تونس-افريكان مانجر
فشلت أمس الجولة الأولى من المفاوضات بين رؤساء الأحزاب السياسية و المنظمات الراعية للحوار الوطني في التوصل إلى اتفاق حول اختيار شخصية وطنية لرئاسة الحكومة رغم تواصل المفاوضات بشكل مارطوني إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس،و يعزى ذلك إلى تمسك حركة النهضة بالوزير الأسبق في حكومة بورقيبة احمد المستيري كرئيس للحكومة القادمة فيما تمسكت بقية الأطراف بوزير الشؤون الاجتماعية محمد الناصر .
و في تصريحات إعلامية قال أمين عام حركة النهضة حمادي الجبالي إن الحركة تدعم مرّشح حزب التكتل أحمد المستيري لأنه رجل توافقي على حدّ قوله و أول من وقف في وجه بورقيبة ليؤسس حزب، و بيّن حمادي الجبالي أنه لا يجب أخلاقيا و لا أدبيا أن نتكلم عن المرشحين. و في المقابل ترى اغلببة الأحزاب المجتمعة على طاولة الحوار أن أحمد المستيرى البالغ من العمر 88 عاما يحظى باحترام وتقدير من الجميع لكن كبر سنه قد يحول دون اضطلاعه بمهامه على أفضل وجه خاصة في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد والتي تتطلب بذل جهود كبيرة خاصة فيما يتعلق بملفات مقاومة الإرهاب وتنظيم الانتخابات وتأزم الوضع الاقتصادي.
و في هذا السياق قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي في تصريحات تداولتها بعض المواقع الإخبارية إنّ بوادر فشل الحوار الوطني بدأت تظهر وانّ الحوار متعثر ومعطل، محملا المسؤولية لحركة النهضة.
وأضاف الهمامي أن وضع البلاد يتطلب رئيس حكومة له طاقة ذهنية وجسدية تمكنه من العمل لما يفوق الـ12 ساعة في اليوم، وتابع قوله “نحن لا نشكك في تاريخ احمد المستيري لكن إذا لم يتم اختيار رئيس حكومة له الطاقة اللازمة للعمل لساعات طويلة فان القرارات التي سيتخذها لن نكون صادرة عنه بل عن أطراف أخرى”.
و في انتظار ما ستكشفه الساعات القليلة القادمة فإن كل السيناريوهات مطروحة و إمكانية فشل التوافق بدأت تطرح بقوة خاصة وان النهضة متمسكة بأحمد المستيري . و يبقى الأمل في إعادة طرح أسماء جديدة لقائمة المرشحين فيما ترى أطراف أخرى على غرار التحالف الديمقراطي أن الحلّ يكمن على حدّ ماصرّح به سابقا محمود البارودي في تعيين محمد الناصر رئيسا للحكومة و احمد المستيري نائب رئيس .
بسمة