تونس-افريكان مانجر
فيما لا يزال الجدل قائما حول تفاصيل عملية “روّاد” الأخيرة و التي أسفرت عن مقتل كامل عناصر المجموعة الإرهابية السبعة، اندلعت مساء أمس السبت مواجهات جديدة بين قوات الأمن و مجموعة مسلحة تحصّنت هي الأخرى بولاية أريانة و تحديدا ب”حيّ النسيم” ببرج الوزير .
معلومات أمنية…و مُداهمة
و استنادا إلى ما أعلنته اليوم الأحد 9 فيفري 2014 وزارة الداخلية فإنّ العملية انطلقت على إثر توفر معلومات أمنية حول وجود مجموعة مسلحة متحصنة بمنزل بحي النسيم،قامت فرقة مكافحة الإرهاب بمداهمة المنزل المذكور واثر تبادل كثيف لإطلاق النار مع المجموعة تمّ القبض على أربعة عناصر إرهابية خطيرة وحجز كمية من الأسلحة من بينها سلاح حربي رشّاش عيار ثقيل بالإضافة إلى عدد من الوثائق والهواتف الجوّالة والشرائح..
وبحسب ما أعلنته وزارة الداخلية فقد أسفرت هذه العملية الأمنية عن القبض على كامل عناصر المجموعة وعددهم أربعة من بينهم أحمد المالكي المكنى الصومالي وهو أحد العناصر الرئيسية والفاعلة في قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي، كما أصيب أحدهم بجروح خطيرة مستوى الفكّ.
هذا و قد تعرّض عنصران من الفوج الوطني لمكافحة الإرهاب إلى جروح خفيفة خلال المواجهات.
إلقاء القبض على أبرز المتهمين باغتيال البراهمي
وبعد التعرّف والتثبّت من هويات المجموعة الإرهابية تمكنت وزارة الداخلية من تحديد الهويات،و هم عناصر إرهابية خطيرة بينهم أحد أبرز المتهمين في حادثة اغتيال الشهيد محمد البراهمي يوم 25 جويلية 2013 و هو أحمد المالكي المكنى ب”الصومالي” و بلال العمدوني و منير الجماعي و عامر الزديري.
و تأتي عملية “حي النسيم” في أقلّ من أسبوع من عملية “روّاد”،التي انتهت بقتل كامل العناصر بمن فيهم كمال القضقاضي المتهم الأول في اغتيال الشهيد شكري بلعيد يوم 6 فيفري 2013.و قد وُجهت خلالها عديد الانتقادات و الشكوك لوزارة الداخلية حول تفاصيل العملية التي قدمتها سيما و قد انتهت بتصفية جميع العناصر بعد مواجهات و مفاوضات دامت أكثر من 20 ساعة.
و يُعد ملف الشهيدين البراهمي و بلعيد من أبرز الملفات المطروحة على مكتب حكومة مهدي جمعة الجديدة و التي راهن من خلالها بالإبقاء على لطفي بن جدو في التشكيلة الوزارية الجديدة.و قد عبرّ بن جدو في تصريحات سابقة عن استعداد الوزارة لمواجهة الإرهاب و التصدي له،خاصة و قد صرّحت عدّة قيادات أمنية أنه من غير المستبعد أن تقوم الخلايا النائمة و المجموعات الإرهابية الأخرى بمحاولة القيام بعمليات إرهابية انتقاما لمجموعة روّاد.
لماذا أريانة؟
ممّا لا شك فيه أنّ المؤسستين الأمنية العسكرية تقومان بمجهود كبير لإعادة الأمن إلى الشارع التونسي،غير أن الحادثتين الأخيرتين تطرحان أكثر من نقطة استفهام حول سبب اختيار المجموعات الإرهابية لمناطق تابعة لولاية أريانة للتخفي.و للإشارة فإن نقابة الأمن الجمهوري صرّحت في أكثر من مرة في الآونة الأخيرة أنّ مجموعات إرهابية خطيرة تتنقل بكل حرية بين رواد و حي التضامن من ولاية أريانة ،كما ذكرت النقابة في مناسبة سابقة أنّ كمال القضقاضي موجود في أريانة قبل أن يلقى حتفه ضمن مواجهات روّاد.