تونس- افريكان مانجر
في إطار تعزيز شبكة الطرقات بمختلف الولايات، أقرت تونس عددا من المشاريع الضخمة بعضها دخل فعليا حيز الإنجاز فيما يتواصل العمل حاليا على استكمال بقية الإجراءات وانهاء ملفات طلبات العروض واستكمال تسوية الوضعية العقارية باقتناء الأراضي حتى تنطلق الاشغال بشكل رسمي.
ووفقا لما تقدم به مدير عام الجسور والطرقات صلاح الدين الزواري فإنّ الفترة القادمة ستشهد انطلاق مشروع ” المحور الاقتصادي” الذي يربط بين القصرين وسيدي بوزيد وصفاقس على طول 186 كلم، وذلك بهدف احداث التنمية بالمناطق التي يمرّ منها.
وقد قدرت كلفته الجملية بـ 1,4 مليار دينار، بحسب ما صرح به الزواري في حوار مع “افريكان مانجر”، مُعلنا التوصل إلى اتفاق تمويل مع البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار، وينتظر ان تصدر ملفات طلبات العروض خلال النصف الثاني من سنة 2024.
وقال مصدرنا إنّ اشغال مشروع الطريق الوطنية رقم 2 الرابط بين النفيضة والقيروان والبالغة كلفته 300 مليون دينار، ستنطلق في القريب العاجل.
وردا على سؤال يتعلق بآخر مستجدات ملف مشروع إحداث وصلة دائمة تربط جزيرة جربة بالجرف، قال الزواري إنّ جسر جربة من المشاريع “العملاقة” المبرمجة للسنوات القادمة، وهي قيد الدرس حاليا وقد تم استكمال جزء منها على مستوى المردودية، ورجح انهاء الدراسات خلال سنة 2024 ليتم في مرحلة لاحقة النظر في التمويل والانجاز.
كما تحدث عن قنطرة بنزرت الجديدة، معتبرا المشروع الجاري إنجازه من أضخم المشاريع، وتنطلق خلال شهر افريل 2024، رسميا أشغال الجسر الرئيسي من المشروع ، على أن تتواصل الأشغال على إمتداد 38 شهرا، وتبلغ القيمة الجملية للمشروع نحو 750 مليون دينار.
وفي سياق متصل، أكد المسؤول بوزارة التجهيز أنّ إقليم تونس الكبرى يشهد بدوره مشاريع طرقات هامة وذلك لتخفيف الضغط المروري، على غرار مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة، وقد سجلت الاشغال تقدما ب 45 بالمائة، مشيرا الى أن بعض الأقساط ستدخل حيز الاستغلال قبل موفى سنة 2024.
وأفاد أنّه تمّ تقريبا تجاوز كلّ الإشكاليات التي عطلت انطلاق الاشغال سواء على المستوى العقاري او على مستوى تحويل شبكات المستلزمين العموميين، مُضيفا أنّ الـ 5 شركات المكلفة بإنجاز المشروع رفعت نسق الأشغال حتى يتمّ استكماله في أقرب الآجال.
ويُعد مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة من أهمّ المشاريع التي تشهدها تونس الكبرى في الوقت الراهن، وفقا لما أكده الزواري، متابعا أنّ كلفته الجملية تبلغ 360 مليون دينار.
وقد انطلقت الاشغال بشكل رسمي منذ شهر مارس 2021 على ان تتواصل على امتداد 3 سنوات، وينتظر ان يحلّ إشكالية الاكتظاظ المروري الكبير، في مشهد يومي لا يكاد يتغير في الطريق السيارة للضاحية الجنوبية للعاصمة ويعطل السير العادي للسيارات، علما وان الطريق يُسجل عند وقت الذروة مرور نحو 150 الف عربة و5 آلاف شاحنة على ان يبلغ عدد السيارات نحو 220 الف عربة بحلول سنة 2042.
وسيتم توسيع المدخل الجنوبي للعاصمة على طول 11,5 كلم وذلك لجعله 4×2 ممرات موزعة على 5 أقساط كما سيتم انجاز محولات على طول 6 كلم، بحسب ما أكده سامي حسني، مشددا على ان المشروع الجديد هدفه حماية مستعملي الطريق وتحسين السيولة المرورية .
وسيربط هذا الطريق منطقة مستشفى الحروق البليغة ببن عروس بمداخل المروج ومدخل تونس العاصمة مرورا بمنطقة جبل جلود لتنتهي بشارع قنطرة الجمهورية بالعاصمة.
كما ينتظرأن يدخل مشروع الطريق الشعاعية X4 الرابطة بين الحزاميتين X وX20 بولايتي تونس و أريانة، والبالغة كلفته 40 مليون دينار، حيز الاستغلال خلال أسابيع.
وذكر الزواري بعدد من المشاريع التي دخلت حير الاستغلال، من ذلك فتح الجسر الثاني من مشروع محول بن دحة بالمخرج الغربي على مستوى تقاطع الطريق الوطنية رقم 05 متفرع مع الطريق الجهوية رقم 39 متفرع 1 ( محول بن دحة)، للجولان أمام مستعملي الطريق يوم 10 مارس 2024، فضلا عن فتح الجسر العلوي لمحول المطار يوم 3 مارس الماضي.
واجمالا، تقدّر قيمة كلفة إنجاز استراتيجية البنية الأساسية للطرقات في أفق سنة 2035 في تونس بحوالي 35 مليار دينار، وفق مؤشرات صادرة عن وزارة التجهيز.