تونس- افريكان مانجر
من المنتظر ان يتمّ عرض الفيلم الوثائقي “هل يصنع القتلة الدواء” يوم 17 ديسمبر الجاري.
وكان الفيلم قد أثار جدلا واسعا في الشارع التونسي خلال شهر أفريل الماضي، حيث انه تحدث عن تورط عدد ممن المسؤولين في كل من معهد باستور ووزارة الصحة التونسية في مؤامرة مع البنتاغون ومع أكبر مخبر أدوية إسرائيلي “ديفا” لتجربة دواء على أطفال قصر بالجنوب التونسي وتحديدا باحدى مناطق سيدي بوزيد وجعلهم فئران تجارب لمرهم مخصص لمداواة مرض «ليمانشيا»الذي أصيب به جنود أمريكيون في حرب الخليج.
وفي تصريح ل “افريكان مانجر” قالت مخرجة الفيلم ايمان بن حسن انها حاولت الجمع بين الوثائق المكتوبة والشهادات الحية للمتورطين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فيما اعتبرته مؤامرة، بالإضافة إلى شهادات رجال قانون من محامين وحقوقيين.
وقالت ايمان بن حسين ان عرض الفيلم سيكون متبوعا بملاحقات قانونية، وينتظر ان يتمّ رفع قضية في المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة وزارة الدفاع الأمريكية، والمطالبة بتعويضات للأشخاص الذين تمّت عليهم التجربة حسب قولها.
جدير بالذكر ان “معهد باستور” كان قد نفى في بيان له الاتهامات سالفة الذكر، مُؤكدا بأن مرض اللشمانیا ظھر بكثافة بولایة القیروان منذ سنة 1982 وانتشر بصفة تدریجیة وبلغ سيدي بوزيد سنة 1990، ثم شمل 15 ولاية تشمل كل الوسط والجنوب التونسي، حیث تبلغ الإصابات من 1000 إلى 10.000 حالة في السنة.
وأكد معهد باستور أنه أمام الوضع الوبائي الذي شهدته البلاد اضطر لتسخير كل طاقاته للمساھمة في إیجاد حل لھذه المشاكل الصحية، بإشراف وزارة الصحة وبالتنسیق مع الإدارة الجهوية للصحة بولاية سیدي بوزید.
وأكد البيان أن البرنامج المشترك بین معھد باستور ومعھد ولتار رید، یھدف إلى دراسة مدى نجاعة ھذا المرھم الذي یحتوي على نوعین من المضادات الحیویة مسجلین منذ سنة 1940، والتي یتم استعمالھا في تونس بصفة متداولة ضد الأمراض الجرثومیة في شكل أقراص وحقن.
وأشار المعهد إلى أن مشاركة المرضى كانت طواعیة ومجانیة ولا تخضع لأي نوع من الضغط المادي أو المعنوي، غیر أن القانون الجاري به العمل یسمح بتغطیة بعض المصاریف للمشاركين في مثل ھذه البحوث (مصاریف التنقل ، تعویض ساعات العمل..) وھذا ما یفسر أن بعض المتطوعین حصلوا على مبلغ 50 دینارا لتغطیة ھذه التكلفة