تونس-افريكان مانجر
اعتبر الخبير الاقتصادي الحبيب كراولي أن إنقاذ الاقتصاد الوطني و إنعاشه يجب أن يرتكز في البداية على خطة و رؤية استشرافية واضحة المعالم يتم عبرها وضع مخطط خماسي تشاركي يعتمد على الانتقال الطاقي والرقمي والبيئي.
و خلال ندوة عقدتها، امس الإثنين، لجنة المالية والتخطيط والتنمية بمجلس نواب الشعب للتباحث حول الصعوبات التّي يطرحها مشروع ميزانية الدولة لسنة 2021، واكبتها افريكان مانجر، اقترح الحبيب كراولي جملة من الحلول للضغط على النفقات في ميزانية الدولة على غرار إلزام الوزارات بالتقليص من ميزانيات تصرفها بنسبة 15% باستثناء الوزارات المكلفة بالتربية و الصحة والعدل والثقافة.
واعتبر كراولي، ان االضغط على نفقات بعض الوزارات من شأنه أن يمكّن من الاقتصاد بحوالي 3،5 مليار دينار مشددا على أن الإشكال الحقيقي في الميزانية يتعلق أساسا بحجم النفقات أكثر من مسألة توفير الموارد.
و لفت إلى أن الظرف يقتضي تحديد المسؤوليات و الأوليات و الإثبات لكل الفاعلين الاقتصاديين أن الدولة تعمل على وضع إصلاحات لتحسين مناخ الأعمال.
كما اقترح كراولي، الاعتماد على قرض رقاعي موجه للتونسيين بالخارج لتعزيز ثقتهم في البلاد و ليساهموا في عملية الإصلاح.
واستنادا لما أكده الخبير الاقتصادي، فان الدولة بإمكانها توفير موارد إضافية و ذلك عبر التفويت في مساهمتها في بعض البنوك معتبرا أنّه من غير المجدي أن يكون للدولة مساهمات بسيطة في بعض المؤسسات المالية دون جدوى ومردودية.
وقال المتحدث، “من غير المعقول ان تكون الدولة مساهمة في 11 بنكا من بين 23 مؤسسة بنكية في تونس خاصة و ان هذه المساهمات تعتبر ضعيفة لا تمكنها حتى من المشاركة في اخذ القرارات”.
ولفت الى ان التفويت في هذه الحصص على غرار حصة الدولة في بنك البركة و البنك التونسي الإماراتي من شأنه خلق إرادات إضافية يمكن وضعها في صناديق للمساهمة في تمويل برنامج إعادة الهيكلة، وفق تقديره.
من جهته رئيس لجنة المالية و التخطيط بالبرلمان هيكل المكي، أكد أنّ البلاد في حاجة لحلول عملية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من خلال الحد من نزيف المالية العمومية الذي أصبح يهدد الأمن القومي داعيا إلى ضرورة التأسيس لحوار اجتماعي واقتصادي حقيقي من خلال هذه الندوة لإيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الراهنة.
ويشار الى انه استنادا لتصريح هيكل المكي لافريكان مانجر، فان مشروع قانون المالية لسنة 2021 المعروض على البرلمان مرفوض بشكله الحالي لأنه يحتوي فرضيات غير علمية ومتفائلة جدا إلى حد المغالطة، وفق تعبيره.