تنفيذ خطة الإنقاذ السابقة
و حول تنفيذ قرارات خطة الإنقاذ السابقة للشركة ، قال معز شقشوق بان فكرة تسريح العمال موجودة لكن ذلك يتطلب اتفاق واضح مع الطرف الاجتماعي حول هذا الموضوع مع تجهيز برنامج منظم حول كيفية التسريح و تحديد الاعتمادات اللازمة و المدروسة بالتدقيق لهذا القرار ..”
و أضاف في السياق ذاته :”هنالك فرق بين نظرية لدينا برنامج محدد و جاهز لتنفيذه و نظرية لدينا برنامج فقط يكون غير واضح المعالم ..من هنا أقول جهزوا البرنامج الاجتماعي الخاص بالشركة ..ناقشوه مع اتحاد الشغل ..و قوموا بتحديد قيمة الاعتمادات المطلوبة لهذا البرنامج و نحن حينها كوزارة إشراف نكون جاهزين” ..
تطوير الأسطول
و قال ذات المصدر في سياق متصل بان الخطوط التونسية تعمل حاليا بحوالي 7 طائرات فقط و هذا يعتبر ضئيلا ، مشيرا الى وجود مخطط لتجديد الأسطول عبر اقتناء 4 طائرات جديدة و ذلك بداية سنة 2021 و 2022 و 2023 و ذلك إلى حين تجهيز الموارد المالية اللازمة لذلك .
للإشارة فان المؤسسة تملك 28 طائرة حاليًا، مقابل 32 طائرة خلال سنة 2008 ، في حين أن ليست كلها في حيز الاستغلال بسبب أعطاب فنية بالإضافة إلى وجود عدد أخر حوالي 4 في طور الإصلاح .
خلاص المزودين
و حول خلاص مزودي الخطوط التونسية ، قال وزير النقل بان سلطة الإشراف مستعدة لتوفير جميع الاعتمادات المالية اللازمة لذلك ، مذكرا بوفير البعض منها لخلاص مستحقات سابقة لدى الشركة .
إصلاحات عملية و عاجلة
الوزير “المتفائل ” بتحسن وضعية الخطوط التونسية و بقاءها ” بالغزال ” ، مؤكدا بأنه سيعمل على تحسين صورتها إلا ان ذلك يتطلب تاسيس نظرية جديدة للمؤسسة أهمها الانطلاق في تغيير التوجه الخاص بالخطوط التونسية السريعة و تحويلها إلى شركة خاصة بالرحلات الغير منتظمة محليا و دوليا ” compagnie .charter حيث تقوم بمنافسة بقية شركات الطيران .
مقابل ذلك ، يتم جعل شركة الخطوط التونسية “شركة طيران متميزة ” Compagnie premium على غرار عديد البلدان الأخرى مثل فرنسا مع القيام برحلات منتظمة .
في نفس التوجه ، اعتبر مصدرنا بأنه من غير المعقول ان لا يكون لشركة عريقة على غرار الخطوط التونسية “طائرة شحن ” خاصة بها على غرار بقية الشركات العالمية ، مشددا على أهمية المطالبة بتأسيس شركة “الخطوط التونسية للشحن ”.
في سياق أخر و لتتأقلم مع الوضع الوبائي و الإجراءات الوقائية في جميع بلدان العالم قررت الخطوط التونسية إعادة برمجة رحلاتها حيث تم الاعتماد على تدعيمها في وجهات معينة على حساب وجهات أخرى على غرار باماكو و داكار و إفريقيا و الوجهة الليبية .