تونس-أفريكان مانجر
بعد أن شهد مؤشّر البورصة ارتفاعا قياسيّا -على مستوى رقم المعاملات مقارنة بالمرحلة الفارطة- مباشرة إثر اجراء الانتخابات التّشريعيّة، يهتزّ هذا المؤشّر مباشرة بعد العمليّة الارهابيّة التي حدثت بمنطقة نبّر بولاية الكاف والتي راح ضحيّتها 5 جنود الى جاني11جريحا، لتتراجع أسهم ما يقارب 42 شركة مدرجة في بورصة تونس، بعد أن عرف مؤشّر تينانداكس انتعاشة ، حيث أغلق قبل أحداث الكاف بزيادة قدّرت بـ11.91 مقارنة بـ 2014 إثر تسجيله أكثر من 5 الاف نقطة، وذلك لأوّل مرّة منذ شهر سبتمبر 2012.
وفي هذا الإطار، يشار الى أنّ البورصة ترتكز على عامل الثّقة، ولا يمكن لهذا المؤشّر أن يواصل ارتفاعه، اذا لم يتمّ ارسال اشارات ايجابيّة، وحدوث عمليّات ارهابيّة من شأنها أن تنزع هذه الثّقة وتساهم في تراجع مؤشّر البورصة؛ حتّى بدرجة قليلة ان لم تكن ملحوظة، ويذكر أنّه رغم تراجع اداء حوالي 42 شركة على خلفيّة احداث نبّر الارهابيّة، الاّ أنّ أسهم 19 شركة سجّلت ارتفاعا.
مؤشّر البورصة مرتبط بالعوامل السّياسيّة
وحول هذا الموضوع، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ ارتفاع مؤشّر البورصة ارتبط في الفترة الفارطة بالعوامل السّياسيّة، رغم أنّه لم يتمّ تشكيل حكومة جديدة، وذلك بالارتكاز على عنصري التّفاؤل والثّقة، حيث تقول نظريّة الاشارات أنّه بعد أيّ تغيير ايجابي، يمكن لمؤشّر البورصة أن يرتفع.
كما أضاف نفس المصدر أنّ العمليّة الارهابيّة بنبّر من ولاية الكاف ساهمت في تراجع مؤشّر البورصة ولكن ليست بنفس الدّرجة التي كان عليها اوّل السنة الحاليّة، مبرزا أنّ العمليّة الارهابيّة الأخيرة تسبّبت في اهتزاز الثّقة بعد استقرار الوضع نوعا ما، لتخلق حالة من قلّة الطّلب، نتيجة توخّي المستثمرين الحذر.
من جهة أخرى، أكّد محدّثنا أنّ المشكل الحالي ليس في البورصة بل في الدّينار الذي لم يسترجع عافيته، ومازال يفقد في قيمته مقارنة بالدّولار. ويذكر أنّ بن رجب سبق وأن صرّح في هذا الإطار لـ “أفريكان مانجر” أنّ الدينار يتأثّر بعاملي التّصدير أو الاستثمار، مبرزا أنّ ميزان الدوفوعات عاجز والاستثمار الخارجي بلغ في الثمانية أشهر الاولى من سنة 2014 أدنى مستوياته، حيث تراجع بنسبة 12.9 بالمائة مقارنة بسنة 2013 وبـ 9.4 بالمائة مقارنة بسنة 2012 وبـ 8.6 بالمائة مقارنة بسنة 2011.
كما بيّن الخبير الاقتصادي خلال نفس التّصريح أنّ الاستثمار تراجع في مجالي الطاقة والخدمات (السياحة)، وبهذا الشّكل لا يمكن توقّع تحسّن في سعر صرف الدّينار اذا لم يتمّ تسجيل تطوّر على مستوى التّصدير والاستثمار. كما أشار محدّثنا الى أنّ عامل الثّقة ونظريّة الاشارات لا تدخل في مجال سعر صرف الدّينار.
السّياحة رهينة اشارة ايجابّيّة
وعن المخاوف من تراجع قطاع السّياحة بعد العمليّة الارهابيّة الأخيرة، خاصّة وأنّنا في فترة حجوزات لرأس السّنة الميلاديّة، قال وجدي بن رجب إنّ السّياحة رهينة اشارة ايجابّيّة، ويمكن للاحداث الارهابيّة الأخيرة أن تمرّ بشكل غير ملحوظ دون أن تؤثّر على الوضع السّياحي، اذا لم يتمّ تسجيل عمليّات ارهابيّة اخرى.
وتجدر الإشارة الى أنّ كثير من المراقبين للشّأن الاقتصادي يتوقّعون تأثّر القطاع السّياحي، خاصّة إذا ما تمّ تسجيل الغاء للحجوزات والرّحلات المنظّمة والشّارتر الى تونس، الشّيء الذي سيتسبّب في تراجع تدفّق العملة الصّعبة الى تونس.
هدى