أفريكان مانجير- وكالات
شهدت سوريا اليوم الأربعاء 18 جويلية 2012 مقتل أهم رجال الرئيس بشار الأسد في عملية يرجح أنها انتحارية وأعلنت جماعة إسلامية عن مسؤوليتها عنها، فيما اتهمت دمشق الاستخبارات القطرية والسعودية التركية والإسرائيلية بالوقوف وراء التفجير.
وأعلن التلفزيون السوري إن التفجير “الارهابي” أسفر عن مقتل وزير الدفاع داود راجحة وآصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ونائب وزير الدفاع. وأضاف أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا في التفجير. ويعتبر وزير الدفاع راجحة أول مسيحي يتولى حقيبة الدفاع منذ وصول حزب البعث للسلطة في سوريا.
وقد سبق لوزير الدفاع المقتول أن اعتبر أن بلاده تتعرض لمؤامرة كبرى تستهدف كيانها،وقد تم ادراج اسمه في قائمة العقوبات الاوروبية الامريكية والعربية، واعتبر احد ابرز المسؤولين عن عمليات القمع في البلاد.
كما قتل اللواء آصف شوكت في التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق والذي تزامن مع اجتماع لوزراء وقادة أمنيين في المبنى، ويعتبر من أهم الشخصيات القريبة من الرئيس بشار الأسد والمقرب من النظام السوري إلى أبعد حد كما هو صهره.
وكان لآصف شوكت دور كبير في تهيئة بشار الأسد ليخلف أبيه حافظ الأسد وفي عام 1998، أشيع أنه أصبح الرجل الأقوى في سوريا وأنه يتدخل بكل كبيرة وصغيرة وخاصة في ملفات الجيش من تنقلات الضباط وتصفيات حسابات شخصية، كما تدخل آصف شوكت في الملف الأمني والسياسي اللبناني.
وزير دفاع جديد
وسارع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم بعد الحادثة إلى تعيين العماد فهد جاسم الفريج وزيرا للدفاع خلفاً للوزير داود راجحة الذي قتل اليوم الأربعاء في تفجير مبنى الأمن القومي في العاصمة السورية.
يشار إلى أن العماد الفريج هو من محافظة حماة التي اندلعت منها ما يسمى بـ”الثورة السورية” وشغل منصب قائد أركان الجيش السوري.
في غضون ذلك، اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي مخابرات قطر والسعودية وتركيا وإسرائيل بالوقوف وراء التفجير وقال ان هذه “جريمة وسيدفعون ثمنها”. يذكر أن المبنى المستهدف يقع في منطقة الروضة في دمشق قرب منزل السفير الأمريكي .
في المقابل، تم نفت تقارير عن مقتل حافظ مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد وأهم أحد رجالات الأمن والمخابرات للنظام السوري، وهو عميد في الاستخبارات السورية والمخابرات العسكرية السورية والقوات الجوية السورية ومكتب الأمن الوطني السوري ويتولى أمن دمشق وضواحيها ويعتمد عليه الرئيس السوري في القضايا الأمنية.
مسؤولية التفجير
وفي سياق متصل، أعلنت جماعتان سوريتان مسؤوليتهما عن تفجير دمشق اليوم الأربعاء الذي أسفر عن مقتل مسؤولين سوريين كبار وقالتا إنه ضربة ناجحة في قلب النظام.
وأعلنت الجماعتان المعارضتان مسؤوليتهما عن الهجوم ووصفتاه بأنه نصر على الدائرة المقربة للأسد والتي كان ينظر إليها في السابق على أنها لا تخترق.
وقالت جماعة لواء الإسلام المعارضة في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك “نبشر أهل بلاد الشام وأهل العاصمة خاصة بأنه تم بحمد لله وتوفيقه ومدده استهداف مكتب الامن القومي والذي يضم مكتب ما يسمى خلية إدارة الازمة في العاصمة دمشق بعبوة ناسفة من قبل كتيبة سيد الشهداء التابعة للواء الاسلام.”
وأضاف أن التفجير أدى إلى “قتل عدة أشخاص من أعمدة النظام ودعائمه الكبار.”
من جانبه، أعلن قاسم سعد الدين المتحدث باسم الجيش السوري الحر مسؤولية جيش المعارضة أيضا عن الهجوم مضيفا أن هذا هو البركان الذي كانوا تحدثوا عنه وأنه بدأ للتو.
وقال مصدر أمني في سوريا إن فردا من الحرس الشخصي للدائرة المقربة للرئيس فجر متفجرات في اجتماع وزراء ومسؤولين كبار في الأمن والجيش من دون التوضيح ما إذا كان انتحاريا.
وأكد متحدث باسم جماعة لواء الاسلام اعلان المسؤولية عبر الهاتف لكنه نفى أن يكون هجوما انتحاريا مؤكدا على أنه مخطط له منذ أشهر.
في المقابل، أشارت مصادر سورية أمنية إلى أن وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار أصيب لكن حالته مستقرة وأن رئيس المخابرات هشام بختيار يخضع لعملية جراحية.
الوضع خارج السيطرة
في هذه الأثناء، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا اليوم أن الوضع في سوريا “يخرج عن السيطرة” مجددا دعوات الإدارة الأميركية لزيادة الضغط العالمي على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى.
وفي رد فعل على هذه التطورات أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية بيانا أكدت فيه مقتل العماد راجحة ونائبه آصف شوكت، ومشددة على أن “من ظن بان استهداف القادة يستطيع ليّ
ذراع سوريا فإنه واهم لأن سوريا شعباً وجيشاً وقيادة هي اليوم أكثر تصميماً على التصدي للإرهاب بكل أشكاله وعلى بتر كل يد يفكر صاحبها بالمساس بالوطن سوريا”، وفق تعبيرها.
فيتو روسي صيني متوقع
في هذه الاثناء يتوقع دبلوماسيون في الامم المتحدة استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو عند التصويت المتوقع بعد ظهر اليوم الاربعاء على مشروع القرار الذي تقدم به الاوروبيون والولايات المتحدة ويتضمن تهديدات لدمشق بعقوبات.
ويتمثل مشروع القرار الذي تقدمت به دول فرنسا المانيا بريطانيا والبرتغال اضافة الى الولايات المتحدة في تهديد النظام السوري بعقوبات اقتصادية في حال استمراره في استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة كما يمدد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا 45 يوما.
وأعلنت روسيا صراحة انها ستستخدم حق النقض على هذا النص فيما يتوقع دبلوماسيون عدة ان تحذو الصين حذوها.
وفي سياق متصل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف اليوم أن موسكو تعتبر انتظام المسلحين في سورية على تنفيذ عمليات ارهابية خلال المناقشات حول تسوية الازمة في مجلس الامن، امرا خطيرا.
ومنذ یوم الاحد الماضی تقوم قوات الجیش وحفظ النظام بعملیة عسكریة فی عدد من احیاء دمشق الجنوبیة وهی المیدان، نهر عیشة، القدم، العسالی، التضامن للقضاء على مجموعات مسلحة تمركزت فی تلك الاحیاء.
وتشهد سوريا منذ 15 مارس عام 2011 تظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام، تحوّلت الى مواجهات بين “مجموعات مسلّحة” وأجهزة الأمن الحكومية، أدّت الى مقتل الآلاف من الطرفين.