تونس- افريكان مانجر
تُنتج مصانع النسيج في تونس والبالغ عددها نحو 1800 مؤسسة أطنانا كبيرة من النفايات كما تستنزف المياه الجوفية، ورغم أهمية القطاع اقتصاديا وما يوفره من عائدات مالية تجاوزت الـ 5 مليار دينار خلال السداسي الأول من سنة 2023، فإنّ تأثيراته سلبية جدا على الجانب البيئي.
نفايات النسيج تتجاوز 31 ألف طن
وبحسب دراسة صادرة عن المنظمة الأممية للتنمية الصناعية فان صناعة النسيج والملابس في تونس تنتج سنويا 31 ألف طن من نفايات النسيج قبل الاستهلاك، في المقابل بينت العديد من التجارب النموذجية أنّه بالإمكان تحويل النفايات الى مشاريع صناعية أخرى وبالتالي توفير وخلق مواطن شغل إضافية من جهة والتقليص من النفايات من جهة أخرى.
وإعتبارا لأهمية الموضوع سيما وان العديد من البلدان الأوروبية تُعطي الأولوية للمنتجات التي تلزم بالمعايير البيئية، رحبت العديد من الوحدات الصناعية بمشروع STAND Up والرامي الى تطوير الاقتصاد الدائري في صناعة النسيج التونسية، وهو برنامج يشرف على تنفيذه المركز الفني للنسيج، بالتعاون مع مركز النشاط الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة/خطة عمل البحر الأبيض المتوسط للاستهلاك والإنتاج المستدامينومركز تونس الدولي للتكنولوجيات البيئية.
وقالت قميرة بن جنات مزالي المديرة العامة لمركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة في تصريح لـ “افريكان مانجر” ، إنّ مشروع STAND Up الذي تمّ الإعلان عن اختتامه اليوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2023 خطوة مهمة نحو تحفيز القطاع للبحث عن حلول لتقليص التأثير البيئي لمصانع النسيج، مشيرة الى ان المشروع يجمع 3 بلدان وهم تونس ولبنان ومصر.
وأكدت ان النسيج والملابس من اكثر القطاعات المستهلكة للمياه والغازات كما يتسبب في كميات هامة من النفايات التي يصعب التخلص منها، وقد سعت الشركات النائشة المشاركة في البرنامج الذي انطلق تقريبا منذ 3 سنوات الى البحث عن حلول للتقليص من حجم التلوث واستنزاف المياه.
النفايات تتحول الى مشاريع
من جانبها، أفادت منال سعيدة منسقة المشروع أنّ مركز تونس الدّولي لتكنولوجيا البيئة ، التّونسي لمشروع STAND Up، تولى تنسيق أعمال مجموعة من شركات النّسيج والموضة قامت بضبط عدد من التحدّيات و المشاكل البيئيّة التي تنتظر مقترحات مبتكرة لتسويتها عبر مختلف الحلول التي يمكن إطلاقها من خلال القسائم المفتوحة للابتكار الايكولوجي التي يوفّرها المشروع.
وقد تم تجميع الحلول من خلال منصّة سويتش ميد المفتوحة للابتكار البيئي ، حيث تحصلتنحو 40مؤسسة ناشئة على تمويلات بقيمة 5 الاف يورو لإعداد وتنفيذ المقترحات المبتكرة.
وشددت على أهمية مثل هذه المشاريع التي تحث المؤسسات الصناعية على مراعاة الجوانب الاجتماعية والبيئية، كما ذكرت أنّ العديد من المؤسسات الصغرى تستعمل اليوم فواضل ونفايات النسيج والاقمشة كمادة أولية لصناعة الحقائب والسجادات، وقد لاقت رواجا واقبالا من قبل المستهلكين.
صادرات توفر 5 مليار دينار
ويكتسي قطاع النسيج والملابس أهمية باعتبار دوره الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني، واستنادا الى اخر المؤشرات الإحصائية الصادرة عن وزارة الصناعة، فقد شهدت صادراته خلال السداسية الأولى من السنة الحالية نمّوا بنسبة 12.20%، حيث سجلت 5095.8 مليون دينار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022 بنسبة تغطية تقدر بـ 135%.
و تجاوزت هذه النتائج قيمة الصادرات المسجلة خلال نفس الفترة من سنة 2019 (ما قبل جائحة كورونا) بنسبة 24.13% (4105.3 مليون دينار).
كما شهدت صادرات شهر جوان 2023 نموا بحساب الدينار بنسبة 6.45 % حيث بلغت 883 مليون دينار.
في حين سجلت قيمة صادرات السراويل خلال السداسية الأولى من السنة الحالية نموا بحساب الدينار بنسبة 7.88% حيث بلغت 1174.3مليون دينار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022. وتمثّل هذه الأخيرة 27% من مجموع صادرات الملابس الجاهزة.
وتمثل بلدان الاتحاد الأوروبي الوجهة الرئيسية لصادرت تونس من الملابس الجاهزة خصوصا نحو السوق الفرنسية والإيطالية والألمانية والبلجيكية والبرتغالية والهولندية حيث بلغت قيمة صادرات الملابس الجاهزة نحو الاتحاد الأوروبي خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2023 حوالي 1225.8 مليون أورو مسجلة بذلك نموا بـ 13.22 الأشهر مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022.
على صعيد آخر شهدت واردات السوق المحلية من الملابس الجاهزة تراجعا في القيمة بنسبة 3.69%، حيث بلغت 185.3 مليون دينار وفي الكمية بنسبة 0.93 % إذ بلغت 21.6 ألف طن مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022.