تونس-أفريكان مانجر
قال رئيس الحكومة مهدى جمعة في تصريحات إعلامية إن حكومته ستشرع عمليا في إعداد الدراسات حول استخراج غاز الشيست في تونس باعتباره ثروة طبيعية مربحة، مشيرا إلى أن الانتقادات لن توقف هذا التمشي .
تصريح أثار حفيظة عدد من الخبراء والمختصون في مجالي البيئة والطاقة باعتباره ملفا يعتبر من أخطر الملفات المطروحة ومن أهم الرهانات التي تواجهها تونس .
حيث يأتي هذا القرار في الوقت رفضت فيه فرنسا إسناد 7 رخص للتنقيب عن غاز الشيست ومن بعدها كندا ثم قرار الجزائر بإرجاء التفكير في استغلال مخزونها من غاز الشيست إلى ما بعد 2040.
الاتحاد يساند قرار الاستخراج
من جهته قال الخبير في مجال الطاقة اشرف غربي في تصريح “لافريكان مانجر” أن قرار حكومة جمعة حول بداية إعداد الدراسات حول استخراج هذا النوع الخطير من الغاز لن يمر دون تتبعه من قبل المجتمع المدني التونسي و الجمعيات البيئية داعيا نواب المجلس الوطني التأسيسي و بالتحديد لجنة الطاقة بالتحري حول صحة هذا الأمر .
و قال غربي أن الخطر الأكبر يتمثل في قبول الاتحاد العام التونسي للشغل لقرار استخراج غاز السيشت في وقت فيه أضرار كبيرة بالمواطن و بالطبقة الأرضية و المائية التونسية .
هذا و انطلق البحث عن غاز الشيست في تونس فعليا سنة 2008 ثم التنقيب والاستكشاف بداية من سنة 2010 من قبل شركة” بيرنكو” الكندية والغريب في الأمر أن كندا من البلدان المناهضة للتنقيب عن غاز الشيست على أراضيها و سنة 2012 و بعد قرار وزارة الصناعة و على رأسها آنذاك الوزير النهضاوي محمد الأمين الشخاري منح رخصة لشركة شال للتنقيب عن غاز الشيست في ولاية القيروان تحرك المجتمع التونسي بأسره للتنديد و الاحتجاج ورفض ذلك القرار المشبوه باستخراج الغاز الصخري أو “الكنز المسموم” كما يحلو للبعض تسميته .
مسائلة مهدي جمعة عن هذا القرار
وفي السياق ذاته أكد رئيس لجنة الطاقة بالمجلس الوطني التأسيسي شفيق زرقين في تعليق على تصريحات جمعة ,أنه لا يستبعد تمرير مثل هذه القرارات الأحادية من قبل حكومات ما بعد الثورة مشيرا إلى حدوث ذلك في مناسبات سابقة على غرار منح رخص تنقيب بصفة فردية لعدد من الشركات الأجنبية دون الرجوع إلى لسلطة التشريعية الممثلة في مجلس النواب .
و أضاف زرقين في تصريح “لافريكان مانجر” بان اللجنة ستقوم بالتحري حول هذا الموضوع و ستعمل على الاجتماع الأسبوع المقبل والقيام باستدعاء رئيس الحكومة مهدي جمعة لمسائلته حول حقيقة قبول حكومته باستخراج هذا النوع من الغاز .
كوارث طبيعية و بيئية على المنطقة
ويعرف عدد من الخبراء الدوليين في مجال الطاقة غاز الشيست على انه غاز وبترول الشيست ولكنه ليس موجود في أبار تقليدية مثل أبار النفط والبترول العادية على عمق 800 وألف متر وإنما موجود في جيوب صخرية أو ما يسمى بصخر الإردواز والتي يتطلب الوصول إليها الحفر على عمق من 3000 إلى 4000 متر.
وقد اتضح وجود كميات هامة من مخزون غاز الشيست في مثلث القيروان سوسة والمهدية وهو ما شجع الدولة للاستثمار في مجال الغاز الصخري دون النظر إلى المخاطر والكوارث البيئية التي قد تلحق بالطبيعة جراء استغلال هذا الغاز أو حتى محاولات استكشافه التي تعتمد على إليه التكسير المائي أو الهيدروليكي والذي يستنزف كميات هامة من المياه و خاصة مخاطر الزلازل التي ثبت في عدة بلدان أروبية أن استخراج غاز الشيست احد أهم أسبابها الرئيسية .
طبقة مائية قابلة للاشتعال
من جهته أكّد المهندس التونسي «هادي علي» المختصّ في الطاقة على موقعه الاجتماعي على خطورة المشروع الذي ستقدم عليه تونس و قال أنّ “الصفيحة الواقعة تحت المياه الجوفية و التي تتمركز عليها تونس و قسم آخر من أوروبا” قد وصلتها تفجيرات من اسماهم بالمجرمين و العابثين بمصلحة البلاد بحثا عن نوع من الغاز الثقيل وهو غاز أحجار الأردواز المعروف بغاز “الشيست”.
كما أكد «علي» أن خطورة المشروع تكمن في عملية التفجير التي تضخّ بها المياه إلى الأعمق ممّا يسبّب البراكين و في طريقة مزج الغاز بالمياه و المواد السامة ممّا يساهم في جعل المياه قابلة للاحتراق مشيرا إلى أنّ شركة «شال» قد قامت بتجربة في شهر مارس 2010 في احد حقول الجنوب التونسي .
مها قلالة