تونس-افريكان مانجر
ما تزال ردود الفعل الغاضبة من إصدار رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ل”الكاتب الأسود ” تتواتر يوما بعد يوم، و في تصريح أدلى به ل”افريكان مانجر”اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2013 المدير العام للأرشيف الوطني الهادي جلاب قال إنّ رئاسة الجمهورية خرقت القانون عندما أصدرت الكتاب لأنّ النصوص التشريعية تقول إنّه لا يُسمح باستغلال الأرشيف و كشف محتواه للرأي العام إلا بعد مضي 30 سنة.
في هذه الحالات يُأمر بفتح الأرشيف
في المقابل أوضح الهادي جلاب أنّ قانون الأرشيف يستثني البحوث العلمية و يمكن له أن يسمح بكشفه في هذه الحالة.و في سياق متصل بيّن المدير العام أنّه في مجال العادلة الانتقالية يمكن للقضاء بأن يأمر و بصفة فورية بفتح أي وثيقة من الأرشيف،و بالتالي فإنّ ما أقدم عليه المرزوقي هو تجاوز للقانون.
كما عبّر محدثنا عن مخاوفه من أن يتم من جديد استعمال رئاسة الجمهورية للأرشيف و الوثائق التي هي الآن تحت تصرفها خاصة و قد أعلنت في وقت سابق نيتها إصدار الجزء الثاني من الكتاب الأسود.
لأنه لا يملك الحصانة..المرزوقي مُهدد بالسجن
باتصال مع أستاذ القانون و الناشط في المجتمع المدني مصطفى صخري أكد ل”افريكان مانجر”أن الكتاب الجديد الذي يعتزم المرزوقي إصداره يضمّ ما بين 500 و 600 صفحة،مشيرا إلى أنّه قانونيا يُمكن لوكيل الجمهورية أن يصدرا أمرا يحجز فيه الأرشيف الموجود في قصر قرطاج لأنه قد يُعكر صفو النظام العام.و في المقابل عبر محدثنا عن استغرابه من الضجة و الاحتجاجات التي أثارها كتاب المرزوقي قائلا إنّ مختلف وسائل الإعلام تطالعنا و بشكل يكاد يكون يومي بوثائق تمس من أمن الدولة و مع ذلك لم نرى مثل هذه الانتقادات.
و أوضح مصطفى صخري أنّه ما دامت الوثائق المعتمدة في الكتاب صحيحة فإن رئاسة الجمهورية من حقها إستعمالها و نشرها،و كل من يعترض على ذلك فما عليه إلا أن يتوجه إلى القضاء علما و أنّ رئيس الجمهورية ليست له حصانة و بالإمكان مقاضاته. و في حال ثبتت عليه التهمة فسيكون عرضة لعقوبة تصل مدتها إلى سنتين سجنا،أما في حال ثبت أن المرزوقي تعمد الدعوة إلى العنف و الفوضى و الفتنة و حمل الناس على مهاجمة بعضهم البعض فإنه سيكون في مواجهة عقوبة قد تصل إلى حد الإعدام على حدّ قوله.
و إجمالا أكد أستاذ القانون أنّ منع تسريب الوثائق التي هي الآن تحت تصرف رئاسة الجمهورية يحتاج إلى وسيلة إثبات مادي.
بسمة المعلاوي