تونس- افريكان مانجر
تعكف وزارة السياحة، حاليا، على إعداد مخطط متكامل لإعادة إنعاش القطاع السياحي التونسي، وسيُعرض قريبا على أنظار مجلس وزاري، وفق ما أكده جابر بن عطوش رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار.
خطة عاجلة لإنعاش القطاع
وأضاف المصدر ذاته في حوار مع “افريكان مانجر” الاثنين 7 مارس 2022 أنّ المخطط سيُعبر عن إرادة المهنيين ومشاغلهم، وينص على وضع خطة عمل عاجلة لتنشيط الحركة السياحية، لافتا إلى إلى أنّ استرجاع الاقتصاد التونسي لنسق نموه السابق يبقى رهين عودة القطاع السياحي لسالف نشاطه.
وأشار إلى أنّ القطاع السياحي يوفر تقريبا 20 بالمائة من موارد العملة الصعبة ويُساهم تقربيا بنسبة تتراوح بين 0,7 و1 بالمائة من النسبة الإجمالية للنمو.
وتحدّث عطوش عن وجود مؤشرات ايجابية للقطاع السياحي خاصة في ظلّ التوقعات بإنتهاء أزمة كورونا.
الجزائر وليبيا… العمق الاستراتيجي لتونس
وفي السياق ذاته، أكد تضرر العديد من وكالات الأسفار داعيا الحكومة الى تسهيل إجراءات الحصول على قروض وافرادهم بقرارات خاصة سواء في تعاملهم مع الصناديق الاجتماعية او القباضات المالية بما يمكنهم من تجاوز الأزمة التي عاشوا على وقعها السنتين الماضيتين وسداد ديونهم للبنوك.
كما شدّد رئيس الجامعة على ضرورة فتح الحدود مع الجزائر قائلا “الجزائر وليبيا يمثلان العمق الاستراتيجي لتونس”.
وتابع “الظروف الحالية مشجعة لعودة النشاط السياحي المحلي والدولي، ووكيل الأسفار مطالب اليوم بالتواجد بقوة على الساحة الدولية وافتكاك الحريف”.
يُشار إلى أن العائدات السياحية بلغت 2,1 مليار دينار إلى حدود ديسمبر 2021، وقد عاش القطاع منذ بداية سنة 2020 أزمة غير مسبوقة بسبب جائحة كورونا و ما خلفته من إجراءات صارمة أدت الى غلق عدد من النزل . حيث تراجعت العائدات السياحية المجمعة لتونس خلال الأشهر الأولى من سنة 2020 فمنذ بداية سنة 2020 والى حدود 20 اوت 2020 تراجعت العائدات السياحية بنسبة 60 بالمائة.
اسعار العمرة ستصل الى 6 آلاف دينار
وأفاد جابر عطوش ان السائح التونسي حلقة مهمة و ركيزة أساسية في الاقتصاد السياحي، ويقول “السائح التونسي هو ” الجندي الخفي الذي أنقذ القطاع في عدة أزمات وهو ايضا اعلى مردودية من السائح الاجنبي”.
وبخصوص كلفة العمرة، أفاد المصدر ذاته أنّ الأسعار شهدت ارتفاعا وستتراوح بين 3500 و4000 الاف دينار في الاشهر العادية وستتجاوز الـ 6 آلاف دينار خلال شهر رمضان، مُرجعا ارتفاع الاسعار لعدم وجود منافسة بين المهنيين حيث ان عقود توزيع رحلات العمرة تحتكرها 3 او 4 أطراف، مشيرا الى أنّ “قوة المنافسة توفر الاختيار والأسعار التفاضلية”.
اصلاحات هيكلية
وتؤكد حكومة نجلاء بودن على وجود إرادة سياسية للنهوض بالقطاع السياحي في تونس وذلك بعد تراجع المؤشرات خلال المواسم السياحية الماضية.
وقد استعرض وزير السياحة مؤخرا خطة العمل الإستراتيجية التي أعدتها الوزارة والديوان الوطني التونسي للسياحة لاستعادة النشاط السياحي لما بعد كوفيد-19، بالتنسيق والتشاور مع المهنة والهياكل المعنية على المديين القصير والمتوسط مشيرا أنه يجب العمل سويا على وضع رؤية واضحة المعالم على المدى البعيد إلى غضون سنة 2035، من أجل تطوير السياحة التونسية لافتا إلى أن الوزارة بصدد العمل على الإصلاحات الهيكلية إلى جانب مراجعة مختلف التشريعات والنصوص القانونية المنظمة للقطاع بهدف تسهيل وتبسيط الإجراءات ومزيد دفع الاستثمار في هذا المجال.