تونس-افريكان مانجر
أثار الكتاب الأسود الذي نشره رئيس الجمهورية منصف المرزوقي غضب عدد من الحقوقيين ونشطاء تونسيين من المجتمعين السياسي والمدني مما دفع البعض منهم إلى كشف حقائق كانوا يتحفظون عليها احتراما لهيبة الدولة، وفق تعبيرهم.
في هذا السياق كشف” لافريكان مانجر “ رئيس الجمعية التونسية للشفافية المالية سامي الرمادي الصفقة التي عقدها المرزوقي مع احد رجال الآعمال و الذي قام بتمويله بحوالي 150 ألف دينار و بمده بسيارة خاصة في حملته الانتخابية سنة 2011 و ذلك مقابل تعيين ابنته التي لم تتجاوز الثلاث و عشرين سنة برتبة مستشارة لدى المرزوقي.
و بحسب عدد من المصادر الإعلامية فان رجل الأعمال هذا هو من أهمّ مموّلي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و هو رجل الأعمال التونسي ناصر علي شقرون صاحب شركة قلوبالنت GlobalNet التي يبلغ رقم معاملاتها ما يقارب ال25 مليون دينار.
وكان الناصر شقرون مرشّح حزب المؤتمر من أجل الجمهورية لتقلّد حقيبة وزارة تكنولوجيات الاتصال في الحكومة الأولى وقد دعم منصف المرزوقي بقوّة ترشيح صديقه المذكور للوزارة إلاّ أن اعتذار ناصر شقرون حال دون ذلك.
إلا أن المرزوقي أصرّ على ردّ الجميل لرجل الأعمال ناصر شقرون وذلك من خلال تعيين ابنته مريم شقرون في منصب مستشارة في ديوان الرئاسة وهي التي لا يتجاوز سنها ال23 سنة و التي استقالت في ما بعد احتجاجا على موقف المرزوقي من الحرب في سوريا .
وكان القيادي السابق بحزب المؤتمر محمد عبو قد أكد الدعم المالي لهذا الرجل للحزب رغم إنكار و تكذيب ذلك من قبل المرزوقي .
يذكر أن المرزوقي قد ذكر أسماء عدد من رجال الأعمال التونسيين المعروفين في كتابه الأسود قاموا بحسب ما جاء في الكتاب بتمويل الحملات الانتخابية للرئيس السابق بن علي و من بين هؤلاءنذكر عادل بوصرصار و علي سلامة و ناجي المهيري و محمد ادريس ..
منصف المرزوقي و النرجسية و حب الذات
من جهته اعتبر الحقوقي و رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية احمد المناعي في تصريح “لافريكان مانجر” أن رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي صاحب نفسية نرجسية و انه يحب ذاته “حبا جما ” و انه يتصور نفسه بالذات “الإلهية “.
و أشار المناعي بأنه قرر أن يرفع قضية ضد المرزوقي بسبب تعمده ذكر اسمه و تشويه صورته في كتابه الأسود معللا أن حقد المرزوقي عليه يعود لنشره عدد من الحقائق التي تخصه في عدد من وسائل الإعلام التونسية .
و أضاف رئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية احمد المناعي أن رئيس الجمهورية منصف المرزوقي تقدم له في أواخر سنة 2000 بطلب له حول إمكانية تدخله لنشر كتاب له في إحدى دور النشر الفرنسية إلا انه شدد على أن رغم تدخلاته فلم ترضى أي من دور النشر الفرنسية نشر كتابه معتبرين ذلك أن ما ألفه لا يرتق إلى منزلة كتاب.
و شدد المناعي على ان الكتاب كان يحتوي مخططا للمرزوقي لتغيير العلم التونسي و لتقسيم تونس الى ثلاث اقاليم.
رجال أعمال يستغربون ذكر اسماءهم بالكتاب الأسود
بدور استنكر رجل الأعمال المعروف ناجي المهيري ذكر اسمه في الكتاب الأسود وصرح “لافريكان مانجر” انه يستغرب ورود اسمه هو و عدد آخر من رجال الأعمال الآخرين و المعروفين في حين أن كل رجال الأعمال التونسيين ساهموا منذ عهد برقيبة في بناء الدولة التونسية الحديثة بحسب تعبيره .
خرق واضح للقانون
من جهته أكد المدير العام للأرشيف الوطني الهادي جلاب ” لافريكان مانجر” قال إنّ رئاسة الجمهورية خرقت القانون عندما أصدرت الكتاب لأنّ النصوص التشريعية تقول إنّه لا يُسمح باستغلال الأرشيف الوطني وكشف محتواه للرأي العام إلا بعد مضي 30 سنة.
كما عبّر محدثنا عن مخاوفه من أن يتم من جديد استعمال رئاسة الجمهورية للأرشيف و الوثائق التي هي الآن تحت تصرفها خاصة و قد أعلنت في وقت سابق نيتها إصدار الجزء الثاني من الكتاب الأسود.
مها قلالة