تونس- افريكان مانجر
تنتهي اليوم الجمعة 15 ماي 2015 المائة يوم الأولى في حكومة الحبيب الصيد وقد كان من المقرر أن يقدم رئيس الحكومة تقريرا مفصلا لمجلس نواب الشعب عما قام به أعضاء حكومته خلال هذه الفترة.
وفي الأثناء أكد عدد من المراقبين أنّ آداء الصيد وفريقه الوزاري لم يكن في مستوى الانتظارات، كما دعا البعض الحكومة الى الإسراع في أخذ قرارات عاجلة لتجنيب البلاد المزيد من التدهور الاجتماعي والتأزم الاقتصادي.
“في طريق مسدود”
وفي قراءة لما قدّمته الحكومة خلال المائة الأولى من عملها، قال كاتب عام حزب حركة الشعب زهير المغزاوي ل”افريكان مانجر”إنّ كلّ المؤشرات تُؤكد أن الحكومة تسير في طريق مسدود مُضيفا انه لا توجد إنجازات تذكر على مدى 3 أشهر الماضية. وأكد أنّ التحركات الاجتماعية في عدد من ولايات الجمهورية على غرار الاحتجاجات في ولايتي قفصة وقبلي، او تواتر الإضرابات في عديد القطاعات سواء في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها من القطاعات.
وأفاد المصدر ذاته ان حكومة الحبيب الصيد اكتفت خلال الفترة الأولى من عملها بالقيام بعدد من الزيارات الميدانية لبعض المناطق وقدّمت وعودا لم تحقق منها شيئ على ارض الواقع، ودعا المغزاوي الحكومة الى الإسراع بوضع برنامج تنموي عاجل للتخفيف من حدّة الغضب الاجتماعي.
وقال محدّثنا إنّه يتوجب على حكومة الصيد التعجيل بإصلاح المنظومة الجبائية وتشديد العقوبات ضدّ المهربين، كما دعا الى التخفيض من أسعار المحروقات بما من شانه ان يعطي رسائل طمأنة للشارع التونسي.
إجراءات عاجلة
من جانبه قال وجدي بن رجب الخبير الإقتصادي في تصريح سابق لـ “أفريكان مانجر” إنّ الحديث على عمل الحكومة في 100 يوم، مسألة لا يمكن الحديث عنها إلاّ في البلدان المتقدّمة التي تعرف استقرار على مستوى مؤسّساتها واقتصادها وأمنها ، في حين أنّ تونس تعاني من حالة عدم الاستقرار خاصّة على المستوى الاقتصادي وهو ما يتطلّب اجراءات عاجلة واستعجاليّة دون انتظار مرور 100 يوم.
وأوضح نفس المصدر أنّ حكومة الصّيد لديها توجّهات أمنيّة أكثر منها اقتصاديّة باعتبار أنّ الارهاب لديه تأثير مباشر على الاستثمار وعلى السّياحة، مشيرا إلى أنّ القطاع السّياحي في انهيار مستمرّ حيث تراجعت بعض الاسواق منذ حكومة مهدي جمعة بحوالي 50 بالمائة بالنسبة للسوق الفرنسيّة وبما يناهز 20 بالمائة بالنسبة للسوق الألمانيّة، وقد غطّت على هذا التّراجع تحسّن مردوديّة السّوق المغاربيّة وخاصّة منها اللّيبيّة، لكن بحدوث عمليّة باردو الارهابيّة واستهداف السّيّاح أساسا، تراجعت مرّة أخرى الحجوزات خاصّة بالنّسبة للسوق الفرنسيّة (سوق تقليديّة) وهو ما سيجعلنا نخسر تقريبا 80 من بالمائة من الفرنسيين الوافدين على تونس على حدّ تعبير مصدرنا.
وقد تتالت الانتقادات لحكومة الصيد، حيث قدم حزب البناء الوطني مؤخرا نتائج تقييم لجنة متابعة العمل الحكومي خلال المائة يوم التي مرت على تشكيل حكومة الصيد و كان التقرير تحت عنوان “مائة يوم من الضياع”.
و استنكر امين عام الحزب رياض الشعيبي ما وصفه بالارتباك الكبير و التخبط لسياسةا الخارجية اذ انه بعد حوالي 3 اشهر مرت على تشكيل الحكومة الحالية لم تتضح الوجهة و لم تتبين السياسات الخارجية مما اثر على المصالح الوطنية و وتر العلاقات مع عدد من الدول نتيجة خطوات غير محسوبة مما جعل علاقاتنا الخارجية تعاني ازمة حادة .
و أشار الشعيبي الى تردي المؤشرات العامة في البلاد و تفاقم حجم المديونية ب53 بالمائة و هي سابقة وصفها بالخطيرة بالإضافة إلى العجز في الميزان التجاري و تضخم المقدرة الشرائية على حد تعبيره
إخفاق
من جانبه اكد الناطق الرسمي بإسم الحزب الجمهوري، عصام الشابي، أنّ حكومة الحبيب الصيّد اخفقت تماما في مهامها.
وأضاف الشابي، في تصريح إعلامي، أنّه يجب وضع سياسة جادة وواقعيّة تستجيب لمطالب التونسيين، مُشيراً إلى أنّ غياب ذلك هو الذي ساهم في حالة من الاحتقان والاحتجاجات.
تقرير حول عمل الحكومة
ومن المنتظر ان تقدم منظمة انا يقظ تقرير حول عمل الحكومة في المائة يوم الأولى لها، كما ستطلق المنظمة قريبا موقعا إلكترونيا حول عمل وزراء الحكومة ، سيتم فيه رصد مدى تطبيق الوزراء لبرامجهم المعلنة سابقا ، مثلما تم فعله مع رئيس الحكومة .
ويشار إلى أن منظمة ” أنا يقظ ” أطلقت مؤخرا موقعين إلكترونيين تحت إسم ” السبسي ميتر ، و الصيد ميتر ” يتم فيها رصد عمل الحكومة و رئاسة الجمهورية ومدى تطابقها مع الوعود المقدمة من الطرفين.