تونس- أفريكان مانجر- وكالات
تطرّق رئيس الحكومة مهدي جمعة في حديث أجراه مع وكالة تونس افريقيا للأنباء عشية تحوله على ألمانيا أمس في زيارة رسمية إلى مسائل وطنيّة تهمّ بالخصوص محاربة الإرهاب من جهة أولى وتهيئة المناخات الملائمة لإجراء الإنتخابات في أفضل الظروف من جهة ثانية مستعرضا بعد ذلك واقع وآفاق العلاقات التونسيّة الألمانيّة وأهداف زيارته الرسميّة رفقة وفد حكومي رفيع المستوى إلى جمهورية ألمانيا الفيدراليّة بدعوة من المستشارة أنجيلا ميركل معرّجا في الأثناء على ما ستحمله زيارته إلى العاصمة البلجيكيّة بروكسيل من أبعاد ودلالات .
إصرار حكومي على مقاومة الإرهاب
أكّد مهدي جمعة الإصرار الكبير للحكومة على مقاومة آفة الإرهاب بكل الطرق المتاحة، وفي إطار ما يسمح به القانون ملاحظا أنّ تونس لم تكن متهيئة لمواجهة الإرهاب، ولم يكن لديها تقاليد في مجابهته سيما في ظلّ الوهن الذي أصاب الدولة بعد الثورة، ونتيجة للواقع الإقليمي المتّسم بعدم الاستقرار خاصّة في ليبيا وسوريا والذي كانت له انعكاسات مباشرة على الوضع التونسي.
و ذكر رئيس الحكومة أنّ الإرهاب، ورغم الأسبقية التي أخذها علينا، والضربات الموجعة التي سدّدها لقواتنا الأمنية ولجنودنا إلا أنّنا لم نبق مكتوفي الأيدي حيث نظّمت الصفوف وتمّ الأخذ بزمام المبادرة وتوجيه ضربات نوعية للإرهابيين مؤكّدا أن قوات الأمن والجيش الوطنيين استعادت “جبل الشعانبي” الذي أكّد مهدي جمعة أنّه لم يعد ملاذا آمنا للإرهابيين رغم قدرة هؤلاء على التّسلل إلى الجبال المجاورة ومحاولة القيام بعمليات إرهابية جديدة.
ولفت مهدي جمعة النظر إلى أنّ مقاومة الإرهاب تتطلّب توفر استراتيجية واضحة وتوفير إمكانيات ضخمة وإقامة تعاون وثيق مع الدّول الشقيقة والصديقة السعي إلى تكثيف التعاون مع البلدان التي تمتلك خبرة واسعة في مقاومة هذه الآفة مؤكّدا حرص الحكومة وقبل إنتهاء مهامها، على إقامة القطب المكلّف بمواجهة الإرهاب والذي تم الإعلان عنه مؤخرا مضيفا أنّ التّنسيق والتّعاون بين مختلف الأسلاك الأمنية تحسّن كثيرا في المدة الأخيرة إضافة إلى ما تم إحرازه من تقدم في التّعاون والتنسيق مع دول الجوار وخاصة مع الشقيقة الجزائر وكذلك مع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وجميع شركاء تونس الذين قال السيّد مهدي جمعة أنّهم ” أصبحوا على وعي كامل بأن الإرهاب أصبح عابرا للحدود وظاهرة إقليمية وعالمية تستوجب مقاومته التنسيق بين كل الأطراف”.
ملازمة اليقظة
وشدّد رئيس الحكومة على ضرورة ملازمة اليقظة والتمسك بالوحدة الوطنية في مواجهة خطر الإرهاب الذي أكّد أنّه يستهدف المجتمع كاملا ونمط الحياة في تونس مجدّدا التأكيد على أن النجاح في التغلب على هذه الآفة لن يتأتى دون المشاركة الواعية والفاعلة لكل التونسيين الذين يتعين عليهم معاضدة جهود الدولة في هذا المجال.
إنجاز الإنتخابات قبل موفّى سنة 2014
وفي ما يتعلق بالانتخابات القادمة، أبرز مهدي جمعة حرص الحكومة على أن تجري قبل موفى سنة 2014 وفي أحسن الظروف، وذلك بالتنسيق الكامل مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وأنّ الحكومة ستعمل على توفير المناخات الملائمة لإجراء هذه الانتخابات وعلى تذليل كل العقبات.
وجدّد رئيس الحكومة التذكير بأنّه أعطى تعليماته إلى الإدارات المركزية والجهوية للتعاون الكامل مع الهيئة حتى تقوم بعملها في ظروف طيبة مشيرا إلى أن مبلغا قدره 10 ملايين دينار تم صرفه لفائدتها وفق طلبها مع الالتزام بالتعاون معها وإجراء لقاءات دورية مع أعضائها لتذليل كل الصعوبات الطارئة. ملامح وأهداف الزّيارة الرّسميّة إلى ألمانيا
وذكر رئيس الحكومة أنّ ألمانيا تعدّ شريكا هاما لتونس خاصة في المجال الاقتصادي، وأنّها من الدّول التي ساندت بقوّة الانتقال الديمقراطي في بلادنا باعتبارها كانت حاضرة منذ بداية الثورة وقدمت دعما كبيرا لتونس في المجالين السياسي والاقتصادي فضلا عن رغبة عديد المستثمرين الألمان في الاستثمار بتونس رغم المشاكل التي مرت بها بعد الثورة.
وأوضح مهدي جمعة أنّ الملف الأمني سيكون حاضرا في مباحثاته مع الجانب الألماني وأنّه سيلتقي المستشارة أنجيلا ميركيل ورئيس جمهوريّة ألمانيا الفيدراليّة ورئيس البرلمان الألماني مؤكّدا بالقول “شركاء تونس في أوروبا، ومنهم ألمانيا، كانوا ينتظرون أن تتوضح الرؤية في البلاد، وهو ما توفر حاليا، خصوصا بعد المصادقة على الدّستور، وتسلّم حكومة وفاق وطني مقاليد السلطة”.
زيارة إلى بروكسيل
وفي ختام حديثه، عرّج رئيس الحكومة على الزّيارة التي سيؤديها يوم 20 جوان الجاري إلى العاصمة البلجيكيّة بروكسيل موضحا أنها تندرج في إطار دعم التعاون متعدّد الأطراف وخاصة مع الجانب الأوروبي، إضافة إلى الالتقاء مع عدد من المسؤولين البلجيكيين وبحث سبل دعم التعاون الثنائي، خاصة بعد مبادرة بلجيكا الأخيرة بتحويل جانب من ديون تونس لفائدتها إلى مشاريع تنموية. (وات)