تونس-أفريكان مانجر
يتواصل إلى غاية اليوم الأحد 7 ديسمبر 2014 احتدام الأوضاع في ليبيا واصرار حفتر على المسك بزمام الامور، جعل المعارك تحتد بين جيش حفتر وبين الجهات المسلّحة، الشّيء الذي اضطرّ كثير من المقاتلين الى الفرار من هذه المعارك، الى أقرب المنافذ الامنة بالنسبة لهم، مع الاشارة الى أنّ أقرب منفذ لهم هو معبر راس الجدير والمناطق الحدوديّة المتاخمة له، بما أنّ أنّ القصف والمعارك تدار على بعد 3 كلمترات من الحدود التّونسيّة في تلك الجهة.
وفي هذا الإطار، قالت بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ الخطر كبير على تونس باعتبار أنّ القصف قريب جدّا من معبر راس الجدير ولا يتجاوز الثلاث كيلمترات، مبرزة أنّ المخاوف من المقاتلين الفارين من المعارك واللذين في مجملهم يملكون أسلحة ومتدربون على القتال ومتمرسون على الهروب، ودخولهم الى تونس، حتّى دون أسلحة يشكّل خطرا كبيرا على تونس وعلى أمنها.
مقاتلين فارين من المعارك
وأضافت محدّثتنا أنّه حسب بعض الاحصائيّات غير الدّقيقة، يدخل الى تونس يوميّا حوالي 300 ليبي، منهم حوالي 50 شخصا يمسكون لديهم سلاح، مشيرة الى أنّ هذه الأرقام تمّ رصدها في الأيّام العاديّة فما بالنا على حدّ تعبيرها في هذا الظّرف. من جهة أخرى، بيّنت الخبيرة الأمنيّة والعسكريّة أنّ المقاتلين الفارين اليوم من قوّات حفتر ومن القصف الجوّي ليسو عائلات بل أشخاص انتماءاتهم مختلفة منهم مخابرات ومنهم مجموعات محسوبة على أنصار الشّريعة واخرى محسوبة على فجر الاسلام واخرى محسوبة على داعش واخرى عصابات…وان تمكّنت هذه المجموعات في دخول التراب التّونسي ستشكّل خطرا اضافيّا على تونس وامنها.
وحول نفس الموضوع، أكد العميد مختار بن نصر ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، أنّ الوضع في ليبيا يتّجه هذه الأيام نحو سيطرة الجيش الليبي على زمام الأمور مقابل فقدان حركة “فجر ليبيا” المحسوبة على الإخوان، لحمتها، مشيرا إلى أنّ فجر ليبيا تعرف انشقاقات.
حالة استنفار على الحدود التّونسّة
وفي تصريح للمحور الجزائري توقّع مختار بن نصر في قراءته للوضع اللّيبي حسم المعركة بين الطّرفين المتنازعين في ليبيا، خاصة بالنظر لما يجري في طرابلس من تطورات أمنية يقودها الجيش الليبي، الذي يتقدّم في سيطرته على العاصمة، بالموازاة مع انشقاق في فجر ليبيا ، وانضمام عدّة مجموعات لقوات الجيش الليبي، الذي يستعد لتطهير العاصمة الليبية، مشيرا الى أنّ هذه التطورات دفعت بالجيش التونسي لإعلان حالة الاستنفار على الحدود، مؤكدا أنّ استخدام الجيش الليبي للطيران للمرّة الثانية رجّح كفّته على فجر ليبيا.
وفي تعليقه حول ما سرّبته الوثائق عن مخطط سرّي قطري تركي، لم ينف الأمر متحفظا عن اتهام مباشر للعاصمتين، وقال إنّ هناك مراكز تدريب المجموعات المتطرفة بدرنة شرق ليبيا، وهناك مجموعة تنتمي لداعش، تدرّب الشباب لإرساله إلى أماكن التوتر بسوريا والعراق، مضيفا أنّ المعلوم هناك أطراف خارجية تعمل على هذا المنوال في ليبيا.