تونس- افريكان مانجر
طالب رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بقابس، أيمن رافع، المؤسسات الصناعية المنتصبة بولاية قابس بتحمل مسؤوليتها المجتمعية وبالمساهمة في المجهود التنموي وفي العناية بالمحيط، معتبرا أنه من غير المعقول أن تحقق العديد من هذه المؤسسات أرباحا كبيرة ولا تساهم في النهوض بأوضاع الجهة، وفق قوله.
وبيّن رافع، في تصريح wلـ ” وات”، ان هذه المؤسسات وبتلويثها للهواء والبحر وباستنزافها للمائدة المائية قد تسببت في تراجع قطاعات الفلاحة والسياحة وفي تفاقم البطالة التي فاقت نسبتها 24 بالمائة بعدد إجمالي للعاطلين عن العمل يتجاوز 32 الف عاطل وعاطلة قرابة نصفهم من حاملي شهادات التعليم العالي.
ودعا الحكومة إلى تطبيق القانون الخاص بالمسؤولية المجتمعية على المؤسسات الصناعية المنتصبة بولاية قابس، لافتا إلى ان هذه المؤسسات قد توفرت لها كل الظروف الملائمة للعمل بالجهة ولم تشهد توقفا في دورة إنتاجها.
يشار الى ان العديد من المشاريع قد تعطلت بولاية قابس بسبب عدم تحمل النسيج الصناعي لمسؤوليته المجتمعية ومن بين هذه المشاريع صندوق التنمية والاستثمار الذي تم الإعلان عنه في المجلس الوزاري المنعقد في 25 جوان 2015 حيث لم تتفاعل المؤسسات الصناعية بشكل ايجابي مع هذا المشروع الذي لم ير النور الى اليوم.
كما تعيش شركة التصرف في القطب الصناعي والتكنولوجي بقابس وضعا ماليا صعبا للغاية ووجدت نفسها عاجزة عن انجاز مخطط أعمالها بعد ان تم في سنة 2015 الحطّ من رأس مالها من 20 الى 5 ملايين دينار .
ولم تنجح المساعي المتواصلة التي بذلتها الإدارة العامة لهذه الشركة في الترفيع من جديد في رأس مال الشركة بالشكل المطلوب واصطدمت بعراقيل عديدة، من بينها تنكر المجمع الكيميائي التونسي لوعده بالترفيع مجددا في مساهمته في هذه الشركة عند شروع هذه المؤسسة في انجاز مشاريعها وهي وضعية الحال.
كما لا يزال مشروع المدرج متعدد الاختصاصات بالمدرسة الوطنية للمهندسين، الذي اقره في خريف 2018 رئيس الحكومة المكلف حاليا بتسيير الأعمال، يوسف الشاهد، بتمويل من المجمع الكيميائي التونسي، يراوح مكانه ولم يشرع في انجازه رغم الجلسات العديدة التي عقدت بشأنه وإعداد ملفه الفني.
كما يتجلى عدم تحمل النسيج الصناعي بولاية قابس لمسؤوليته المجتمعية بشكل واضح في وسط مدينة قابس التي بقيت حدائقها وعلى قلتها مهملة ومن بينها حديقة شارع فرحات حشاد التي كانت تأوي قبل الثورة محطة المجمع الكيميائي التونسي الخاصة بمراقبة نوعية الهواء وهي حديقة كانت تابعة لهذه المؤسسة الصناعية الكبرى.