تونس-افريكان مانجر
في انتظار ما ستكشفه الساعات القليلة القادمة بشأن حقيقة الوضع السياسي في ليبيا وسط تضارب الأنباء بخصوص وقوع انقلاب عسكري من عدمه، حذّر عدد من المراقبين للشأن السياسي الوطني و المغاربي من خطورة تداعيات مُجريات الأحداث على تونس سيما و أنّ ليبيا هي المجال الحيوي أو”الحديقة الخلفية”لتونس كما يُقال.
و يرى البعض أنّ نجاح المسار الانتقالي في تونس رهين تطورات الوضع في طرابلس،كما نبهت بعض القراءات الحكومة التونسية إلى ضرورة مراقبة الوضع عن كثب لأن شبح الحرب الأهلية يحدّق الآن بالجارة ليبيا و عليه فإنّه يتوجب على تونس الاستعداد للانعكاسات الأمنية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية لأنّ الوضع مفتوح على كلّ الاتجاهات.
“كتائب”القذافي في تونس!
قراءة أولية لما يدور الآن في ليبيا أكد المحلل و الخبير الأمني مازن الشريف ل”افريكان مانجر”أنّ الوضع في طرابلس خطير جدّا،خاصة في ظلّ وجود قبائل قوّية غير راضية بالمسار الانتقالي فضلا عن عودة الكتائب الموالية لنظام القذافي للمشهد السياسي.
و قد توّقع محدثنا أن تشهد ليبيا معارك دامية أو ما يُشبه الحرب الأهلية في غضون الأيام القليلة القادمة،و عليه فقد نبّه الشريف إلى خطورة الوضع خاصة من الناحية الأمنية مُشيرا إلى أنّ العديد من القيادات الليبية الموالية للقذافي موجودة في تونس و قد تستغل الأمر لتحريك الخلايا الإرهابية النائمة.
كما أشار مُحدثنا إلى أنّ تونس ستكون في مواجهة توافد و فرار الآلاف من الليبيين في حال ساءت الأمور الأمنية هناك.
و من خلال ما هو معلن إلى غاية كتابة هذه الأسطر في وسائل الإعلام الليبية و العالمية فقد نفى رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، اليوم الجمعة 14 فيفري 2014 وقوع انقلاب.وجاء كلام زيدان ذلك رداً على إعلان خليفة حفتر، القائد السابق للقوات البرية الليبية تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري.
ميلشيات”منظمة”على الحدود
و بقطع النظر عن صحة ما يجري حاليا في ليبيا من عدمه،فقد أكد المحلل السياسي جمعة القاسمي ل”افريكان مانجر”أنّ تونس ستكون أول المتضرّرين من التردي الأمني في طرابلس بالنظر إلى تواجد مجموعة من المليشيات”المنظمة”على غرار “درع ليبيا” و “الزنتان”على الحدود التونسية،وفي سياق متصلّ قال المصدر ذاته إنّ التأثيرات ستشمل أيضا كلّ من مصر و الجزائر.
و قد اعتبر القاسمي أنّ محاولة الانقلاب ضرب مباشر ل”الإخوان” وأيضا القوى التكفيرية التي حاولت على حدّ قوله الانحراف بمسار ثورات الربيع العربي،قائلا:”الإخوان في سوريا حوّلوا دمشق إلى حرب أهلية مباشرة و في مصر سعوا إلى تغيير هوية الشعب و في تونس حاولوا تغيير النمط المجتمعي”وفق تعبيره.
و للإشارة فإن رئيس الوزراء الليبي عقد اليوم مؤتمرا صحفيا أكد فيه أن الموقف تحت السيطرة، وأن الحكومة والمؤتمر يواصلان عملهما، مشيرا إلى أنه أصدر الأوامر إلى وزارة الدفاع باتخاذ الإجراءات بحق اللواء حفتر الذي أعلن في وقت سابق الانقلاب العسكري.ودعا رئيس الوزراء الليبي، الجيش إلى التحلي بالمسؤولية واحترام إرادة الشعب، مشيرا إلى قرار صادر بحق حفتر وإحالته للتقاعد منذ فترة.
ما يجري في ليبيا يُشبه سوريا
ردّا على مُجريات الأحداث في ليبيا قال الأستاذ الجامعي والباحث في الأوضاع المغاربية منصف وناس إنّ ما يجري الآن يعكس أن الدولة في حالة فوضى عارمة،مُشيرا إلى أنّه من الصعب جدّا إنجاح المسار الديمقراطي في تونس إذا ما تواصل التدهور الأمني و الأزمة السياسية بطرابلس.و قال إنّ ما يجري في ليبيا يُشبه إلى حدّ كبير ما يجري في سوريا من حيث التجاذبات السياسية و المواجهات المسلحة.
و قد أبدى المصدر ذاته تخوفه من أن يُؤدي الانفلات الأمني في ليبيا إلى تدفق السلاح إلى تونس،و على هذا الأساس فقد عبر الأستاذ الجامعي في تصريح إذاعي عن رغبته في أن تنجح المحاولة الانقلابية من أجل السيطرة على السلاح والمليشيات والتحكم فيها ولإرجاع الدولة من جديد إلي ليبيا وإعادة مليون ونصف ليبي مُشردين في كامل أنحاء العالم من بينهم 635 ألف ليبي في تونس فقط على حدّ قوله.
أنباء عن هروب قادة المؤتمر الوطني الليبي إلى تونس
و في انتظار ما ستحمله الأخبار في وقت لاحق من اليوم فقد أكد اللواء خليفة حفتر الذي أعلن الانقلاب ،أن أغلب المنضويين تحت المؤتمر الوطني العام سيُحاكمون بعد إقترافهم أعمل غير أخلاقية.و أشار المتحدث في تصريح ل”الصباح نيوز” التونسية أنّ بعض القيادات هربت إلى تونس قائلا إنّ 90% من مؤسسات الدولة هي الآن تحت سيطرة منفذي الانقلاب، وفق تعبيره.
بسمة المعلاوي