تونس-أفريكان مانجر
مشروع الطريق العابرة للصحراء تشترك في إنجازه كلّ من الجزائر وتونس ومالي والنيجر ونيجيريا والتشاد ويبلغ طول المحور الرئيسي لهذه الطريق 4500 كلم ومن جملة 8957 كلم الطول الجملي للطريق العابرة للصحراء، أنجز منها فقط 3500 كلم، مع العلم وأنّ تونس استكملت منذ سنة 1973 ربط شبكتها الوطنية بالطريق العابرة للصحراء بواسطة الطريق الوطنية 3 تونس-قفصة توزر- حزوة وهي طريق معبدة بالخرسانة الإسفلتية.
وللتّقدّم في انجاز هذا المشروع، ستحتضن العاصمة السينغالية دكار يومي 13 و14 ديسمبر 2013، قمّة إفريقية لتدارس موضوع الاستثمار في البنية التحتية للطرقات والنقل في إطار التوجهات السياسية والإستراتيجية للاتحاد الإفريقي. ويحضر هذه القمة عدد من قادة الدول الإفريقية وممثلو الحكومات ومؤسسات وصناديق التمويل الدولية ومكاتب الدراسات والمنظمات العالمية والقطاعين العمومي والخاصّ.
وتجدر الإشارة حسب مصدر مسؤول بوزارة التّجهيز والبيئة إلى أنّ الجزائري محمد العيادي الكاتب العام للجنة الاتصال للطريق العابرة للصحراء التي اجتمعت مؤخرا بتونس، أكّد أن المشاريع الضخمة التي سيتم عرضها على أنظار القمة والتعريف بها تهم بالخصوص إنجاز كابل أرضي (fibreoptique) بطول 4200 كلم ينطلق من الجزائر ويعبر النيجر ثم نيجيريا وقد قطع هذا المشروع حسب نفس المصدر أشواطا مهمة في الجزائر (بكلفة جملية قدّرت بـ 80 مليون دولار)، هذا إلى جانب مشروع سكة حديدية –طريق (Rail-Route) بين دكار وجيبوتي ، بهدف عبور القارة الإفريقية من شرقها إلى غربها بطول 8715 كلم، علما وأنّ المشروع حاليا قيد الدراسة.
من جهة أخرى أضاف الكاتب العام للجنة الاتصال للطريق العابرة للصحراء أنّ من جملة المشاريع التي سيتمّ عرضها على أنظار القمّة، مشروع أنبوب ناقل للغاز يربط نيجيريا بالجزائر في الاتجاهين بطول 4200 كلم ومن المتوقع أن يصبح وظيفيا سنة 2015، سيمكّن من نقل حوالي 30 مليار متر مكعب من الغاز نحو أوروبا بكلفة 10 مليار دولار، علاوة على جسر في شكل سكّة حديدية وطريق (Pont rail-route) لعبور نهر الكونغو على طول 4.5 كلم يربط عاصمتي دولتي الكونغو، كينشاسا وبرازافيل، وسيمكن هذا المشروع من تحقيق اقتصاد كبير في مجال النقل وقد عهد بدراسة هذا المشروع الهام إلى مكتب دراسات تونسي-فرنسي.
وفي ذات السّياق، أوضح نفس المصدر، وفق وزارة التّجهيز والبيئة أنّ المشاريع التي سيتمّ عرضها على أنظار القمّة تشمل أيضا مشروع طريق -سكة حديدية بطول 1000 كلم ينطلق من دولة جنوب إفريقيا باتجاه الدول المجاورة، إضافة إلى مشروع قنال مائية تربط بحيرة فكتوريا بالبحر المتوسط ويعود هذا المشروع بالنفع على دول مصر والسودان وأثيوبيا وبورندي ورواندا وأوغندا في مجال تفعيل النقل البحري وتنمية الاندماج الاقتصادي.
ويذكر أن عدد سكان القارة الإفريقية يقدّر بمليار ساكن بمعدل 30 مليـــــون ساكن في الكــــم مربع الواحد، وتتمتع القارة بإمكانيات ضخمة ولكنها لا تحتل إلا نسبة ضئيلة (أقل من 3 % ) في حجم المبادلات العالمية المسجلة سنة 2011، وقد بلغ المعدل السنوي للصادرات بين دول القارة 11 % مقابل 70 % في أوروبا، كما تمثل مصاريف النقل والتأمين معدّل 30 % من القيمة الجملية للصادرات مقابل 8.6 % بالنسبة للبلدان النامية. وبالنسبة لشبكة الطرقات في إفريقيا فإنها تصل من حيث الطول إلى مليوني كلم منها 600 ألف كلم فقط معبدة (أي حوالي 30 % ) ويؤكد البنك الإفريقي للتنمية أن الحكومات الإفريقية لا تستثمر كثيرا من أجل تأهيل شبكة الطرقات.
هدى هوّاشي