تونس- افريكان مانجر
تستدعي التحولات التكنولوجية والتحديات البيئية للاقتصاد العالمي استباق التفكير في الحلول الملائمة للقطاع الصناعي بهدف تحفيز الابتكار لتطوير صناعة الطيران، وفي هذا الإطار أطلقت شركة “سافران تونس” المختصة في صناعة مكونات السيارات والطائرات والمنتصبة بالمنطقة الصناعية بسليمان من ولاية نابل، مبادرة جديدة للتجديد التكنولوجي تحت عنوان ” سافران تونيزين شايكار”( Safran Tunisia Innovation Shakers ) حول موضوع التصرف الذكي في البناءات الصناعية والتحكم في الطاقة.
دعم التشغيل في القطاعات الصناعية
يقول رونو غيادار المدير العام للشركة، ان لانفتاح على الابتكار في مجال الصناعة للاستجابة وتلبية احتياجات المستقبل ومتطلباته هو التحدي الأبرز للمرحلة القادمة للعاملين في مجال إنتاج معدات الطيران والتجهيزات والديكورات الداخلية للطائرات لإنشاء نظام بيئي للابتكار وبنك أفكار مجددة.
من جانبه، اكد جبران السلطان عضو فريق العمل لمشروع دعم الشراكة من اجل تحسين جودة التشغيل والتكوين في القطاعات الصناعية بتونس ان برنامج “سافران” تنجزه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وهو الممول من طرف الوزارة الفدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بالتعاون مع وزارة الصناعة والمناجم والطاقة.
ويهدف المشروع إلى خلق مواطن شغل نوعيّة تتميّز بالجودة من خلال دعم المؤسسات الخاصة في قطاعي الطيران والسيارات، لافتا الى ان شركة سافران توفر نحو 3 آلاف موطن شغل.
أفكار مشاريع مُجددة
وتتضمن المبادرة في دورتها الاولى مسابقة وطنية لافكار مشاريع مجددة في المجال الصناعي وُجهت لكل الطلبة المسجلين بالمدرسة التونسية للتقنيات والمدرسة العليا للمهندسين ومدرسة التعمير، ودعمهم في مرحلة لاحقة لتحويلها الى مؤسسات ناشئة.
و بيّن رئيس مشاريع التجديد بمؤسسة سافران مصطفى الرياحي في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ الشركة منتصبة ببلادنا منذ سنة 2004، وتضع الابتكار والتجديد ضمن أولوياتها، وتسعى من خلال هذا البرنامج إلى الانفتاح على أفكار المشاريع لدى الطلبة بالمؤسسات الجامعية المذكورة.
وأكد أن سافران تونيزين شايكار ستصبح موعدا سنويا قارا للتجديد هدفها صياغة إستراتيجية استباقية للتجديد والابتكار في تونس في أفق 2050 بمساهمة فاعلين في القطاع الصناعي وخاصة في مجال صناعة مكونات الطائرات.
وفي ذات السياق، أفاد خليل الشايبي رئيس الغرفة التونسية الفرنسية للتجارة والصناعة أنّ “سافران تونس” من أهمّ الاستثمارات الموجهة للتصدير الكلي في تونس، مُثمنا المبادرة التي أطلقتها، وقال إنّ المؤسسات الصناعية ستُواجه العديد من التحديات الاقتصادية والبيئية بحلول سنة 2050 ومن المهمّ جدا استباق المسألة والانطلاق في إعداد إستراتيجية تخدم البيئة الاقتصادية للنسيج الصناعي في تونس.
قطاعات رائدة
يُشار الى صناعة مكونات الطائرات والسيارات من القطاعات الرائدة في تونس، حيث تسعى بلادنا إلى الرفع من قيمة صادرات قطاع مكونات السيارات الى 13,5 مليار دينار في افق سنة 2025 علما ون القطاع يضمّ أكثر من 280 مؤسسة صناعية منها 140 مؤسسة ذات مساهمة أجنبية و65 بالمائة منها مصدرة كليا تؤمن قرابة 90 ألف موطن شغل.
كما يبلغ عدد المؤسسات الناشطة في قطاع صناعة مكونات الطائرات، حاليا 80 مؤسسة وشركة دولية بعد أن كان لا يتجاوز 10 مؤسسات سنة 2004، و تضاعف عدد مواطن الشغل ليبلغ 17 ألف عاملا بمعدل ألف موطن شغل في السنة بعد أن كان عدد مواطن الشغل لا يتجاوز 1300 شخص سنة 2004.
وارتفعت قيمة الصادرات القطاع من 634 مليون دينار سنة 2012 لتبلغ قرابة 1500 مليون دينار سنة 2017.