تونس-افريكان مانجر
انتهت اليوم الثلاثاء 4 فيفري 2014 المواجهات الأمنية المسلحة بمنطقة روّاد من ولاية أريانة بتصفية كامل عناصر المجموعة الإرهابية السبعة، و بحسب ما صرّحت به قيادات أمنية ل”افريكان مانجر”فإن قتل جميع عناصر المجموعة المسلحة كان الحلّ الأنسب و لم يكن هناك خيارا آخر أمام قوات الأمن التي دخلت في مواجهة مباشرة مع الإرهابيين منذ مساء أمس.
القضقاضي أبرز المطلوبين
و بالعودة إلى تفاصيل منطقة روّاد التي انطلقت أحداثها مساء أمس،فقد تواترت أنباء مفادها أن كمال القضقاضي أحد أبرز المُسجلين على لائحة الإرهابيين قد لقي مصرعه اليوم بعد معارك عنيفة مع قوات الأمن.
و تقول المعطيات الأولية أنّ قوات الأمن سعت منذ الساعات الأولى للمواجهات إلى إقناع المجموعة المسلحة بالانسحاب و تسليم أنفسهم غير أنّ كلّ المحاولات باءت بالفشل و انتهى الأمر بتصفية كامل العناصر.
الحلّ الوحيد
و في إتصال مع عضو الإتحاد الوطني لنقابات قوّات الأمن التونسي الصحبي الجويني أفادنا هذا الأخير أنّ المجموعة المُسلحة كانت مجموعة انتحارية على درجة عالية جدّا من الخطورة،سيما و قد كانت بحوزتهم أحزمة ناسفة و ذخائر حيّة و متفجرات على حدّ قوله.و أضاف الجويني أنّ قوات الأمن لو لم تُبادر بالقتل لراح اليوم ضحية ذلك العديد من الأعوان و رُبمّا المدنيين أيضا،علما و أنّ عملية روّاد أسفرت عن مقتل عون رجل أمن.
من جانبه أوضح كاتب عام نقابة الأمن الجمهوري الحبيب الراشدي أنّ الطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن التونسي اليوم مع المجموعة الإرهابية مُعتمدة بصفة خاصة في الجزائر التي لا تتردد في تصفية الإرهابيين أو تدمير أماكن تواجدهم بالكامل.و في سياق متصل قال إنّ العناصر الإرهابية رفضت تسليم أنفسهم إلى الوحدات الأمنية فلم يبق أمامهم سوى السجن أو المقبرة،فخيرّوا الحلّ الثاني.
و باتصال مع الخبير في الجماعات الإسلامية علية العلاني قال إنّ قتل جميع عناصر المجموعة الإرهابية بمنطقة روّاد يُؤكد أنّهم كانوا على درجة كبيرة من الخطورة،و ممّا زاد الوضع تعقيدا هو امتلاكهم لأسلحة متطورة و تحصنهم بمنطقة سكنية.و بالتالي فيبدو أنّ الحلّ الوحيد بالنسبة لقوات الأمن هو قتل الإرهابيين.
و إجمالا اعتبر محدثنا أنّ عملية روّاد خطوة إيجابية نحو تطويق ظاهرة الإرهاب و في المقابل أكد أنّ الحكومة التونسية مُطالبة بوضع إستراتيجية أمنية و استخباراتية شاملة للقضاء على الإرهاب الذي استفحل في تونس خلال السنوات الأخيرة بصفة كبيرة.
تفكيك البنية التحتية للإرهابيين أولا
و في سياق متصلّ قال الخبير في الجماعات الإسلامية إنّه على وزارة الداخلية الاستعداد لعودة ما يسمى ب”الجهاديين” و المقدّر عددهم تقريبا ب 2000 عنصرا بما فيهم “انتحاريات”،منهم 1000 مقاتل في سوريا و البقية موزعين سواء في ليبيا أو العراق أو أفغانستان.
و أضاف المصدر ذاته أن قوات الأمن لم تضبط سوى 20 بالمائة من إجمالي المُهرب إلى تونس ،و هو ما يعني أنّ الفترة المقبلة قد تشهد مزيدا من العمليات المماثلة لما حدّث اليومين الأخيرين بروّاد.و على هذا الأساس فقد صرّح علية العلاني أنّ الخطر مازال قائما ما لم تتم تفكيك البنية التحتية للإرهابيين بتونس.