تونس-افريكان مانجر
كشفت مدير عام المعهد الوطني لرعاية الطفولة بمنوبة نعمة بولعراس ل”افريكان مانجر”أنّ مستشفى فرحات حشاد بسوسة يُعتبر من أكبر المستشفيات التي تُعاني إشكال اكتظاظ الأطفال حديثي الولادة و الذين تخلّت عنهم أمهاتهم نتيجة علاقات جنسية خارج إطار الزواج،لأنه مرجع النظر لمدينة قليبية و المنستير و المهدية.
تقصير وزارة الصحة
و أكدت بولعراس أنّه يوجد حاليا في سوسة 24 طفلا و بدرجة أقلّ مستشفيات تونس العاصمة التي تضم تقريبا 11 طفلا.و أرجعت مُحدثتنا السبب إلى أنّ المكلف من قبل وزارة الصحة بإتمام الإجراءات القانونية و الإدارية لهؤلاء الأطفال يتخاذل في القيام بدوره و لا يقوم على حدّ قولها بالبحث الإجتماعي الأولي أو بتسجيل الأطفال حتى يتسنى للمعهد الوطني لرعاية الطفولة قبولهم.و أكدت مديرة المعهد أنّ الإشكالية ليست في طاقة الاستيعاب مثلما تُروج لذلك بعض الأطراف،و إنّما في كون الأطفال الموجودون بالمستشفيات ليست لهم وثيقة إيداع نهائية أي أنّ أمهاتهم لم تتخلى عنهم بشكل نهائي بل تخلي مُؤقت.
وشدّدت محدثتنا على أنّ بعض الأطفال يظلون في المستشفيات إلى أن تصل أعمارهم إلى حدود 6 أشهر أو أكثر،و عليه فقد طالبت المكلف بالملف و التابع لوزارة الصحة بتسريع إجراءات التسوية حتى يتسنى لمعهد رعاية الطفولة إيداع الأطفال لدى عائلات بديلة.
300 عائلة في قائمة الإنتظار
و في هذا السياق قالت نعمة بولعراس إنّه يوجد على طاولة المعهد حاليا ملفات 300 عائلة حظيت بالموافقة لاحتضان طفل و لم يتمكن معهد رعاية الطفولة بمنوبة بعد من الاستجابة لطلباتهم،لعدم تسوية وضعياتهم القانونية بشكل نهائي.و بحسب تصريحات سابقة فإنّ المعهد يستقبل يوميا ما بين مولودين و 3 مواليد ليصل العدد إلى ما بين 350 و 400 مولود سنويا.و تُقدّر طاقة الإستيعاب ب 140 سريرا.
و في جانب آخر أفادت المديرة العامة أنّه من الحالات المُؤسفة التي تُعايننها بإستمرار هو إقدام كلّ العائلات تقريبا التي حظيت بموافقة التكفل بطفل على الإختيار و كأنّها دخلت محلاّ “لإقتناء فستانا أو حذاءا أو ما شابه ذلك من الأشياء المادية”،و أكدت أنّ هذه التصرفات مُخجلة خاصة و أنّهم يرفضون قبول طفل يُعاني من مشاكل صحية أو على حسب لون البشرة.هذا و بيّنت محدثتنا أنّ المعهد يضم عددا من الأطفال التي رفضت العائلات احتضانهم،علما و أن العائلات التي تتقدّم بطلب الحصول على طفل كلها تقريبا تعاني من مشكلة الإنجاب وفق تعبيرها.
وضعية مُزرية بالمستشفيات
و تأتي توضيحات مدير عام المعهد الوطني للطفولة على إثر ما تداولته مؤخرا بعض مواقع التواصل الإجتماعي و المُتعلّق بوجود 20 طفلا بقسم الولادات من دون اهتمام أو رعاية بعد أن تخلّت عنهم أمهاتهم على اثر علاقات جنسية خارج إطار الزواج بمستشفى فرحات حشاد بسوسة.
و كان الخبر ذاته قد أشار إلى أنّ أعمارهم تتراوح بين اليوم و العشرة أشهر و يُعانون من سوء المعاملة الناتج عن عدم وجود إطار خاص يعتني بهم حيث تقوم إحدى الممرضات بالعناية بهم خارج أوقات عملها .
و بحسب ذات الصفحات التي نشرت الخبر فإنّ الأطفال يعيشون حالة مزرية من البرد و سوء التغذية و عدم انتظام الوجبة و عدم تأقلمها مع أعمارهم و متطلباتهم ومعاناتهم في الأوساخ نظرا لعدم توفر الثياب و الحفاظات بالأحجام المناسبة و لعدم توفر أدوات و مواد التنظيف و هو ما سبب لهم التهابات حادة و أمراض زادت في معاناتهم الجسدية دون الحديث عن المعاناة و الاضطرابات النفسية.
و قد دعت الصفحات أهل البر و الإحسان و الجمعيات الخيرية و حتى الأحزاب السياسية… إلى التوجه إلى هذا المستشفى وإلى بقية المستشفيات الجامعية لتقديم ما أمكن من مساعدات.يُذكر أنّ “افريكان مانجر”أول من بادر بفتح الموضوع و إتصلنا حينها بإدارة مستشفى فرحات حشاد لكنّها نفت صحة الخبر،لتؤكد في المقابل أنّ الإشكالية الحقيقة بقسم الولادات هو الاكتظاظ و ضعف طاقة الإستيعاب و كنّا قد نشرنا مقالا تحت عنوان مستشفى فرحات حشاد بسوسة ينفي خبر اهمال 20 رضيعا بقسم الولادات بعد تخلّي أمهاتهم عنهم
بسمة المعلاوي