تونس-افريكان مانجر
كشف اليوم الاثنين 16 جوان 2014 مصدر أمني أنّ الحدود التونسية الليبية تشهد منذ فترة تعزيزات أمنية مكثفة نتيجة التطورات الأخيرة للأوضاع بليبيا ، والتي فرضت على حدّ ما نقله وكالة تونس إفريقيا للأنباء حالة قصوى من التأهب.
وحسب ما ذكره نفس المصدر فان توقع الخطر أبرز ما يميز هذه الوضعية مشيرا إلى إمكانية استهداف دوريات أو مراكز أمنية أو نصب كمائن أو تسلل إرهابيين وهو ما يفرض درجة عالية من الانتباه واليقظة والتعامل مع الوضع بجدية .
وضع ليبي مفروض على تونس
وقال المصدر الذي لفضل عدم الكشف عن هويته إن الأمن على الحدود منظومة لا تتأثر بأية أحداث ظرفية أو وضعيات استثنائية داخل البلاد لانها منظومة خاصة ومستمرة تؤمنها الوحدات الامنية والعسكرية في عمل محكم ومشترك خصوصا في ظل الوضع في ليبيا وهو وضع مفروض علينا بحسب تعبيره.
و كان رئيس المكتب التنفيذي لنقابة أعوان الديوان محمد الغضباني قد صرّح لـ”افريكان مانجر” أنّ المعبر الحدودي رأس جدير ومعبر وازن الذهيبة شهدا مؤخرا تعزيزات أمنية مكثفة تحسبا لأي طارئ مع الجانب الليبي، مُضيفا أنّ القوات الساهرة على تأمين المنفذ تلّقت فعلا تهديدات حقيقية من قبل مجموعات إرهابية ليبية تُلّوح بإقتحام المعبر.
و أوضح الغضباني أنّ السلطات التونسية تأخذ كلّ التهديدات مأخذ الجدّ، و عليه قامت منذ مدّة بأخذ التدابير و الإحتياطات الازمة لحماية الحدود التونسية.
و شدّد رئيس النقابة على أنّ القوات الأمنية و العسكرية و الوحدات الديوانية على أتمّ الإستعدادا لمواجهة أي مستجدّات مع الجارة ليبيا التي تشهد منذ أسابيع مواجهات مسلحة و انهيار أمني غير مسبوق حيث يشنّ اللواء المتقاعد بالجيش الليبي هجوما ضدّ مجموعات دينية متشدّدة.
مسؤول ليبي يُؤكد جدّية التهديدات
و يأتي هذا التوضيح على خلفية ما صرّح به محمد حجازي الناطق الرسمي باسم عملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء خليفة حفتر ، حيث حذّر من سيطرة الجماعات المسلحة على المعابر البرية بين ليبيا وتونس والجزائر.كما أضاف محمد حجازي في تصريح ل”العرب اللندنية” أنه تم رصد تحركات مريبة لهؤلاء الإرهابيين قرب حدود ليبيا مع تونس والجزائر.
وقال الناطق الرسمي باسم عملية “كرامة ليبيا”: “نحن لهم بالمرصاد و سنتعامل مع هذه العناصر بكل قوة لأنها عبارة عن خلايا سرطانية يجب القضاء عليها.”
و تحّسبا لأي طارئ على الحدود التونسية مع الجارة ليبيا، أكد الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع العميد توفيق الرحموني ل” افريكان مانجر” أنّ كلّ الوحدات العسكرية الميدانية المُنتشرة على الحدود الجنوبية الشرقية تُراقب عن كثب تطورات في ليبيا، مُؤكدا أنّ الأمور تسير على غاية اللحظة بشكل عادي و لم يُسّجل أي إضطراب أمني.
سيناريو 2011 وارد
هذا و قد أشار المصدر الأمني لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بدوره الى توفر الإمكانيات البشرية المناسبة بالمناطق الحدودية مع تعزيزها بوحدات مركزية وبامكانيات لوجستية اضافة الى وسائل العمل الضرورية.
يُشار إلى أنّ الشريط الحدودى بين تونس وليبيا الممتد على طول 150 كيلومترا يتميز بانبساطه مما يجعل الروية به واضحة الى جانب كونه غير اهل بالسكان وهي نقاط تعتبر ايجابية تيسر احكام مراقبته.
واعتبر هذا المسوول الامني أن قرار اعلان الشريط الحدودى منطقة عازلة ساهم في الحد من عدة ظواهر وفرض تنظيما أكبر واحكام العبور منه وفق الشروط التي حددها القرار.
من جهة أخرى تتواصل استعدادات المنظمات الأممية ومنظمات انسانية أخرى بالتعاون مع أطراف جهوية بمدنين لمجابهة مختلف السيناريوهات المحتملة على خلفية الأحداث بليبيا وخاصة منها ما قد تشهده الجهة والمنطقة الحدودية من هجرة جماعية أو تدفق للاشخاص الفارين.